وترجل حارس تعز الأول
الأربعاء 24 مارس ,2021 الساعة: 09:09 مساءً

هل حقاً ما يقولون أيها القائد عبده نعمان !!

أخبروني انك ارتقيت يا فارس الجبال والتلال في الضباب والمسراخ والأحكوم ، وقبل ذلك في ساحة الحرية بتعز، وقبل هذا وبعده في ميادين التربية والبناء والعطاء ومحاضن تربية الرجال في لحج وتعز وعدن .

كيف تركتنا أيها القائد ولازال الفجر في طلته الاولى ؟ وماذا سنقول للجبال والتلال التي اكتست رداء الحرية على يديك ؟

وبماذا سنطمئن الذين كانوا ينامون بأمان لأنك تحرسهم؟

ستفتقدك عصافير الصباح التي اعتادت أن تراك ممتشقاً سلاحك وايمانك بالحرية في كل فجر ، ولن تنساك الأشجار التي استظلت تحتها وانت في طريقك لمقارعة اعداء الحياة ، وسيأنس بك رفاقك الذين سبقوك وارتوت الأرض بدمائهم الزكية فنبتت أشجار الحرية ، وها هي ترتوي بدمك الطاهر لتعلو وتثمر ، وحسبك أنّك رحلت قائماً كعادة الابطال .

ستفتقدك "تعـــــز" التي تنام وتأكل وتقاوم وتبتسم لأنك تحرسها من هجمات برابرة العصر على شريانها الذي يهبها أسباب الحياة ، وعلى يدك ويد رفاقك المرابطين في جبهة الأحكوم فشل مخطط تركيع سيدة الحرية الأولى .

بالله عليك أجبني أيها القائد ، ماذا عن دروس النضال التي اعتدنا أن نتدارسها سوياً كيف سنحيكها لأبنائنا وانت غائب ؟

وعن أي مثل سنتحدث وأنت غير موجود ؟

حسبنا وحسبك أنك لم تكن وحيدا فقد زرعت جيلاً لن تحصده يد بشر ، وأسست مدرسة عنوانها القائد الذي يتقدم الصفوف ويعانق الشدائد مقبلاً غير مدبر ، وحين يكون الموت قريباً يكون هو الأقرب ..

تلك مدرسة جديدة قديمة ايها القائد ، وفخرك وفخرنا انك كنت أستاذها الاول ، وليتنا كنا طلاباً لديك .

هنيئا لك الرحيل السامق ، والشهادة العليّة ، وان كنتُ لازلت امني نفسي بحديث معك ، ورسالة منك ، وابتسامة ادمنتُ عليها وانت تضع كفيك على كفي مودعاً او مستقبلاً ، سلاماً على روحك التي ستظل تحرسنا للأبد ، وسلاماً على رفاق دربك من قضى نحبه وممن ينتظر (وما بدلوا تبديلا).


Create Account



Log In Your Account