بين ثوار اليوم وثوار الأمس
الثلاثاء 20 أكتوبر ,2020 الساعة: 08:50 مساءً

كنا نعتقد أن أحداث الثورة السلمية أنتجت أسلوباً جديداً للثورة،  يرتفع نبلاً وقيماً وأهداف عن ثورات الماضي الممهورة في غالبيتها بدماء الثوار الأحرار، كنا نظن أننا نعيش أسمى الثورات لأنها ممهورة بدماء الشباب، وبرؤية الشباب لمستقبل بلدانهم.

 لكن الأحداث التي عايشناها أكدت أن ثورات الربيع العربي لم تنتج قيادات قادرة على إدارة الدولة، في الماضي البعيد إبان الثورات العربية ضد المستعمر وضد الحكام الملوك كان الثوار على مستوى عالٕ من المسئولية،  واستطاعوا أن يمسكوا بزمام السلطة، وان يمنعوا انزلاق بلدانهم نحو الفوضى، وإن حدث في بعضها فقد كان يتم إنهاء الحروب الداخلية في فترة وجيزة، ويتم إيجاد حلول للمشاكل الطارئة التي نتجت عن الثورة كما حدث في ثورة ٢٦ سبتمبر ٦٢م في شمال اليمن.

لكن ثورة الرابع عشر من أكتوبر في جنوب اليمن أفرزت قوة وقيادات ثورية استطاعت أن توحد أكثر من عشرين سلطنة في دولة واحدة،  كما استطاعت الثورة التي قادها الضباط الأحرار في مصر قيادة الدولة والنهوض بمصر والتوسع في دعم نهج الثورات العربية في اقطار مختلفة من العالم العربي، كليبيا والجزائر واليمن، وامتدت الى دول افريقية أخرى،  واعتقد أن سيطرت القوى الرجعية على قطاع من شباب العالم العربي الذي كان له الدور الابرز في ثورات الربيع العربي كان له دور كبير بسبب أن هذه القوى الرجعية حاولت امتطاء صهوة السلطة على اكتاف شباب الثورة، هي لديها طموح للقيادة ولكن ليس لديها كفاءات تستطيع القيادة بالإضافة إلى استخدامها للديمقراطية كوسيلة للوصول للسلطة ومن ثم تعديل كل ما يتعلق بالديمقراطية على مقاس هذه القوى بحيث لا تستطيع القوى ذات الفكر الحداثي والثوري الحقيقي الوصول إلى سلطة القرار في بلدان العالم العربي، وهو السبب الرئيسي في افتراق قوى الثورة الشبابية، وفي عزل أو انعزال قوى الرجعية بما نراه اليوم،  استخدم مصطلح الرجعية لأنه الأقرب للواقع،  فمهما اظهرت هذه القوى حداثتها أو قالت أنها مع الحداثة ومع الديمقراطية أو مع الدولة المدنية فإن واقع الحال يكذبه،  إذ أنها لا تؤمن إلا بأساليب الماضي وقوانينه الاستبدادية...

ثوار اليوم بحاجة إلى إعادة تقييم مسار ثوراتهم،  والى تغيير الحامل السياسي لهذه الثورات أو إنشاء حامل سياسي جديد بعيد عن قوى الماضي التي لا تؤمن بالمستقبل المبني المبني على نظرة أوسع لمفهوم السلطة، وان يستلهموا أسباب النجاح من ثوار الأمس.. وأهمها وحدة قوى الثورة. 


Create Account



Log In Your Account