خط الحجاز القديم .. خط الحرير الجديد
الأحد 26 أُغسطس ,2018 الساعة: 11:54 صباحاً

 ربما هذه أخطر مقابلة،  تشرح وتفسر ماذا يحدث في منطقتنا العربية،  ويستشف منها  مستقبل المنطقه. فالمتحدث ليس محلل سياسي أو مذيع بقناة مشهورة ، بل هو وزير سابق وبوزارات هامة  وخطيرة، تقلد وزارة النقل ووزير طاقه نووية، ثم وزير استخبارات ، ثم عضو كنيست بإسرائيل. "يسرائيل كاتس"  السياسي الاسرائيلي في مقابله له بموقع "إيلاف " السعودي ، تحدث بكلام له ما بعده، وله تبعاته، ولأهمية وخطورة المقابلة رأيت أن أنقل المقابلة  من حواف دائره الضوء الى وسطه، مع شرح مبسط محاولا التفكير معكم بصوت مرتفع، مع العلم أن هذه المقابلة، قد تعرضت للحذف والتغييب وعدم الإهتمام من قبل المثقفين والصحف العربيه.

 دعا الوزير الاسرائيلي النظام السعودي الى إحياء خط الحجاز القديم (الذي تأسس عام 1900 وانتهى 1916م وكان يمر بمدن كثيرة،  يبدأ من سوريا مرورا بالأردن، ووصولا للمدينه المنوره)  وعلل هذا الوزير تلك الفكره بقوله: إن مضيق " هرمز " لم يعد آمنا بسبب إيران وكذلك *باب المندب* الذي يتواجد فيه الحوثيين!

وبصفة إسرائيل دوله محبة للسلام، وراعية  للأمن ودارسه للتاريخ،  ترى أن  الحل الخلاق يكون بتفعيل خط الحجاز القديم،  هذا الخط سيكون على النحو التالي;
- تبدأه إسرائيل من بيسان الى جسر الشيخ حسين بحدود الأردن، ثم تكمله الأردن بخط حديدي الى المدينه المنورة،  ومنها الى شبكة القطارات السعودية  بالمدينة المنورة  ثم الى الامارات وبقيه الدول.

سيتم عبر هذا الخط نقل النفط والبضائع من المنطقه الشرقية بالسعودية وبقية الدول الخليجية الى المدينة المنوره ثم الأردن ، ومنه الى ميناء حيفاء على البحر الابيض ومن هناك الى اوروبا وأمريكا.
 
مبررات إسرائيل: 

تطرح إسرائيل إغراءات كثيرة لتحقيق هذا المشروع لتدمير، أهم المضايق العالمية التي  تعايشت فيها السياسة  والدين والنفط والعرق طوال عقود مضت،  فهي تسوق أن تكلفه النقل أقل.

- نسبة الأمن أكبر.
- منح السعوديه نافذة على المتوسط في حيفا.
- الأردن سيتحول لعصب مواصلات المنطقه.
- المكسب أعلى.
 وحجم التبادل التجاري سيبلغ 250 مليار دولار سنويا بين تلك الدول.
 
هل ينجح المشروع ؟ 

 نجاح المشروع من عدمه، يتوقف على مستوى المحافظه على الأمن في البحر الأحمر، لكن إذا اشتعلت بالصراع، وغرقت سفن النفط، وخافت سفن البضائع من المرور وحل مكانهما الزوارق الحربية والألغام البحرية،  لا شك ان ذلك سيعلي من أهميه الخط الجديد أو قطار السلام الجديد الذي طالب به الوزير.
 
مكاسب إسرائيل :

سيحقق ذلك لإسرائيل :
- إغلاق وتعطيل قناتي هرمز والسويس، واستكمال خنق مصر بحرا ونهرا.
- دمج إسرائيل بالمنطقة  اقتصاديا، وتحقيقها للشرق الأوسط، وتصبح هي الدوله الغيورة على ثروات العرب وممرهم الآمن.
- بعد خط السلام سيقام مشروع القناتين إيصال البحر الأحمر  بالبحر الأبيض عبر البحر الميت.

 دلالات تصريح الوزير الاسرائيلي:

-  الحرب ستطول أكثر بالمناطق القريبة من الخليج والبحر الأحمر.
- بعد انهيار الدوله اليمنية، برزت دول افريقيه تقوم بدور الحارس بالبحر الأحمركجيبوتي التي أصبح بها اليوم قواعد دوليه كبيرة  فرنسية ، صينية  امريكية ويابانية ومنها تنطلق الطائرات الأمريكيه لمحاربه ما اسموهم الارهابيين.
 إيضا بروز رئيس اثيوبي قادم من مؤسسة الاستخبارات، ربما للملمة وتوحيد منطقة القرن الأفريقي، وقد بدت ملامح ذلك بنظريته صفر مشاكل وزيارته لارتيريا ومصر وغيرهما.
 ملاحظه هامه:
-  الموانئ التي بنتها الأردن أو اسرائيل لهذا الغرض بواسطة شركات صينية.
- هناك توجه اسرائيلي نحو الصين بشكل يشعر المرء وكأنه تنبؤ يهودي بدور أكبر للصين عالميا.

تنظر الصين للمنطقة بعد 2011 على أنها تسير نحو صراع وعدم استقرار، وأن إسرائيل وحدها  القادر على مساعدتها للدخول للمنطقه العربية  بل وأفريقيا عبر البحر الأحمر.


Create Account



Log In Your Account