نقابة شبيطة يا حمدي !
الأحد 01 مارس ,2020 الساعة: 05:32 مساءً

لم تعد نقابة الصحفيين عزيزي حمدي البكاري، بل نقابة شبيطة!

 

نقابة شخصية تقبع في شنطة وجوارها ختم!

 

طوال فترة الحرب تعرضت الصحافة لأكبر مجزرة في تاريخها على ضفتي الحرب. لم تكن الحريات هي الضحية الوحيدة، بل طالت لقمة عيش الصحفي نفسه وحياته.

 

توقفت المرتبات وفقد المئات أعمالهم، بعد مصادرة واغلاق الصحف والفضائيات والإذاعات.

 

 بعضهم مات باكرا بجلطات وذبحات صدرية تحت وطأة الظروف المعيشية الخانقة، وآخرون قتلوا وهم يلاحقون صورة فوتغرافية في الخطوط الأمامية من أجل الحصول على عائد بخس من وكالة متنمرة أو فضائية جشعة ومستغلة.

 

كم عدد الصحفيين المختطفين في زنازن مليشيا الحوثي؟

كم عدد الذين تطاردهم مليشيا الامارات والتحالف وأذرعه وسلطات الشرعية في المحافظات التي تسمى محررة ؟.

 

تحولت كل هذه المتاعب الى عاهة يصطحبها من سلمتموه زمام النقابة للتسول بها لدى المنظمات ولا أحد يعلم أين ذهبت مساعدات عائلات المختطفين ولا اسر القتلى منهم.

 

 لا احد يعلم كم هي أصلا وماهي المبالغ التي سلمت لعدة أشهر ثم انقطعت.

 

لم يعرف الصحفيون في العالم وخصوصا الدول التي شهدت حروبا وصراعات جزءا بسيطا من محنة الصحفي اليمني وأوجاعه ودماره الصحي والنفسي جراء الحرب وقسوة الظروف المعيشية.

 

تركوا وحدهم، ووصل الأمر حد إطلاق ناشطين عرب منظمات للارتزاق باسم الصحفيين اليمنيين وقبض ملايين الدولارات بينما كان هم نقابة شبيطة البحث عن مساعدات تافهة  واستغلال بعض القضايا، للحصول على أموال لا أحد يعلم أين ذهبت وفي أي جيب استقرت ومن المستفيد منها.

 

تصوروا: أصبح الرجل مديرا تنفيذيا للنقابة ومسؤولا ماليا في نفس الوقت في تضارب مصالح و سلوك فاضح يخالف قانونيا اللائحة الداخلية للنقابة.

 ماتلى ذلك لا أحد يعلم عنه وقد كان للنقابة حسابا بنكيا ورصيدا  باكثر من عشرين مليون ريال وصندوقا غير معلوم المصير.

 

اختزلت نقابة شبيطة العمل النقابي، في كتابة البيانات والبلاغات، ثم تطور الامر ليغدو الحصول على بيان مهمة شاقة فقد أصبح شبيطة متغطرسا بعد أن وجد نفسه صاحب الختم الأوحد مسنودا بلا مسؤولية النقيب والأعضاء وكتلة من المتعصبين للقاتل المثلج!

 

في واحدة من أكثر الوقائع فضائحية، ترفض نقابة شبيطة إصدار بيان بشان وقائع تحريض وتهديدات اتعرض لها منذ فترة.

 

تقدمت  ببلاغ عن هذه الوقائع للنقابة،  ثم بلاغ آخر عن استدعاء من قبل النيابة الجزائية بعدن على ذمة جريمة يتم توظيفها سياسيا للتغطية على طبيعتها والأطراف الحقيقة المتورطة فيها.

 

لكن نقابة شبيطة لا تكترث.  هل هذا موقف مساند ضمنيا للنيابة الحزائية والسلطة الأجنبية التي تحكم عدن؟

 

سنذكركم بالتاريخ الجيد للنقابة يوم كانت تعمل بالحد الأدنى من الالتزامات النقابية والمهنية.

 

لطالما رفضت النقابة وقوف أعضاءها امام المحاكم الإستثنائية منذ تأسيسها في 2009. كانت تفعل ذلك في وقت كان هناك شبه دولة، ومسؤولية واضحة وشخصيات معروفة بأسمائها  وأجهزة وليست كنى وألقاب ومليشيات.

 

قبل ذلك كانت تصدر بيانا حيال وقائع استدعاء من نيابة الصحافة والمطبوعات، المعنية اصلا بالتحقيق بضايا النشر. كان هناك قضايا، أما اليوم فتوظيف رخيص لجربمة اغتيال أصبح مفضوحا.

 

اليوم نقابة الصحفيين تلتزم الصمت حيال واحدة من المجازر الكبيرة بحق الحريات فضلا عن أن هذه التعديات تمثل تهديدا واضحا لحياة وأسر صحفيين وناشطين بسبب مناهضتهم لسياسة دولة تبسط سيطرتها على محافظات واسعة في البلاد وتورطت بإدارة جرائم وشبكات اغتيال أعضاءها  محليين ومرتزقة أجانب.

 

وهي تفعل ذلك منذ أسبوع، أشهرت فضيحة تناقضاتها وتحيزاتها وارتباطات النافذين فيها بأجهزة خارجية على الملأ بعد أيام فقط.

 

لقد أصدرت أمس الأول، بيانا، يتضامن مع زملاء صحفيين موجودون في عدن لمتابعة مرتباتهم.

هناك تعرضوا للمضايقات والطرد وسلب وثائقهم النقابية على أيدي مليشيا الإمارات.

 

شخصيا أتضامن مع الزملاء وادين بشدة هذه العدوانية الرعناء وبيان شبيطة أقل ما يجب أن تفعله النقابة.

 

 لكن السؤال : إذا كانت عدن الخاضعة لسيطرة مليشيا لا تقبل بوجود صحفيين شماليين جرمهم أنهم يتابعون مرتباتهم ويعيشون وضعا كارثيا،  فكيف أصبحت آمنة ومرحبة باستقبال صحفيين مطلوبين لجهة غير مختصة وتخضع لسلطة دولة أجنبية، على ذمة قضية ملفقة موظفة سياسيا؟

 

أنا صحفي، لدي مئات المنشورات والمقالات والمقابلات التلفزيونية والصحفية التي تهاجم السياسات التخريبية  لبلدي من قبل التحالف العربي وخصوصا الإمارات، وإيران وذراعها المليشياوي الإرهابي وصالح  واتباعه كما انتقادات قاسية للرئاسة والأحزاب والقيادات العسكرية والشرعية بشكل عام.

 

نقابة شبيطة تقول عمليا بشكل ضمني في هذا الموقف الفاضح : لا باس، اذهب الى هاني بن بريك والحاكم العسكري الإماراتي لتحظى بعنايتهما!

 

فقط للمعلومة: عندما أرسلت للنقابة وشبيطة تحديدا بيانين، على التوالي، كان شبيطة في القاهرة والى جواره الختم!

حضر فعالية للاتحاد العربي، وحظي بحفاوة واستقبال من جهة يمنية مرتبطة بجهة خارجية تنشط بشكل فعال هناك!

 

هذه مآلات لا مبالاة ولا مسؤولية أعضاء مجلس النقابة، الذين صموا آذانهم عن كل الكتابات منذ بداية الحرب وهانحن نقطف الثمرة المرة.

 

انتهت مشروعية النقابة منذ وقت مبكر يا رفاقنا. بادرت وزملاء في 2013 للدعوة الى مؤتمر عام، لكنها لم تلق استجابة من صحفيين لا يدركون أهمية أن يكون لديهم كيان يعبر عنهم ويمثل تطلعاتهم.

 

 علينا توجيه دعوة للاتحاد الدولي للصحفيين للإفصاح عن مجموع الأموال التي قبضها باسم الصحفيين اليمنيين وسلمها للنقابة، وعلى أحد ما تولي مساءلة ومحاسبة الممسك بزمام النقابة في صنعاء.

 

هذه مبادرة جيدة من الزميل حمدي وأظن ان على الصحفيين التفاعل والشروع في التفكير بشكل عاجل لمواجهة هذه المشكلة قبل أن تتفاقم ونجد انفسنا ذات يوم وقد اصبحت النقابة سوطا لجلد الصحفيين، كما هو شأن نقابات أخرى عربية اصبحت كرباجا للنظام والقمع والانتهاكات.

 

نحن بلا دولة ولا سلطة وطنية وهذا سيعني أن النقابة يمكن أن تصبح( وربما أصبحت فعلا ) عصا بيد من حل بدلا عن الدولة اليمنية وأصبح المتصرف بشأنها في عدن كما صنعاء!


Create Account



Log In Your Account