السعودية والإمارات تعيدان تأكيد رغبتهما بتمزيق  اليمن ...أحداث شبوة تسلط الضوء على المهام الفعلية للمجلس الرئاسي
الأربعاء 10 أُغسطس ,2022 الساعة: 08:59 مساءً
الحرف28 - خاص

أثارت الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة شبوة اليمنية انتقادات ازاء طريقة تعامل المجلس الرئاسي معها، واتهمه ناشطون وسياسيون بانه صار أداة لتمزيق اليمن.
وعلى مدى ثلاث أيام شهدت مدينة عتق ومناطق أخرى في شبوة مواجهات عنيفة بين قوات الأمن الخاصة والجيش الحكومي من جهة وقوات من ألوية العمالقة ودفاع شبوة التي شكلتها الإمارات، مخلفة عشرات القتلى والجرحى من الطرفين. 
وجاءت هذه التطورات في سياق أزمة متصاعدة واملاءات سعودية اماراتية للتخلص من مؤسسات الجيش والأمن، واسناد مليشيات موالية لهما في الجنوب في ظل هدنة إجبارية مع الحوثيين وتفاهمات سعودية حوثية إيرانية خلف الستار. 
وخلال الساعات الماضية كانت القوات الحكومية قد سيطرت على عدد من المناطق في عتق قبل أن يعلن عوض محمد بن الوزير الذي يحمل الجنشية الإماراتية فجر اليوم الأربعاء عن "عملية عسكرية" لمواجهة ما أسماه "التمرد ومحاولة الانقلاب" بمساندة طيران مسير تابع لسلاح الجو الإماراتي وعلى إثره تمكنت قوات "دفاع شبوة" و"العمالقة" من السيطرة على جميع المؤسسات العسكرية والمدنية في عاصمة المحافظة. 
وكان المجلس الرئاسي أصدر الاثنين الماضي قرارات بإقالة قائد محور عتق قائد اللواء 30 العميد عزير ناصر العتيقي، ومدير عام شرطة محافظة شبوة العميد عوض مسعود الدحبول، قائد فرع قوات الأمن الخاصة العميد عبدربه محمد لعكب وقائد اللواء الثاني دفاع شبوة العقيد وجدي باعوم الخليفي، رغم أن الأخير لم يعين بقرار جمهوري ويقود مليشيا انشأتها الامارات،  وذلك على خلفية الأحداث التي شهدتها المحافظة، لكن تلك الاجراءات لم توقف التوتر بين الطرفين؛ حيث استمرت الاشتباكات حتى صباح اليوم الأربعاء، بسبب رفض المليشيا التابعة للامارات وقف القتال. 
ويقول متابعون إن هذه التحركات تثبت أن تفجير الوضع في شبوة كان عملا مدبرا لوضع يد مليشيا موالية للإمارات على المحافظة في ظل ترتيبات تستهدف تمزيق البلاد  وترسيخ سيطرة مليشيا الحوثي شمالا، وسط تحذيرات من مخطط تالي يستهدف إسقاط محافظة مأرب بيد الحوثيين الذين استغلوا المواجهات لشن هجمات مكثفة عليها. 
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو لانتشار القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي في عاصمة محافظة شبوة، وانزال اعلام الجمهورية اليمنية ورفع الاعلام الجنوبية الشطرية السابقة على مؤسسات الدولة. 
وتحدث ناشطون عن أعمال نهب تعرض لها منزل قائد القوات الخاصة العميد عبدربه لعكب من قبل قوتي العمالقة ودفاع شبوة. 
وذكرت مصادر إعلامية أن 50 جنديا من القوات الخاصة قتلوا بغارات للطائرات المسيرة الإماراتية خلال الساعات الماضية، بينما استمر المجلس الرئاسي في الصمت، لتذكر الواقعة بهجمات مماثلة شنتها الإمارات على الجيش اليمني على تخوم عدن دعما لمليشيا اسستها وساندتها لتنفيذ انقلاب ثاني في عدن ضد الشرعية في اغسطس 2019.
وقال المحلل السياسي رئيس مركز أبعاد للدراسات عبدالسلام محمد في سلسلة تغريدات عبر تويتر، إنه "لا يوجد منتصر في مواجهات شبوة، وعلى المجلس الرئاسي معالجة خطأ تأجيل عزل المحافظ، الذي بدا واضحا أنه يستقوي بقوات من محافظات أخرى، وبطيران بالامارات ويتجه بدموية إلى تفجير الوضع في عتق".

‏وبحسب عبدالسلام فإن "الهدنة هدفها تسليم شبوة للانفصاليين، فيعني هناك اتفاق آخر مع الحوثي بتسليم مأرب له". 
ومنذ الثاني من أبريل الماضي بدأ سريان هدنة أممية "هشة" أبرمتها السعودية مع الحوثيين في سلطنة عمان ووافقت عليها الحكومة بضغط سعودي. 
ورغم تعنت الحوثيين ورفضهم فتح الطرقات إلى تعز فقد ضغطت الرياض لتجديد الهدنة مرات أخرى، في حين ذهبت لفرض املاءات على المجلس الرئاسي الذي شكلته، لتمرير تعيينات تكرس سيطرة المليشيا التابعة للامارات في عدن وبقية المحافظات وصولا الى اثارة الفوضى في شبوة وتفجير حرب عنيفة لتصفية القوات الحكومية واكمال سيناريو تقسيم البلاد، وصناعة المزيد من الانقسامات وخلق صراعات طويلة الأمد. 
وأشار عبدالسلام إلى أن الحوثي لن يقبل "بهدنة مقابل سيطرة إماراتية كاملة على الجنوب وعلى مأرب". 
ووضع تصورين للأحداث قائلاً: "‏إما هناك اتفاق تقاسم اليمن بين إيران والخليج، أو هناك احتلال متعدد، ما يعني أن شرعية المجلس الرئاسي على المحك، ويدفع ذلك لتحول الجيش والامن الى قوى مقاومة". 
ووصف تمرير سيناريو عدن (إبان سيطرة الانتقالي عليها في أغسطس 2019) في شبوة بأنه "خطأ فادح"، مشيرًا إلى أن ذلك يمثل دعمًا "لمشاريع التقسيم والانفصال، لصراعات 86 المناطقية". 
من جانبه اعتبر القيادي في القوات الحكومية ‏عميد ركن محمد الكميم، قرار محافظ شبوة إعلان "عملية عسكرية" بأنه مخالف للدستور والقانون. 
وقال في تغريدة عبر تويتر: "لايحق لمحافظ محافظة الأمر أو إطلاق عملية عسكرية أو تحريك قوات مسلحة إطلاقا وليس من صلاحياته ذلك ابدا". 
وأوضح أن "الأوامر العملياتية من اختصاص وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان العامة بعد مصادقة القائد الأعلى للقوات المسلحة المتمثل (بالمجلس القيادي الرئاسي)". 
وكان محافظ شبوة برر إطلاق العملية العسكرية "لفرض الامن والاستقرار (..) والحفاظ على ارواح أهالي المحافظة"، حد تعبيره. 
بدوره انتقد الدبلوماسي اليمني السابق مصطفى أحمد نعمان، اداء المجلس الرئاسي وطريقة تعامله مع أحداث شبوة. 
وكان نعمان أحد أعضاء هيئة التشاور والمصالحة التابعة للمجلس الرئاسي الذي تم الإعلان عنه من الرياض في السابع من أبريل الماضي. لكنه انسحب من الهيئة نظرًا لكبر عُمره الذي لا يمنحه  الاستمرار في لعب أي دور لا يتسق مع إرثه وضميره وقناعاته، كما جاء في إعلان انسحابه. 
وقال نعمان في تغرايدات على حسابه بموقع تويتر، إن "‏مجلس الحكم تم تركيبه بطريقة غامضة ومن اطراف لها مشاريع مختلفة حد التناقض فكيف يمكن الحديث عن توافقات داخله". 
 
وأشار إلى أن معظم قرارات المجلس "مشكوك في دستوريتها ناهيك عن غاياتها الوطنية!".
ونشر نعمان فيديو يظهر فيه أحد مسلحي الانتقالي يطلق النار على علم الجمهورية ويقوم بتمزيقة. وأرفق تعليقًا قال فيه: "‏هذا الفيديو يجب اضافته الى مصفوفة الانجازات التي يصدرها مؤيدو الشرعية الدستورية اسبوعيا". 
وتابع "هنيئا لهم عودة شبوة الى حضن الدولة كما عادت عمران قبلها.. والتهنئة للمجلس الثماني على ادائه وحزمه ويقظته وحمايته لسيادة البلاد وكرامتها".

تسلسل زمني للأحداث في شبوة
الأحداث التي شهدتها شبوة يرجع إلى توترات سابقة بين القوات الحكومية وقوات دفاع شبوة التي تم تشكيلها مطلع العام الحالي مع إعلان تعيين ابن الوزير محافظا لها. 
خلال الفترة من أواخر مايو وحتى مطلع يوليو شهدت مدينة عتق حوادث متفرقة تمثلت بانفجارات عبوات ناسفة استهدفت دوريات عسكرية للطرفين قبل أن يعود التوتر إلى الواجهة منتصف الشهر ذاته. وهنا نلقي نظرة سريعة عن تسلسل الأحداث التي شهدتها شبوة: 

16 يوليو
نجاة أحمد لشقم قائد كتيبة التدخل السريع في اللواء 30، من كمين نصبه مسلحون ينتمون لقوات دفاع شبوة. 

18 يوليو
اندلاع اشتباكات مسلحة بين قوات النجدة وقوات دفاع شبوة.  

19 يوليو
تعرض قائد القوات الخاصة السابق العميد عبدربه لعكب لمحاولة اغتيال على إثرها قُتل جنديين وأُصيب ثلاثة آخرين، ومحافظ شبوة يشكل لجنة عسكرية لـ"تقصي الحقائق". 

24 يوليو
محافظ شبوة يوجه بإيقاف قائد القوات الخاصة وقائد قوات دفاع شبوة. 

1 أغسطس
انفجار عبوة ناسفة بسيارة القيادي في قوات دفاع شبوة عبدالله بطم الخليفي، وإصابته مع اثنين من مرافقيه. 

6 أغسطس
محافظ شبوة يصدر قرارا بإقالة قائد فرع القوات الخاصة وقائد معسكر القوات الخاصة. 

7 أغسطس
انتشار واسع لقوات دفاع شبوة والعمالقة في شوارع مدينة عتق.  

7 أغسطس
وزير الداخلية اللواء إبراهيم حيدان، يلغي قرار محافظ شبوة بإقالة قيادات في فرع الأمن الخاصة ويعتبر "تجاوزا للصلاحيات". 

8 أغسطس
مقتل الرائد أحمد لشقم قائد كتيبة التدخل السريع في اللواء 30 بمحور عتق، واندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش والقوات الخاصة مع القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي في شبوة. 

8 أغسطس
رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد محمد العليمي قرارا بإقالة قائد محور عتق ومدير عام شرطة شبوة وقائد فرع قوات الأمن الخاصة وقائد اللواء الثاني دفاع شبوة ويُعين ثلاثة آخرين. 

9 أغسطس
عودة الاشتباكات في عتق بعد ساعات من الهدوء النسبي 
عقب تعيينات مجلس القيادة الرئاسي وإقالة القادة العسكريين والأمنيين المتورطين في الأحداث الأخيرة. 

10 أغسطس
إعلان محافظ شبوة عن عملية عسكرية ضد القوات الحكومية بمساندة الطيران المسير التابع لسلاح الجو الإماراتي وتمكن قوات "العمالقة" و"دفاع شبوة" من السيطرة على عتق.




Create Account



Log In Your Account