اليمن إذ يدمر بقادة من المغتربين
الثلاثاء 14 يوليو ,2020 الساعة: 06:32 مساءً

مع كل تشكيل حكومي أو إئتلاف تبرز مجموعة من الأسئلة والتكهنات، عن من سيصعد الى تفاحة الوزارة، ومن سيحصد الوزارات الكاملة الدسم من الوزارات ذات العظم الخالي من اللحم.

ومن خلال تتبع تاريخ الحكومات اليمنية، نجد أن اليمن قد عرفت العديد من الحكومات من ١٩٩٠-٢٠١١ وكانت إما :

- حكومة تقاسم

- حكومة إئتلاف

- حكومة الأغلبية

وكلها كانت في ظل حكومة مركزية قوية وكان لها نجاحاتها وإخفاقاتها، وكانت تسير بالحد الأدنى في كل شيء، وانتهى التقاسم الأول بين شريكي الوحدة بالحرب1994م وانتهى التقاسم الثاني الذي جاء بشكل ائتلاف بخروج نظرية مفادها أن لحمة الشراكة لا تنضج.

وإلى اليوم 2020 لا زلنا نتحدث عن حكومة ائتلافيه أو تقاسم بين الجنوب والشمال وأنه هو من سيحقق النجاح لليمن والعودة بها الى مصاف الدول الآمنة والمستقرة.

السؤال: هل سيتحقق ذلك ؟

المتابع جيدا، يدرك ان ذلك لن يحدث وذلك لأسباب كثيرة:

- غياب المركز القوي والشخصية الجامعة، فاليمن تفتقد القيادة والقوة معا وأصبحت القوة تتوزع على أكثر من طرف.

- غياب الأحزاب ولم يتبق منها إلا الأمانه العامة (الأمين العام وأمين الصندوق) وما يلحق بها من جماعات مسلحة.

- دخول التحالف على الشأن اليمني والتعامل مع اليمن كفناء خلفي، وليس كدولة مستقلة وعمق استراتيجي للخليج، بل دخلت بسياسات متعددة أدت للهدم وليس للبناء.

- حينما استلم الجنوب القيادة، ظن الجميع أنه سيعطي درسا للشمال في كيفية القيادة الناجحة والتنمية، ولكن ما حدث أن هذه القيادة أكدت من أن" الزمن لا يأتي بالأفضل"!

- أيضا، كان لغياب الثقة والمصداقية بين الفاعلين أثره على اليمن وفي هذا يحكى أنه حين سئل زرادشت هل تقوم دولة بدون جيش ؟

قال : نعم ، وحين سئل عن إمكانية قيام الدولة في ظل غياب الثقة والمصداقية للنخبة أجاب لا يمكن ان تقوم دولة أبدا.

النجاح الذي يحاولون تسويقه، هو نجاح تخالطه روائح الهزيمة وسيأخذ اليمن نحو تعزيز قيم الإنفصال الذي تسميه قيادة الدولة (الدولة الاتحادية) وتسميه دول التحالف (اليمن الجديد)!

إننا نفتقد الرئاسة والحكومة والأحزاب المعبرة عن تاريخ وآمال الشعب. فرئيس الوزراء مقيم ببلد غير بلاده هو ووزرائه المبعثرين بعدة دول.

بل إن رئيس الدولة نفسه، يقيم بدولة تقود تحالف تدمر اليمن حاضرا ومستقبلا وتدمر الجيش وتدعم الفصائل.

ننتظر أن يخرج الرئيس والأحزاب ليقولوا لنا: إنهم نقلوا اليمن الى مصاف الدول المتقدمة!

لقد انقطعت بهذا الشعب سبل الحياة وتم سرقة قوته ونفطه وقطع راتبه ثم توقيف كل الخدمات: التعليم، والصحة، والتنمية، والأمن، وانطفأ الطموح، والأمل..

وانقطع الرجاء إلا من رب العالمين.


Create Account



Log In Your Account