خواطر في ذكرى 14 اكتوبر
الأربعاء 14 أكتوبر ,2020 الساعة: 01:07 صباحاً

في التاريخ اليمني ثمة أحداثاً كان لها حظ الأسد في تغيير الحياة العامة وصناعة منعطفات هامة تركت أثرا فيما بعدها ، ومن هذه الأحداث ما انجزه اليمنيون  يوم 14 اكتوبر 1963م ففيه كان يدشنون مرحلة نضالية جديدة يقارعون فيها المملكة التي لاتغيب عنها الشمس ، وبجهود جيل من المناضلين الذين تجاوزوا حدود الجغرافيا ، وتمسكوا بارتباطات التاريخ الذي يؤصل الارتباطات العميقة في حياة اليمنيين، وبتأزر كل هؤلاء غابت شمس المملكة المتحدةفي جنوبنا اليمني ، فرحلت في 30 نوفمبر 1997م ، وخرج الاحرار يغنون بلحن الانتصار "برع يا استعمار ، برع" ، واختار  اليمنيون  الحرية بدلاً عن الاستعباد ، والشموخ بدلاً عن الانكسار ، وانتهت مرحلة السلطنات المتناثرة والمشيخات المتناحرة التي عذاها المستعمر  ليضمن تمزق اليمنيين وليظل لاكثر من قرن وثلاثة عقود جاثماً على ثغر اليمن الباسم . 

صار اليوم ومن خلال استعراض الاحداث  من البديهي التسليم النضال لا يعرف حدوداً ، والمناضلون لا يؤمنون بالتجزئة للوطن الواحد فقد التحم ثوار سبتمبر بثوار اكتوبر ، وساند كل فريق الأخر ، والتقى الطرفان تحت راية واحدة في ميادين مواجهة الإمامة الكهنوتية في شمال الوطن ، والاحتلال البريطاني في جنوبه ، ويُجمع من عاشوا أو أرخوا لأحداث ثورتي سبتمبر واكتوبر أن كل ثورة كانت السند للأخرى ، فثوار سبتمبر اتخذوا من عدن مركزاً لمعارضة حكم الإمام وبدأوا من هناك يعدون العدة لاسقاطه ، واتخد ثوار 14 اكتوبر في تعز والبيضاء مواقعاً للتدريب ، ومنافذا للتموين ، ومنطلقا لمقاومة الاستعمار البريطاني ، واجمع كل فريق أن تشمل أهداف ثورته إعادة اللحمة الوطنية وانهاء التشطير المصطنع .

ونحن نحتفل بهذه الذكرى وقبلها ذكرى سبتمبر نحن في اشد الحاجة الى اعادة انتاج روح النضال الوطني الملتحم الذي تحلى به ثوار سبتمبر واكتوبر ، و إلى اعادة تقييم الخطاب الوطني وتحويله نحو النموذج الجامع ، ولزاما التخلص من لصوص الثورات الذين تسلقوا على منجزات المناضلين في شطري اليمن ثم لاحقا في دولة الوحدة ، فوصلنا الى الحال الذي نحن عليه .

المؤكد أنه لا مجال اليوم أن تعود على شعبنا الذي ناضل في سبتمبر واكتوبر الوصاية الخارجية من أي جهات الارض أتت ، سواءً استعمار الارض ، أو استعمار الفكر والقرار ، والشعب الذي ثار على الاستعمار في الجنوب والإمامة في الشمال يثور اليوم في وجه اي مشروع لايتفق مع القيم التي قامت لاجلها سبتمبر واكتوبر سواء كان من الداخل او من الخارج ، وإن اختلفت الأسماء أو تلونت الوجوه .

هنيئا ليمننا وشعبنا أعياد ثوراته سبتمبر واكتوبر ونوفمبر ، والمجد والخلود للشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل أن نعيش أحرارا لاتحتلنا دولة ، ولاتتحكم بنا أسرة ، والفخر والعز لرجال جيشنا الوطني للذين لازالوا يحملون هم مقارعة الانقلاب في جبهات المواجهة ترسيخا لقيم سبتمبر واكتوبر ، والخزي والويل لكل مشاريع الارتهان الحديثة ، ولدعاة التمزيق ، والحالمين باستعادة الماضي البغيض .

دمتم سالمين ..


Create Account



Log In Your Account