المرتبات.. أولا
الخميس 07 مايو ,2020 الساعة: 03:14 مساءً

أمر غريب ما يجري في هذا البلد الممزق والذي كتب له بأن يظل على هذا الحال المريب إلى الحد لا يطاق..

فهناك من لا يريده أن يستقر بغية تحقيق مآرب خاصة وتنفيذ أجندة غير محددة الأهداف والمعالم، لتخدم أطرافا معينة، وما أكثرها في الوقت الراهن.. ولذلك ستظل الأمور على هذا الحال المقيت.

 

وإذا حاولنا أن نقول بأن الأحوال ستكون أفضل حالاً مما كانت عليه فهذا محال، لإن المخرج  يريدها أن تظل هكذا فهناك أكثر من لاعب في القضية اليمنية يديرون اللعبة ويوجهونها بالطريقة التي تخدويوجهونها.. دون أن يكون للشرعية أي علم بها سوى الإنصات والخضوع والإستسلام، وإلا ستنقطع عنهم كل تلك الإغراءات والإمكانيات التي يحصلون عليها من تلك الدول.. والتي لا يهمها بالطبع أوضاع اليمن على الاطلاق.

 

 وما تقوم به هذه البلدان تجاه بلدنا يخالف كل القوانين والشرائع والتي لا تقبل مثل هذه الأعمال اللأنسانية والتي تمس السياده أيضا، وتستهدف قيم وحرية الشعب اليمني؛ والذي لا يرضى بأن يظل تحت عبودية  الآخرين مهما كانت الأحوال.

 

وعلى الذين تحملوا مسؤولية هذا الوطن ثم ناموا أن يعيدوا النظر في كل شيء.. فليس من مصلحة اليمن وشعبه البقاء على تلك العلاقات المريبة والمغايرة لأهدافه ومصالحه العليا.

 

 وكنتيجة حتمية لهذه اللامبالاة نرى الأوضاع في الداخل اليمني كل يوم تسوء وكأن ليس هنالك أي بصيص بأن تنفرج؛ ويعود الوطن لوضعه الطبيعي ولو للحد الأدنى.

 

 لا أمل! .. أهكذا قُدرَّ علينا؟ وبالتالي فأن أموراً كهذه لابد من الوقوف أمامها بجدية خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي يعيشها الوطن اليمني، والذي لازال يعاني الكثير من آلام تلك الضربات المتتالية عليه.. منذ الوهلة الأولى لثورتيه السبتمبرية والأكتوبرية، وما تلتها من أحداث مؤلمة حتى الفترة الحالية.

 

وتعد هذه الفترة التي نعيشها الآن هي الأكثر إيلاماً نتيجة لما يحاك له من مؤامرات قذرة داخلياً وخارجياً.. ولا محيص من ويلاتها إلابإعادة النظر في كل ما يجري داخل هذا الوطن المثخن بجراحه الغائرة والتي لن تندمل إلا بإستعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الأحداث الأخيرة في عدن.. أي عودة الأمور إلى الشرعية وتنفيذ إتفاق الرياض.ِ

 

إن أوضاعاً عسيرة كهذه هي عبء على المواطن اليمني وحده؛ ومن المؤكد أنها لا تهم أحداً من أولئك الذين هم حالياً خارج الوطن.. إلا المزايدة بالتحدث باسمه ليل نهار.. ومن ثم يقبضون المكافأت الكبيرة والمرتبات العالية ذات الأوراق المختلفة ابتداء من الدولار الأمريكي ومروراً بالريال السعودي والدرهم الإماراتي والريال القطري.. وكأن هذا الشعب مجرد غنيمة لا يستحق منهم ولو لحظة تفكير واحدة.

 

وبينما الأمور تزداد سوء في مناطق الشرعية وليس هناك من منقذ لها بدليل ما حدث مؤخراً في عدن من إنقلاب مدبر من قبل أطراف لا تريد لليمن أن يخرج من محنته.. فضلاً عن الكوارث الطبيعية التي حلت به جراء الأمطار الغزيرة والتي أثرت بشكل كبير على ممتلكات المواطنيين في كل من عدن ومأرب وصنعاء وغيرها من المناطق اليمنية.

 

وكأن ذلك لا يكفي فلابد من عقاب الموظفين بتأخير صرف مرتباتهم خاصة ونحن نعيش أيام شهر رمضان المبارك.. وقبل أن تستفحل بهذا الشعب الصبور  المآسي أكثر وأكثر يستوجب على الحكومة الشرعية وضع الحلول السريعة.. وفي أولها صرف مرتبات الموظفين.


Create Account



Log In Your Account