الحماس والتجربة
السبت 27 فبراير ,2021 الساعة: 12:13 صباحاً

يمتاز الشباب بالطاقة والحماس لانجاز الاعمال والمشروعات التي يشتغلون عليها وهناك شباب مبدع لديه قدرة على الابتكار والابداع والعمل والنجاح مهما كانت التحديات وفي ظل ظروف الحياة الصعبة والمحبطات الكبيرة يعتبر النجاح انجازا عظيما ودائما يمكن القول ان سن الشباب هو السن الملائم للانجاز والابداع وكلما كبر الانسان او تقدم في السن تبدأ طاقتة تقل وحماسة يضعف. 

ان معظم الاهداف والطموحات الكبيرة تولد مع الانسان او تتولد في سن الشباب وتساعد البيئة بشكل كبير في تكون هذه الطموحات وتشكلها ونموها ومهما كانت الطموحات كبيرة او متوسطة فان الحماس المتدفق لدى الشباب والميل الي التحدي والمغامرة يقود الي الاشتغال عليها بهدف تحقيقها وهناك من ينجح وهناك من يفشل او يتعثر وهذه سنة الحياة لكن ذلك يفترض ان لايقود للغرور عند النجاح او للاحباط عند الفشل او التعثر فالتجربة بحد ذاتها ستكسب صاحبها خبرة مفيدة في الحياة وستعينه في اية محاولة قادمة. 

يمر الانسان بمراحل مختلفة في الحياة فمرحلة الاخذ او الاكتساب تبدأ من سن الشباب او البلوغ والمحددة ب15 سنة الي سن الثلاثين سنة يكتسب الانسان فيها معارف ومعلومات ومفاهيم وغيرها والمرحلة الثانية تبدأ من الثلاثين الي الاربعين وهذه تسمى مرحلة العطاء تتفجر فيها المواهب وتنفذ فيها الاهداف والطموحات ويعطي فيها الشاب بحماس ما لديه من امكانات وابداعات وكثير من المبدعين والعظماء في مجالات مختلفة حققوا في هذه المرحلة نجاحات كبيرة وبرزت ولمعت اسماءهم فيها اما المرحلة الثالثة وهي من الاربعين وما فوق هي مرحلة الرسوخ يبدأ الحماس فيها يقل لصالح الخبرة حيث تؤثر فيها التجارب السابقة وتجعلها اكثر نضوجا. 

وقد لاتتحقق الاهداف والطموحات في سن العطاء بسبب عدم وجود الخبرة ولكن يكتب للانسان فيها شرف المحاولة لان كثير من الاهداف والطموحات قد لاتتحقق بالحماس وحده وتحتاج للتجربة المتراكمة التي تكون الخبرات لذلك تؤجل هذه الاهداف والتطلعات الي سن الاربعين او سن النضوج كما يسمى وهو السن الذي كلف الله فيه الانبياء بالنبوة والرسالات.

اعتقد ان الحماس والتجربة شيئان مهمان للانسان اذا ما اجتمعا في وقت واحد فهما يثريان حياة الانسان بالابداع والابتكار والانجاز وهناك القلة ممن يتمتعون بهذه الخصائص المهمة وهؤلا كل ما تقدم بهم العمر كلما ازدادوا خبرة وحماسا للانتاج والابداع وتكون لديهم القدرة على تجديد حياتهم باستمرار مهما كانت الظروف. 

الحماس للشيء هو المحفز لانتاج الطاقة وتدفق النشاط لانجاز الاعمال والمهام والابتكارات والابداعات والتجربة هي الاحداث والوقائع التي يشارك فيها الانسان او يمر فيها بالحياة وتكون لديه  الخبرة والمعرفة. 

وندعو شبابنا الي عدم اليأس والاحباط اذا تعثرت اهدافهم وطموحاتهم فكل حدث يمرون فيه بالحياة يكسبهم الخبرة ويعينهم عند المحاولات القادمة التي يفترض ان لا تتوقف فالنجاح دائما تكون خلفه محاولات فاشلة وهناك قادة وعظماء جربوا كثيرا وفشلوا ثم نجحوا والاهم هو الابتعاد عن الاحباط والمثبطات والعيش مع الحلم وفيه لعله يتحقق في يوما من الايام.


Create Account



Log In Your Account