يحدث في تونس ..

د.فيصل الحذيفي

اختار الرئيس التونسي بخشونة سياسية غير دستورية ادخال بلاده في أزمة ولم يختر الحل .

فعند تعذر التعايش بين السلطات بسبب الاحتدام السياسي بالامكان الذهاب إلى حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة.

ولكن اختراع تجميد المجلس النيابي وتعطيل الحكومة لصالح الرئيس هو اختراع جريء أقدم عليه قيس سعيد خلافا لنصوص الدستور التونسي وتجاوزا لصلاحياته الدستورية .

يلاحظ في أزمة تونس السياسية أن ثمة متدخل خارجي أراد أن يسقط المسار الديمقراطي في تونس ويعيدها إلى ما قبل الثورة .

ولم يكن بوسع هذا المتدخل أن يلعب بالإعدادات دون طرف داخلي سهل له هذه المهمة وقد جعل الرئيس التونسي نفسه جسر عبور لهذا التدخل تعبيرا عن مطامح الاستبداد المستتر في شخصية الحاكم العربي .

ستخسر تونس كثيرا إن لم يتم الاحتكام إلى الشعب بالذهاب نحو انتخابات مبكرة .

خسرت كل دول الربيع العربي رهان التغيير ودخلت في دوامة عنف أو انكسار سياسي نحو الخيارات الأمنية والصوت الواحد المتحكم بالحياة السياسية وكانت تونس هي الدولة الاستثناء بتجاوز مخاطر الردة نحو الاستبداد .

ما يحصل اليوم في تونس هو نذير شؤم للتحولات الديمقراطية عربيا ..

ولا يزال الأمل معقودا بتجاوز الأطراف السياسية التونسية هذا المنحدر الخطير والعودة إلى طريق الديمقراطية والاحتكام إلى الشعب واحترام الدستور ..