التربيةوالتعليم وزارة سيادية..
الإثنين 31 أُغسطس ,2020 الساعة: 12:08 صباحاً

يعتبر التعليم اللبنة الأولى في طريق نهضة الأمم، وأي أمة لا تهتم بتعليم أبنائها وبناتها تعش أمة متخلفة خارج منظومة التقدم والتطور والانتاج.

ونحن في اليمن نعاني من فساد كبير في التعليم، أدى الى تدهور في مخرجاته، وزاد من هذا التدهور الحرب الدائرة في هذا الوطن المكلوم.

التعليم في بلدنا يعاني أكثر من أي قطاع آخر، تشتت في القيادة وتشتت في مناهج التعليم، وعدم وجود روح المسئولية عند القائمين على التعليم من الوزير للغفير كما يقول إخوتنا المصريين.

في صنعاء مناهج تستبدل وفي عدن أيضاً هناك محاولات لاستبدال المنهج بآخر شطري، وفي معاهد تعليم القرآن وتحفيظه حدث ولا حرج، فكل مدرسة أو معهد له توجهه الخاص، بناءاً على توجه الداعم الأيدلوجي، فهذا إخواني وهذا سلفي وهذا صوفي وهذا شيعي، وتأتي المخرجات بأجيال تصادمية، كل طرف يعتبر نفسه مالك الحقيقة المطلقة.

تشتت التعليم جانب من جوانب فساده، والجانب الآخر سوء الإدارة من القمة الى القاعدة، وليس أدل على ذلك بعدم وجود مناهج جديدة للتعليم بشكل عام منذ سنوات، بالرغم من أن وزارة التربية والتعليم قد وقعت عقداً مع مركز الملك سلمان لطباعة خمسة ملايين نسخة من الكتاب المدرسي الرسمي ولم يتم تنفيذ هذا العقد أو لنقل لم نلمس نتائج هذا العقد على أرض الواقع منذ سنوات.

وهناك اختلالات في الإدارة كثيرة جداً في المحافظات وفي المديريات وفي المدارس والمعاهد وهي بحاجة الى وزير فاعل ونشيط ومدرك لعمله وأهميته، ومن المفترض أن تكون وزارة التربية والتعليم وزارة سيادية غير قابلة للمحاصصة، نظراً لأهميتها وضرورة أن تكون بعيدة عن الصراعات السياسية والحزبية، ولعل روح العلم وأهميته قد ضاعت من قلب وفكر المعلم نفسه بسبب الصراعات السياسية والحزبية والأوضاع المعيشية الصعبة، وبسبب عدم وجود روح المسئولية الوطنية والدينية عند غالبية العاملين في التعليم.

المعلم لم يعد يهتم بالتعليم إلا بمقدار ما تعطيه الدولة له من إهتمام وأقل ذلك الإهتمام تسليم راتبه، ومع هذا فكثير من المعلمين لا يقومون بواجباتهم التعليمية كما هي واجبة عليه حتى وإن استلم راتبه، وهو ما يعد إخلالاً بواجباته الوظيفية.

ويرتبط هذا الإختلال بفساد الإدارة المدرسية أو الإدارة التعليمية على مستوى المركز أو المحافظة أو مكتب الوزارة النائم الخامل.

إن قطاع التعليم بحاجة الى ثورة حقيقية تقتلع كل مظاهر الفساد وكل مظاهر التسيب والاهمال في هذا القطاع الهام لرفعة أي بلد، ولعل ما يحدث في جامعاتنا وفي سفارات بلادنا من إهمال قيمة التعليم وإهمال النوابغ في الثانوية العامة الذين يأملون أن يخدموا وطنهم من خلال تخصصات هم قادرون على أن يبدعوا فيها أكثر ما يقتل فينا وفي بلدنا عملية التنمية والتطوير وأيضاً العدالة الاجتماعية والمساواه وعدم التمييز.

ويبقى الحلم بأن تصبح وزارة التربية والتعليم وزارة سيادية غير قابلة للمحاصصة يديرها أكفأ الكوادر التربوية والتعليمية. 


Create Account



Log In Your Account