التطبيق الحوثي لمفهوم الهدنة السعودية حرفيا
الأحد 24 يوليو ,2022 الساعة: 07:20 مساءً

في قمة جدة الأخيرة اتفق الأمريكان والسعوديون على" تعميق الهدنة" في اليمن. 
لم يحضر أحد ممثلا لهذا البلد المنكوب، مثلما لم يحضر أحد مباحثات إبرام مبتدأ الهدنة.
كانت اليمن عبارة عن ملف سعودي يتأبطه محمد آل جابر، وكانت بالنسبة لأمريكا قضية يجب أن تطوى حتى بإلقاء اليمنيين جميعا في جحيم الحوثي. لقد صار بايدن شخصيا، يهتم لأسطورة الهادي المنتظر الشيعية ويتلقى دروسا على يد "عالم متخصص"، لعل الرئيس الأمريكي صار مؤمنا أنه سيخرج من صعدة وأن مهمته لن تتوقف في مكة! 

من جانبها ذهبت مليشيا  الحوثي "لتعميق الهدنة" أكثر، والتقطت الرسالة جيدا من واشنطن والرياض، فباشرت قصف وضرب وحصار قرية خبزة في البيضاء وشن هجمات على مأرب وارتكاب مجازر في تعز، وتأكيد رفضها فتح طرق تعز ورفع الحصار عن المدينة، الجزء الذي لا يمثل أي أهمية لأحد باستثناء الحوثي!
قبل ذلك، كانت الشرعية الهزيلة قد  مسخت إلى  "مجلس رئاسي " طورته السعودية ليمارس دور منظمة تشجب وتدين وتناشد، كما لا تنسى تقديم الصلوات والشكر للملك ولولي عهده في  في كل حين! 

السعودية تتصرف بملف الحرب في اليمن بإعتباره شأنا يخصها حصرا، وأن اليمنيين مجرد زوائد دودية، ومرد ذلك أن المحسوبين على مسمى الشرعية أكثر إيمانا بالسعودية من الله، وقد سلموها أمرهم وأمر البلاد، ينتظرون رحمتها في الاقتصاد كما في السياسة والخدمات وحتى  الرواتب! 

تصوروا أن بلدا غنيا يتوفر على كل الموارد في البر والبحر ويتموضع في جغرافيا خطرة ومهمة بالنسبة للعالم، ينتظر ابناؤه الرواتب من السعودية ؟ 

بعد طول تخفي، أظهرت الرياض أنها هي من يقرر بالنيابة عن "الشرعيين" ما الذي يجب عمله ومتى يجب إبرام الصفقات والهدن وايقاف الحرب أو الإمتناع عن أحاديث السلام.
حتى مفهوم الهدنة صار سعوديا محضا: لا قصف نحو الأراضي السعودية، أما اليمنيون فليقتلوا بالمئات والآلاف كي تستمر الهدنة واقفة على جماجم الضحايا! 

إنه التطبيق الحوثي الحرفي للمفهوم السعودي للهدنة. 

الحوثي يلعب كدمية إيرانية، وظيفتها تحقيق أهداف طهران في ملفات إقليمية، وقد أخلص " شيعة الشوارع " ككلاب حراسة لأداء المهمة بنجاح. 

تبدو عداوة مليشيا الإرهاب الحوثي موجهة لليمنيين حصرا، وهو ما تدركه السعودية وتبتهج له، وهذي المليشيا تتلذذ بالتنكيل باليمنيين وارتكاب المجازر بحقهم وتجويعهم، وكان يتعين على أبناء البلد  منذ الطلقة الأولى،  التعامل مع هذه الحركة العنصرية السلالية باعتبارها في المقام الأول تهديدا لوجودهم، وليس لوهم الأمن القومي العربي! 

لقد انتهى البلد بعد أكثر من 7 سنوات حرب، كجغرافيا مشلولة وممزقة وبلا إرادة، ولا شيئ يزدهر فيها غير المهانة والضياع. 

لماذا يؤول بلد موغل في التاريخ إلى هكذا وضع مخزي، وكيف أصبح مجرد ساحة يتقرر مصيرها على طاولة قوى إقليمية معادية لليمن: الهوية والجغرافيا والبشر ؟ 

أين اليمنيون ؟
هل تشعرون بجرح الكرامة النازف و العميق ؟
 


Create Account



Log In Your Account