الفساد في تعز بين محاربته وتعزيز وجوده

عبدالإله هزاع الحريبي

بينما تخرج جماهير محافظة تعز تهتف ضد الفساد والفاسدين، وترتج شوارع المدينة بصرخات المظلومين، تخرج أدوات الفاسدين بين الجماهير لتقلب الامور رأساً على عقب، وبدلاً من قلع الفاسدين يتم التخلص من القيادات التي رفضت تدنيس عملها بالفساد.

على سبيل المثال مدير الشئون القانونية وفاء الصلوي التي أقيلت إثر رفضها تمرير عمليات فساد الكهرباء عبر القانون، نموذج يجب أن يعود لعمله وكذلك مدير مالية تعز الذي وقف في وجه الممارسات الغير قانونية وتم تهديده واقتحام مكتبه من جهات نافذة في السلطة. 

الفساد يحاول وبقوة الالتفاف على مطالب الناس وعلى معاناتهم جراء فساد الإدارة في تعز، وكذلك فساد قيادات عسكرية وأمنية، وهو ما يدفع بقوى الفساد التوغل داخل الشارع الثائر الغاضب وقيادة هذه الثورة واستغلال هذا الغضب الشعبي لتقديم شخوص جديدة تابعة لها لتتولى قيادة المكاتب الإدارية والإيرادية بتعز ولتتمكن أكثر وتستغل كل هذا الحراك الشعبي ضد الفساد من أجل أن تتمكن من إحكام سيطرتها على كامل الإدارة في تعز، الإدارة المدنية والعسكرية والأمنية.

تعز بحاجة إلى تغيير شامل يستفيد من كل الكوادر التي أثبتت الأيام قدرتها على تحمل المسئولية بأمانة واقتدار، وأن تقدم كوادرها المغيبة وتحميهم بقوة القانون وقوة الأجهزة الأمنية والقضائية حتى يتمكنوا من إدارة هذه المكاتب بما يتوجب عليهم قانوناً من خدمة الناس والمدينة ككل.

تعز بحاجة إلى التجرد من حزبية كوادرها والعمل لأجلها فقط دون غيرها.
تعز التي نحب يجب أن تتخلص من الفاسدين وتتخلص من عمليات استغلال ثوراتها لصالح حفنة لا يهمهم سوى حصد الملايين لذواتهم ونهب الأراضي وقتل البسطاء في الحواري والأزقة والشوارع ..

يجب أن لا يسمح المجتمع بتعزيز وجود الفساد تحت يافطة محاربته وأن تفعل تقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وتقدم للنيابة وينظر القضاء فيها بشكل علني ومستعجل والا فسنستمر بتعزيز وتقوية نفوذ الفساد الى أن يشاء الله.

ويعتبر وجود وتعزيز الفساد في تعز أكبر دعم يقدم لأعداء تعز ويتصدرهم الحوثيون. وحتى لا تسقط المدينة في متاهات أكبر يجب الخلاص من قوى الفساد والنهب ويحاكم كل الخارجين عن القانون وبخاصة من تقلدوا مناصب المسئولية.