الرئيس هادي مات
الإثنين 22 يونيو ,2020 الساعة: 09:21 مساءً

هذا هو ما تقوله الأحداث الجارية في اليمن، من سقطرى الى أبين الى الساحل الغربي إلى الجوف والمهرة.
كل الشواهد تقول أن الرئيس / هادي مات، ليس شرطاً موته جسدياً، لكن الأكيد أنه مات سياسياً ، وهذا ما سعى إليه التحالف السعودي الاماراتي منذ وقتٍ طويل، حتى يتسنى لهم تنفيذ أجندتهم الخاصة ونفث حقدهم الدفين على الشعب اليمني.

الكثير من أبناء اليمن أدركوا منذ اللحظة الأولى لانطلاق عاصفة الحزم أن السعودية لا يمكن أن تساند الشعب اليمني لإقامة دولته الاتحادية التي أجمعوا عليها من خلال مؤتمر الحوار الذي ضم كل أطيافهم السياسية والإجتماعية ، وأن السعودية لها أهداف أخرى لهذا التدخل منها تمرير أنبوب يضخ نفطها الى بحر العرب من خلال محافظة المهرة وبدون عقود تكفل حقوق اليمنيين، وأدرك اليمنيون ،وإن مؤخراً، أن الامارات لها أطماعها التوسعية في اليمن من خلال محاولاتها استئجار جزيرة سقطرى اليمنية لفترة تتجاوز العشرة عقود وهو ما قوبل برفض القيادة السياسية اليمنية ما حدى بالإمارات للقول أن سقطرى مهد الإماراتيين من خلال بعض رموز الامارات في الآعلام الذي ضخوا مثل هذه الترهات والأكاذيب.

الرئيس اليوم حاله أسوأ من حال رئيس الوزراء اللبناني السابق / عمر الحريري الذي احتجز في الرياض قبل فترة وأجبر على الاستقالة من هناك، إلا أن صحوة اللبنانيين وإجماعهم على الحريري وضغطهم السياسي على المملكة أجبرها على رفع اليد عن الحريري وتركه يعود لبلده، أما الرئيس/ هادي فهو محتجز في الرياض وليس له حرية الحركة والتنقل خارج السعودية بل وربما داخلها، ولا يسمح له بعقد الاجتماعات مع الحكومة والقوى السياسية كما كان سائداً بداية عاصفة الوهم.
من قبيل حسن الظن، كنا نقول ربما تتغير السياسة السعودية بمجيء سلمان وولي عهده محمد، لكننا رأينا بأم أعيننا خبث السياسة السعودية في اليمن وهو الخبث الذي يمتد من حكامها الأوائل الذين لم يعملوا على احترام حق الجوار ولا عملوا خيراً لأهل اليمن بل سعوا دائماً للوصاية عليه واستخدموا في ذلك القبيلة ورموزها والدين وشيوخه.

الرئيس مات وعلى اليمنيين في الشمال والجنوب التعامل معه على هذا الأساس وإيجاد البديل المناسب، كما عليهم تشكيل جبهة وطنية واسعة لمقاومة ما يريد فرضه تحالف السعودية الامارات عليهم فقد بلغ السيل الزبى وإن لم يتحركوا قبل فوات الأوان فلا ينفع الندم بعد ذاك، وعلى القوى السياسية وبالذات حزب الإصلاح أن يدركوا أنه لا يمكن لأي تيار أو حزب سياسي أن يحكم اليمن بعيداً عن شركائه السياسيين الآخرين، وأن عليه أن يفهم أنه أصبح يشكل الذريعة الكبرى لكل أطماعهم في اليمن من خلال الإدعاء انهم إنما يحاربون تغلغل جماعة الإخوان المسلمين في اليمن داخل كيان الشرعية الدستورية وداخل الجيش الوطني الذي أصبح يتهم بأنه إخونجي، والذي قد يشكل خطراً مستقبلياً على أنظمتهم من خلال دعم قطر وتركيا لهم.

يكون الرئيس حياً في حالة واحدة : هي خروجه من السعودية وممارسته لإدارة الدولة بحرية وبدون تدخلات التحالف وعلي محسن.
في هذه الحالة يمكن أن نقول أن رئيسنا لا زال حيا، أما والوضع كما هو عليه فعلى الجميع أن يتعامل مع رأس الشرعية كميت أو محتجزاً قسرياً ويجب على العالم أن يتضامن مع شعب اليمن لإخراج قيادته من سجون الرياض.
 


Create Account



Log In Your Account