الفرصة الأخيرة للسعودية
الثلاثاء 05 أبريل ,2022 الساعة: 01:07 مساءً

تعتبر المشاورات السياسية الجارية الآن في السعودية فرصة أخيرة لها كي تجمع هذا الشتات تحت مظلة السعودية والإمارات!

 عملية عدم حسم المعركة عسكرياً في الشمال هي رغبة التحالف الإماراتي السعودي، وليس عدم قدرة على الحسم، وأيضاً تحرير مناطق جنوب البلاد كان قراراً لنفس الدولتين.

 في بداية الحرب كانت عدن على وشك السقوط بيد ميليشيات الحوثي وقوات صالح، حدثت مقاومة شرسة من أبناء عدن وسطروا مواقف بطولية، لكن لم تكن لديهم القوة الكافية لطرد الحوثيين وقوات صالح من عدن، فتدخل التحالف بشكل مباشر ودخلت القوات الإماراتية والسعودية عدن، وتتابعت بعدها الانتصارات في جنوب البلاد،  وكان التحالف هو من صنع حدود وخطوط حمراء للمناطق التي يجب تحريرها والمناطق التي يجب ان تبقى مع الطرف الآخر ، عمل التحالف على إنشاء كيانات في عدن وفي حضرموت وشبوة وتعز والساحل الغربي، فكل هذه المكونات بنيت بالمال والسلاح السعودي الإماراتي: المجلس الانتقالي والنخبة الشبوانية والنخبة الحضرمية والمقاومة الوطنية والمقاومة الشعبية في تعز، وكل الانهيارات العسكرية التي حدثت كانت بسبب ان التحالف أراد ذلك.

 الشعب اليمني ينظر سلبياً لما تقوم به السعودية والأمارات في اليمن،  تغيرت النظرة بشكل كبير منذ بداية الحرب، كان هناك أمل أن هذا التدخل هو لأجل إسقاط الانقلاب الحوثي على السلطة وما يمثله من خطر طائفي ومذهبي تموله وتدعمه ايران، ولكن تبين للشعب اليمني أن التحالف له أطماعه وله خططه التي تضر باليمن وشعبه اكثر مما تخدم هذا الشعب. 

 الإمارات وأطماعها في السواحل والجزر ، وهذا ليس مجرد كلام ، وما يحدث في جزيرة سقطرى خير مثال. 

 الإماراتيون يتعاملون هناك وكأنها قد أصبحت ملكهم ، عملتهم هي التي يتم تداولها وطائراتهم تحط هناك بدون إذن الحكومة الشرعية ، ويقومون بشراء الأراضي والمساحات الشاسعة لبناء مشاريع تخدمهم.

 مشاريع استثمار لا تخضع للسلطة الشرعية هناك والتي ابعدوا ممثلها المحافظ محروس ، وما يحدث في المهرة أيضا يؤدي الى نفس الدلالات الذاهبة نحو القول بأن التحالف الإماراتي السعودي يخطط لتنفيذ أجندة ضارة باليمن أرضا وإنسانا.

 في المرة الأولى نظمت مؤتمر الرياض وخرج هذا المؤتمر بمخرجات لو طبقت حينها لكان الوضع افضل مما هو عليه الحال الآن ، قصفت طائرات الإمارات قوات الجيش في منطقة العلم عند توجهها نحو عدن ، وارتكبت مذبحة بحق الجيش اليمني الداعم للشرعية ، بطريقة بشعة صنعت من خلالها شرخ بين أبناء جنوب اليمن.

 اليوم هناك مشاورات وتعتبر الفرصة الأخيرة لتجميع هذا الشتات في صفوف الشرعية والأطراف التي أوجدها التحالف ومولها وهو قادر على توجيهها بما يخدم الحل السياسي للحرب او الحل العسكري.

توحيد هذه الصفوف والخروج برؤية موحدة في مواجهة مشروع الحوثي الطائفي هو الفرصة الأخيرة والوحيدة للانتصار الحقيقي لمشروع الدولة ورفض هيمنة المليشيات على الجيش والأمن في كل مناطق اليمن .. فهل يحدث ذلك .. أم أن ما يحدث هو مجرد إلهاء وتتويه الشعب من أجل تحقيق أهداف خفية ضارة بالشعب اليمني حاضراً ومستقبلا؟


Create Account



Log In Your Account