متحف مفتوح .. ظاهرة تهريب الآثار اليمنية إلى دول الخليج وأوروبا
الخميس 04 أُغسطس ,2022 الساعة: 07:36 مساءً

لم تكن عملية تهريب الآثار في اليمن ظاهرة غريبة عن المجتمع بل هي ظاهرة قديمة جديدة فقد أخذت بالإنتشار والتوسع خلال الفترة الماضية. 
وربما بشكل أكبر أثناء عمل فرق الاستكشاف الأجنبية عن الآثار في اليمن و غيره، وبالتالي فقد توسعت هذه الظاهرة بصورة كبيرة خلال تلك المراحل السابقة التي تلت سنوات الثورة وما بعدها ولكن يمكن أن تكون قد أخذت تنتشر بشكل أكبر في السنوات الأخيرة. 
وهي تكاد تكون فترة خصبة حيث سهل لأولئك الأشخاص ضعيفي النفوس القيام بتهريب الآثار إلى الدول الأخرى وبالذات دول الخليج العربي وكذا دول أوروبا الغربية وإلى جانبها بريطانيا وأمريكا وذلك بحكم ما تزخر به اليمن من آثار تاريخية عظيمة. حيث كان قد تعاقب على حكمها أكثر من دولة يمنية أقامت حضارتها على تلك الأرض الغنية بالموارد والإمكانات العديدة، وبالتالي هو ما هيأ لها من أن تقيم حضارة إنسانية قلما يوجد مثلها في المنطقة. فقد أمتد نفوذها إلى كل بقاع الأرض وهذا ما مكنها آنئذ من أن تشيَّد مدناً كبيرة وتبني مواقعاً وآثار تاريخية عديدة شملت كافة مناطق اليمن أبان تلك الحقبة من تاريخها القديم والوسيط.
وأمر كهذا هو ما ساعدها أن تتبوأ مكانة مرموقة ، بين الشعوب الأخرى نتيجة لما كانت تمتلكه من مقومات متنوعة على مستوى واقعها  الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وغيره.

الأمر الذي شكل لها  نقلة كبيرة على صعيد أوضاعها الداخلية، والتي أضحت تشكل لها مرتكزات متينة وقوية بقدر ما أهلها ذلك من أن يكون لها علاقات متطورة ومتميزة مع شعوب العالم الاخر . 

وفعلاً  أمر كهذا  هو ما مكن الدول اليمنية القديمة من أن تُسرَّع الخطى في البناء والنهوض بأوضاعها في شتى مجالات الحياة.
وهذا كان له أبلغ الأثر في أن تتوسع بنفوذها على مستوى مناطق اليمن والتي أخذت آنئذ بالتطور والإزدهار وبصورة لافتة للنظر أكان منها  لدولة سبأ كطور أول مروراً بدولة معين، وسباء كطور ثاني ومن ثم قتبان، أوسان ويمنات وحضرموت، وكذا دولة حميِرّ  وما تلاها من مراحل حكم للتبابعة بقدر أن دولاً كهذه أنتجت وأبدعت الكثير من المعالم والمواقع الأثرية والتاريخية. 

حيث كانت موجودة آنذاك. في كل منطقة وجبل وسهل. وفيما لا يزال البعض منها موجوداً  في تلك المناطق. 

نستطيع القول  بأن اليمن  هي في الأساس متحف مفتوح لكن للأسف هذا المتحف المفتوح لم يتم الحفاظ على آثاره ومواقعه التاريخية حيث تم سرقة ونهب آثاره الثمينة خلال مراحله الماضية ناهيك عن فتراته الحالية والتي هي أيضاً كانت قاسية على اليمن واليمنيين حيث تم تدمير تلك المواقع التاريخية في أكثر من منطقة فضلاً عن التهريب الممنهج لتلك الآثار، سواءً من قبل سماسرة الآثار في الداخل أو من قبل تلك المنظمات الخارجية والتي تقوم مباشرة وبالتنسيق مع المتنفذين في السلطات المحلية بتهريب تلك الآثار  إلى الدول الأخرى وهذا ليس خافياً على أحد، وهي موجودة منذ فترة سابقة، ولكن للأسف أخذت هذه الظاهرة بالتوسع والإنتشار بشكل أكبر سيما خلال سنوات الحرب والتي أثرت على كل شيء دون إستثناء. 

من يعنيهم الأمر لا يكترثون لذلك وكأن الأمر هين وليس له أهمية، بل العكس هو سرقة تاريخ اليمن واليمنيين وكما يقال (من ليس له تاريخ ليست له هوية  ولا وطن )  
أقول في الأخير: أين دور الدولة؟  وكذا أين دور الحكومة ؟ فضلاً عن دور مجلسي النواب والشورى؟ 

أين قوى المجتمع المدني بمافيها الأحزاب السياسية، والنقابات العمالية، والمهنية والإتحادات الأدبية علاوة إلى الجهات المعنية بالمحافظات ومنها وزارة الثقافة ومكاتبها ، وكذا الهيئة العامة للآثار ..؟


Create Account



Log In Your Account