الصُبيحيُّ الصغير الذي أذهلَ الناسَ في تُونسَ!
الجمعة 16 سبتمبر ,2022 الساعة: 04:22 مساءً

   مشى شامخا في شوارع تُونسَ العتيقةِ؛ شموخَ اعتزازٍ وفخرٍ!!! .. متأنقا بمعوزِهِ ... لفت الأنظار إليه... سحرَ الألبابَ بحسن منطقِه وبلاغته، بفصاحتِه، ورجاحةِ عقله !! على صغر سِنّه !!! ... كان سببا لحصول بلاده على التتويج بأفضل اداءٍ للخطاب الشفهيّ ... من بلادٍ منيعةٍ ضاربةٍ في الحضارة أعيَت المستعمر البريطاني؛ والطامعين فلم يجدوا لها سبيلا؛ كلا لمّا يفصح (وادي الكفار) عن كنوزه بعدُ، وآثارٍه!!!...  وأخرجت (عكاظ) في سبتها ( جمال جميل)  ... وآهٍ.. آهٍ..!!...  لو تعلم يا ذا أصبحَ ماذا فعل سليلُك في تُونس ؟!!

          لله درّكَ- يا جمال- ودرّ والديكَ والبلاد التي انجبتك، جعلتهم يهتفون (كلنا اليمن) وصرخ من في قاعة الحفل (بالروح بالدم نفديك يا يمن)!!  
       صفاتك يا (جمال ) مبهرة وما جئت لأعدّدها!!!... إنما أهم الصفات التي كشفت لي أن هذا الطفل (جمال) استثنائي هي صفة (المغامرة) فهو لا يخشى الاختلاف عن الآخرين، أو تجريب شيءٍ جديدٍ!!  و شجاعة لمواجهة عداء الآخرين، بل على استعداد لمواجهة الفشل!

    ائتزرَ بالمعوز ومضى بكلّ ثقةٍ !!! وما كنا نخشاه من سخرية تلحق بنا تحول إلى إعجاب ودهشة!!!!... بل استوقفته الناس لأخذ الصور معه ثم إذا ما نطق ازدادوا إعجابا !! ... تذكرت أنني وصديق لي مقيم في تونس كنّا قد تراهنّا ب100دينار لمن يستطع أن يأتزِر المعوز ويمشيَ في شارع (الحبيب بورقيبة) أشهر شارع في تونس؛ ولم نتجرأ خوف سخرية الناس!!! ... وليسجل التاريخ أنَّ الصُبيحيّ الصغير أوّل من تمشى بمعوزه في شوارع تونسَ الخضراء.  
   
     (جمال جميل ) طفل على مستوى عالٍ من الذكاء العام، وكذلك الكثير من أطفال بلادي؛ فأنا اعرف (الموهوبين) كما أعرف أبنائي؛ لأني وبلا فخر كنت عضوا في الفريق الوطني لبرنامج الموهوبين في اليمن؛ كنا نحلم من خلال هذا البرنامج بأن نكوّن فريقا من العلماء المبتكرين؛ أخذنا فيها الدورات، عقدنا الورشات وتم اختيار التلاميذ وفق معايير مفهوم (الموهوب) العالمية ، فكانت منها مدرستان في محافظة عدن، وواحدة في كلّ من صنعاء والمكلا وتعز.
 
     ذات مقيلٍ همس لي المسئول الأول عن برنامج رعاية الموهوبين وقال حالما: سنجعلهم ( رواد فضاء ) يصنعون لنا ( القنبلة النووية) !! .. ( الأقمار الصناعية)، و(......)  ثم ّوئدت الأحلامُ بثورة (الربيع العربي!!! 
حفظك الله يا جمال وحفظ آلاء، ومحمد طالب وكل أطفال بلادي، ثمة جيل يتهيأ ليهدم كلّ الأحزان، ويعزف أنشودة الفرح.


Create Account



Log In Your Account