أخطر من كورونا!
الخميس 08 أبريل ,2021 الساعة: 03:41 مساءً

ضج العالم وهو يواجه خطر كورونا في نسختها الثانية ، واستنفرت الجهود لتوفير اللقاحات الهادفة للقضاء على الفيروش وتقليل اخطاره ، ونحن في اليمن ومع ما نعانيه من هذا الفيروس ، وضعف أداء مؤسساتنا الصحية إلا أننا قد بلينا بفيروسات اخطر منه واكثر سوءً تنشر سمها في وطننا المسمى مجازاً بـ "السعيد" مع أنه يبدو أن بيننا وبين السعادة سداً كالذي بناه "ذو القرنين" للفصل بيننا وبين ياجوج وماجوج

ابتلانا الله في اليمن بجماعة سلالية أعادت الظهور على حين غرة  بعد أن تمكن جيل الأباء المناضلين من إبعادها عن التحكم بمصير اليمن واليمنيين في ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962 ، إلا أن التسويات اللاحقة والخيانات القريبة مكنتها لتعاود الكرة ، وكل المؤشرات تقول أنها ستواجه نفس المصير الذي واجهته سابقاً ولن تتمكن من تحقيق أحلامها الخبيثة بتحويل البلد الى ملكية خاصة لسلالة بعينها ، والشعب عبيد لها.

الأسوأ فيما يحدث أن ثمة أخطار تتعلق بمستقبلنا تزرعه هذه الجماعة ، وهذه الأخطار تتجاوز فيروس كورونا أو غيره من الفيروسات التي سرعان ما تجد البشرية لقاحات لها ، أو تنتهي جائحتها خلال مدى زمني محدد ، أما ما تزرعه مليشيات الحوثي الانقلابية بالبلد فستظل أثاره تعكِّر مستقبلنا ، وسيكلفنا القضاء على هذه الأثار سنوات وعقود وإمكانات وجهود كنا في غنى عن اهدارها ، وسيعيق هذا الوباء جهود البناء والتنمية والاستقرار ، وتتحول الجهود لفترات طويلة لمعالجة الاثار بدلاً من توجهها نحو الأهداف التنموية الأخرى.

ونظرة عابرة دون عناء التفحّص والتحليل تعطينا صورة عن فيروسات وأخطار تزرعها هذه الجماعة في واقعنا الحالي ، وأهمها إيقاظ السلالية ، وتقسيم المجتمع الى طبقات متباينة وفق العرق ، والطعن في عقيدتنا المتأصلة منذ الأزل ، واستجرار صراعات مرّ عليها ألف وأربعمائة عام ، ونشر ثقافة إباحة القتل للمخالف والنهب لأمواله وأرضه وتفجير و إحراق منزله ، واعتبار المال العام حق لسلالة بعينها ، والتعامل مع بقية الشعب كخدماً لها مباحين الدم والمال .

هذا غيض من فيض الفيروسات والأخطار التي تزرعها  مليشيات الحوثي الانقلابية في مجتمعنا حالياً ، ومع إيماني المطلق أن مشروعها وحلمها في السيطرة على البلد لم يعد خياراً قابلاً للتحقق إلا ان هذه الأخطار والفيروسات التي تمس عقيدتنا وسلمنا الاجتماعي سيمتد خطرها لعقود من الزمن، وهذا مالم تفعله "كورونا" ولا "سارس" ولا سواهما من الفيروسات التي يستنفر العالم جهوده حين ظهورها .

إن كل يوم يمر في عمر هذا الانقلاب فإنه يزيد فداحة الأخطار والألغام التي تزرعها هذا الجماعة السلالية في واقعنا ، وستكتوي الأجيال بهذا الخطر لعقود تزداد كلما طال عمر هذا الانقلاب المشئوم ، ومن الحكمة استكمال القضاء على هذا الانقلاب ، وكبح جماح هذه الجماعة عن الاستمرار في جهودها الرامية إلى تلغيم واقعنا ومستقبلنا ، والإضرار بالبلد أرضاً وإنساناً ، فكراً وعقيدةً ، حاضراً ومستقبلاً .

ولا سبيل للقضاء على هذا الانقلاب إلا باستكمال الحسم العسكري ، واتخاذ قرار صارم بنزع كل الامكانات العسكرية التي وقعت في يد هذه الجماعة السلالية ، والعودة الى النظام الجمهوري الذي يقدم الدولة في موقع الخدمة للشعب ، وللشعب كله المشاركة في السلطة والثروة دون اعتبار لسلالته او منطقته او قبيلته ، والكل في ذلك سواسية حقوقاً وواجبات يتشاركون المغنم والمغرم ، والوطن يتسع للجميع .


Create Account



Log In Your Account