من متابعات 2018 .. الثورات العربية
الأربعاء 03 أكتوبر ,2018 الساعة: 07:21 مساءً

أولا : قبل أن تحط راحلتنا الفكرية حول الثورات وأحوالها من خلال قراءات المفكرين والمختصين لابد من الاعتراف بالآتي:

 اولا :  أننا في البلدان العربية كنا بحاجه الى ثورات تصحيحية.

 ثانيا:  أن بلداننا العربية قد أخذت زخرفها وازينت ولأول مرة من بعد انهيار الخلافة العباسية، وبعضها منذ خلق الله الارض قطعت شوطا سواء كان يليق بشعوبها أم لا، لكن المؤكد أنه يستحق أن يبنى عليه لا ان يهدم.

 ثالثا: يقول احد الامريكان: ان الرسول (ص) استعاض عن فكر الثورة المصحوب بالسلاح بثورة الفكر المأمونة من كوارث الدم والمختصرة  للزمن، لذلك بقت دعوته للآن ولو أردنا ان نلخص دعوته نجده ابتدأها بالصادق الامين وانهاها ب" اذهبوا يغفر الله لكم" (قيمتي الصدق والتسامح).

 

رابعا : حول اليمن

 ذهب توماس جونوه بدراسته إمكانية انهيار الدولة - الاحتمالات والعلاج 2010م الى

أن هناك عوامل تدفع باستمرارية بقاء الدولة  اليمنية والمتمثلة بعدم انقسام اليمن وفق خطوط الانقسام اللغوي والاثني، فضلا عن هوية الإحساس بالانتماء لأصل مشترك.

 السؤال: لماذا وصلنا لما وصلنا اليه؟

 

 تعريف الثورة:

 الثورة هي التغيير المفاجئ السريع البعيد الأثر في الكيان الاجتماعي

من ذلك التعريف نستنتج :

- أن الثورة تغييرات جذرية بخريطة المجتمع وبهياكله السياسية والاقتصادية  والاجتماعية وهي فعل  يقترن عادة بانتفاضة شعبية قد تكون دموية أو غير دموية.

- أنه لن يتم إحداث الأثر البعيد والقريب الا بالتغيير الفكري الذي يسبق التغيير المؤسسي.

- وعكس الثورة الانقلاب الذي لا يغير واقعا وقد يتحول الانقلاب الى ثورة نموذج مصر 1952، وقد تتحول الثوره التي يغيب عنها العقل والحكمة لانقلاب  وتقسم الشعب (إني خشيت أن تقول فرقت بين بني اسرائيل ولم ترقب قولي).

 

أنواع الثورات:

- ثورات تتوسد العنف الثوري وتنشد تغيير الحياة برمتها بتحطيم القديم وإقامة الجديد.

- ثورة تتوخى أهداف إصلاحية بتغيير المؤسسات لجعلها منسجمة مع القيم المنشودة للمجتمع حتى لا يحدث انقظاع تاريخي وتمزق.

 

دوافع الثورات :

 

 دوافع الثورة معظمها  ايديولوجي، مثل  ثورة فرنسا 1789، ثورة  1917 البلشفية في روسيا،  والثورة الصينية 1948،  وتبدأ بوادر انهيار النظام السابق بفشل النظام بالسيطرة على الوضع وكثرة الحوادث الأمنية والعجز بالخدمات، وهنا تتقدم المعارضة بنفسها كبديل وتعلن عن بدء الثورة.

 

 

 من يتقدم صفوف القيادة بعد الثورة :

1- الطبقة الوسطى والبرجوازية الواعية كقوة اجتماعية وهنا نجد أبناء الجامعات هم قادة الثورة ومحركوها.

 

2- قيادة كاريزمية تولد من رحم الثورة وتتخلق من حركة الثورة.

 

3- تتشكل لجان من أفراد المجتمع، تحل محل مؤسسات الدولة بصورة مؤقته.

 السؤال :

الثورات العربية،  أي مجتمع كان له حضوره السياسي بعد قيام الثورة ومن حل محل مؤسسات الدوله؟

 

الثورة بحلة  جديدة

الثورة الفرنسية ايقونة الثورات الحديثة لطرحها  مفهوما جديدا لمعنى الثورة بأنها تغيير بالعقل والفكر، وأن الثورة واحدة  ثم تجري عليها اصلاحات لمسارها كما حدث 1968 بفرنسا ثورة تصحيحية لم توجه ضد أحد، بل ضد مفهوم عمل المؤسسات ورفعت شعارات : *نحن ضد الثقافة القائمة " إبداعيه عفويه" انسو ما تعلمتموه بالمدارس" ابدأوا بالحلم" ضد السوربون" رغباتي هي الواقع.

 

 

 السؤال :

الثورات العربية ماذا رفعت من شعارات ثقافية  أم سياسية؟

للإجابة على ذلك يذهب الدكتور الحاذق هاني عبادي الى أن  الثورات العربية رفعت شعارا سياسيا الشعب يريد وليس يطالب وفعل الإرادة هو ما يتطلب حضور المجتمع نفسه، وألا ينوب عنه أحد كما طالب بإسقاط النظام.

لكن النظام في الحالة العربية لم يكن يمثل مؤسسة أو بنية وإنما كان يمثل حالة تتكثف عندها مشكلات المجتمع وأزماته وبالتالي إسقاط النظام بهذه الحالة، سيؤدي لإسقاط ما تبقى من هيكل الدولة،  ثم سيسقط المجتمع نفسه وباقي القوى بالفوضى.

 

 ماذا ترتب على ذلك ؟

ترتب على ذلك وضع النبيذ القديم بزجاجات جديدة!

 

 في البدء ساد خطاب الثورة وتراجع الخطاب الأيديولوجي وهو ما سمح للثورة بتكوين خطاب جماعي موحد، حول مطلب اسقاط النظام، ولكن سرعان ما تراجع الخطاب الثوري وبرز الخطاب الايديولوجي المصحوب بالروح القتالية وغاب المجتمع الحقيقي المتضرر من النظام السابق وتصدر المشهد المجتمع السياسي القديم ونتج عن ذلك :

أ- عودة الدولة العميقة

ب- انبعاث المجتمع العميق

 ح- تحول مسار الثورة الى مسار أزمة وانتخاب وتقاسم السلطة متناسين أن هذه الصيغة لا تعمل بكفاءة، فالتقاسم على أساس تخلى الجميع عن فكرة السيطرة على الدولة قد فشلت باليمن بالعام 1994م .

 

 الخلاصة :

إن غياب الحكمة عن أي عمل، لن يؤدي إلا لنتائج كارثية وإذا لم تكن  الثورة فكرية تغير العقل والسلوك قبل المؤسسات، سنظل نعيد ونكرر مأساتنا، وهذا وزير الخارجية المصري الزيات، تحدث أنه بعد استقلال الصومال كان راعيا لعملية بناء الدولة وتقدمت قبيلتا دحله ومرنيله لتسجيل نفسيهما  كفاعلين سياسيين بإسم حزب دحله ومرنيلة المرموز ب (ح د م)

فاجتمع بهما وقال إنه من غير المناسب الدخول للسياسة من بوابة القبيلة وانما من الباب الحزبي فخرجوا وعادوا في صباح اليوم الثاني باسم الحزب الديمقراطي المستقل،  فقال جميل ولكن لماذا هذا الإختيار فقالوا لأنه يحمل الاسم المختصر للقبيلتين دحله ومرنيله (ح دم) !


Create Account



Log In Your Account