دبابة تعز .. القصة والرمز
الأحد 03 يوليو ,2022 الساعة: 05:53 مساءً

كانت دبابة واحدة في تعز.. استند عليها المقاومون للمليشيا الحوثية لشهور عديدة، وكانت السلاح الثقيل الوحيد الذي يتنقل بين قطاعات المعركة لتمثل رمزية بالغة الأهمية، وسط حفاوة المجتمع الذي خرج بكامله لخوض المعركة، وأطلق لقب "المبروكة" على تلك الدبابة التي اعتبرت أيقونة للعزم والبأس ومؤشراً على شحة وقسوة الامكانات لدى المقاومين الأبطال.

حققت تعز انتصارها الجزئي مبكراً، من خلال النجاح في الصمود، ومن ثم التحول الى الهجوم، وعندما تعرضت المعركة الوطنية للطعن في الظهر وبدأت المشاريع الصغيرة تزدهر لينتج عنها انقسام الشرعية وفقدانها الاستقرار، وهو ما انعكس على وضع المعركة، وساد جمود في كثير من الجبهات رافقه تراجعا في الامكانات، وكان محور تعز وأبطاله هم الأكثر تضرراً، لشحة الموارد وظروف عزل المدينة من أكثر من اتجاه.

استمرت تعز تواجه حرباً من نوع آخر الى جانب معركتها المستمرة مع الحوثي، وتكثّف الاستهداف وتدفق المال السياسي، ونشأت مطابخ الدعاية وكثر شُقاتها، إضافة لتردي قيادة السلطة المحلية المتعاقبة وتصعيد الصراع السياسي.. كل ذلك أدى الى تشويه المدينة وأبطالها ورموزها ورمزية مقاومتها. 

اليوم، وبعد كُمون مؤقت لمطابخ الدعاية، تعود بعض تلك المطابخ وشقاتها لترويج الشائعات بشأن تعز، وتستمر في ضرب كل الرمزيات التي مثلت رافعة الفعل المقاوم، وآخرها شائعة اختفاء دبابة من قوة محور تعز.! 

الشائعة أطلقها في البداية عنصر دعاية حوثي وتلقفها ناشطون وصحافيون، بعضهم كان ولا يزال يعمل مع الحوثي، والبعض الاخر أدمنَ التيه وتولّع بمثل هذه القضايا لاسباب ودوافع عدة. 

وبالنظر بصورة شاملة للتحديات والظروف التي مرت بها تعز خلال الاربعة الأعوام الماضية، لا يمكنك الا أن تحيي قادة جيشها، محور تعز، ومقاومتها بلا استثناء، وطلبة الجامعات الذين يتناوبون حتى اليوم بين المتارس وقاعات الدراسة رغم شحة الامكانات وقسوة الظروف. 

أما الاحداث المتكررة والاختلالات الأمنية فهي نتيجة لضعف رأس هرم السلطة المحلية وغياب القائد الذي ينسق وينظم مختلف الجهود العسكرية والامنية والمدنية. 

المجد لتعز، ولدبابتها العنيدة التي ما يزال صدى مقذوفاتها تدوّي في نفوس أعداء المدينة والفعل المقاوم حتى اليوم!

نقلا عن صفحة الكاتب على فيسبوك


Create Account



Log In Your Account