مسرحية عدن
الإثنين 16 مارس ,2020 الساعة: 09:09 صباحاً

ما يحدث في عدن من عودة السيطرة الكلية لقوات المجلس الانتقالي على عدد من المؤسسات والمرافق التي كانت قد أخلتها للقوات السعودية، ليس أكثر من مسرحية صاغها التحالف الاماراتي السعودي، وإلا كيف أن طيران الإمارات ضرب جيش الشرعية في الفترة الماضية عندما كان هذا الجيش على وشك دخول عدن وعودتها للسلطة الشرعية التي يمثلها الرئيس / عبد ربه منصور هادي، إذا افترضنا ان السعودية وخطواتها في عدن صادقة لماذا لم تستخدم القوة لفرض اتفاق الرياض الذي هو أصلاً لصالح الانتقالي، وبالرغم من ذلك يرفض الانتقالي تنفيذ ما يخصه من هذا الاتفاق، اصبح الشعب اليمني يدرك ان السعودية غير صادقة في بياناتها الرسمية، وان السعودية غير جادة في إنهاء الحرب وإنهاء الانقلاب الحوثي، لأن هذا الطريق ليس بالطريق الصعب اذا وجدت النوايا الصادقة لذلك، هي قادرة على توحيد كل هذه القوات المشتتة في الساحل الغربي وفي عدن وفي مأرب وتعز،  وحدة حقيقية تؤدي الى تكوين جيش وطني حقيقي تحت قيادة عسكرية واحدة، له ولاء للدولة وليس للأشخاص والجماعات والأحزاب والقبائل، من يقوم بتمويل هذه الجيوش المتعددة  في العتاد العسكري وفي الرواتب المغرية اليس التحالف ( السعودي الاماراتي )، هذا التحالف إن أراد تنفيذ ما اعلن عنه منذ بداية الحرب في أن يعيد السلطة الشرعية لليمن يكفيه فقط قطع هذا الامداد العسكري و كذلك الرواتب التي يضخها لقوات المجلس الانتقالي، بصراحة متناهية الامر مجرد مسرحية هزلية لتمرير مشاريع تتعارض مع مصالح الشعب اليمني شمالاً وجنوب، وما قضية الاخوان وسيطرتهم على الجيش إلا شماعة هم من وضعها لتمرير مخططاتهم، يُقزمون السعودية وهي من يصنع كل هذه الاحداث وبجانبها الامارات التي وبكل أسف تتحرك في اليمن بصورة سلبية أثرت حتى في الذين كانوا الى وقت قريب يميلون الى مواقفها التي تحاول إظهارها على أنها تعمل في إطار مواجهة الإرهاب والتنظيمات التي تسانده، الشعب اليمني أصبح يعلم جيداً ما يدور ولن تنطلي عليه التبريرات التي تُساق اليه عبر الاعلام عن أسباب عدم عودة السلطة الشرعية للمناطق المحررة وعدم تحرير بقية المحافظات التي لا زالت بيد الحوثي، الحوثي ضعيف ولكنهم من يظهرونه بصورة القوي لتمرير خطط وتحقيق اهداف معينة، ولو ارادت الامارات والسعودية للمجلس الانتقالي ان يكون شريكاً في السلطة ويكون لقواته مكانة في إطار جيش وطني موحد لكان ذلك، لكن الامارات والسعودية لا تريدان ذلك ويسعيان لبقاء اليمن ممزق داخلياً في حروب وصراعات ويتفرغان لما يؤمن مصالحهم في اليمن كالسيطرة على المهرة وجزيرة سُقطرى، لكن كل ذلك سينقلب عليهما عاجلاً أم آجلا، فشعب اليمن لن يطول صبره في الشمال قبل الجنوب.


Create Account



Log In Your Account