أحلام 11 فبراير .. لا زالت مستمرة
الجمعة 11 فبراير ,2022 الساعة: 11:43 صباحاً

هذا العام هناك شحن غير منطقي ضد ثورة 11 فبراير 2022 م .. يحملونها اوزار غيرها .. ينسبون اليها الحرب والفقر والخوف والجوع .. ويلصقون بها كل خطيئة .. ثورة 11 فبراير لم تكن نكبة .. ولم تحمل بندقية .. ولم تعلن حرب .. ولم تنهب مؤسسات الدولة .. ثورة 11 فبراير لم تكن سوى حلم البسطاء في دولة للنظام والقانون والتنمية .. عندما خرجت واقراني من الشباب في هذه الثورة ..لم نخرج من اجل ان يتولى فلان او علان السلطة .. لم نخرج حقداً ضد علي صالح ونظامه .. وانما خرجنا ضد فساد استشرى في كل مفاصل الدولة واحدث خللاً حتى في المجتمع .. الرشوة والمحسوبية والمناطقية كانت هي الغالب في نظام ما قبل 11 فبراير .. كانت احلامنا في الثورة هي في تطبيق القوانين وتحقيق العدالة الاجتماعية، والمساواه. 

جلَّ همنا هو ان تقوم دولة مدنية حديثة .. كل الناس سواسية امام محاكمها واجهزة الامن والقضاء فيها .. دولة مدنية تكفل محاسبة الفاسدين وتوجه فيها خيرات البلاد لصالح التنمية بمختلف جوانبها .. دولة يكون فيها التعليم مجاني والعلاج في مستشفيات الدولة مجاني .. علي صالح كان مجرد رمز من رموز هذا النظام .. وهناك رموز تثعلبت ولعبت على الجماهير كي تستأثر بنتائج الثورة بعد ان فقدت مصالحها في اواخر عهد نظام صالح .. وهذه الرموز والكيانات هي من تسبب بما جرى من انقلاب على الشرعية وتحويل مسار اليمن من مؤتمر الحوار الوطني الى خنادق ومتارس البندقية والبارود .. لم تكن الثورة هي الفاعل .. بل هم من كانوا يمتلكون القوة المسلحة لسحق احلامي ورفاقي بما ذكرته سابقاً .. خرجنا نصرخ مطالبين بسقوط الفساد والاستبداد .. خرجنا نطالب برحيلهم .. وتشكلت حكومة الكفاءآت .. وخرجت القوى الوطنية بنتائج لحوارها الوطني شبه مجمع عليها. 

ولتعرفوا ما جرى بعدها تمعنوا فقط بالمتضررين من نتائج الحوار .. من اتهمها بعلمنة البلاد .. من اتهمها بتفكيك الجيش .. من اتهمها بتقسيم البلاد .. ينبغي على من يحملون 11 فبراير ما يحدث ان يكونوا منصفين .. ويضعون اصبعهم على الجرح .. مهما كان مؤلماً .. من حكموا ولا زالوا يحكمون ينتمون لذات النظام الذي ثرنا عليه .. الثورة لم تحكم .. وانما عملت على اسقاط هالة القداسة للنظام الفاسد واعوانه. 

من وجهة نظري الثورة لا زالت قائمة بالرغم من كل ما يحدث من حرب تطحن البلاد طحن في اقتصادها وامنها وجيشها وحتى ترابها الوطني .. الثورة ستظل موجودة مهما بدى خفوت شعلتها اواب انطفاء لهيبها. 

وكما اسقطت كيانات كان مستحيل ان تسقط بنظر المواطن البسيط .. ستفعل نفس الشيء مع الكيانات الجديدة التي اظهرتها الحرب مهما لبست من اثواب ورفعت من شعارات رنانة .. رحم الله شهداء الثورة .. ولا نامت اعين الجبناء وتجار الحروب. 



Create Account



Log In Your Account