اليمنيون يعانون الجوع وثرواتهم تسرق وتنهب !
السبت 05 نوفمبر ,2022 الساعة: 01:11 مساءً

تشير الكثير من المصادر ، بأن اليمن تحتوي في باطن أرضها ، على العديد من الثروات الطبيعية الهامة ، والتي يقدر أن تكون بكميات كبيرة ، وهذا ما سيؤهلها أو سيعطيها ، بأن تتبوأ مكانة مرموقة بين دول المنطقة . 


بل إنها وفقا لكثيرين وربما تتجاوزها في عديد  من الجوانب ، كون اليمن تحتل موقعاً هاماً في جنوب الجزيرة العربية ، وهذا ما جعلها تتميز عن غيرها من الدول ،  بحكم وقوعها على أهم الممرات المائية البحرية في العالم ، ومن ذلك مضيق باب المندب ، وكذا خليج عدن ، والذي يقع بالقرب من المحيط الهندي ، ويرتبط بالبحر الأحمر غرباً وبالبحر العربي شرقاً ، علاوة على ما تمتلكه اليمن في هاذين البحرين من جزر عديدة ، تبلغ نحو ١٥٠ جزيرة ، فيما تقع معظم هذه الجزر ، في البحرين الأحمر  والعربي ، وعلى إمتداد أكثر من ٢٥٠٠ كيلو متر مربع على الشواطئ. 


و تحتوي هذه الجزر ، على العديد من الشُعب المرجانية ، التي تتكاثر فيها الأسماك ، بصورة كبيرة ، والتي تقدر بنحو ٦٠٠ نوع من الأسماك ، أهمها : الحبار ، الجمبري ، الديرك ، والجحش ، والسلمون ، وغيرها . 


ناهيك عن التنوع البيئي ، في تلك الجزر ، ومنها ، جزيرة سقطرى ، وجزيرة عبدالكوري ، وجزيرتي حنيش الكبرى  والصغرى ، وجزيرة ميون ( بريم سابقاً ) بالإضافة إلى ما تحتويه اليمن من ثروات طبيعية في باطنها ، ومنها النفطية ، والغازية ، والتي تتواجد في كل من محافظات مأرب ، وشبوة ، وحضرموت ، فضلاً ، عن المخزون الكبير في  محافظة الجوف ، علاوة إلى ما تحتويه من معادن ثمينة في جبالها ،  ومن ذلك الذهب ، والتي تتواجد في كل من حضرموت ، وكذا جبال حجة ، وصعدة ، وغيرها . 


إلى جانب ما تزخر به ، من معادن هامة أيضاً ، مثل اليورانيوم ، وكذا مواد الحامورة ، التي تتواجد في منطقة الدمنة ، والتي تستخدم غالباً ، في كثير من الصناعات الكيميائية ، ليس هذا ، بقدر ما أن اليمن ، بلد زراعي في الأساس ، إلى جانب كونها  متحف مفتوح ، في معظم مناطقها المختلفة ، وهذا ما يجعلها ، أن تكون منطقة جاذبة للسياحة ، ناهيك عن مناخها المتنوع ، والذي يكاد يكون ذات تميز فريد ، عن غيره من بلدان العالم . 


يتميز هذا المناخ ، يتعدد بفصوله الأربعة طوال العام في محتلف المناطق، ففي حيت تقع بعض المناطق في الصيف تحت الحر الشديد، تقع مناطق أخرى تحت تأثير مناخ معتدل وأحيانا بارد ، والعكس في فصل الشتاء.

هذا المناخ المتعدد يعطي اليمن ميزة كبيرة ، بين العديد من الدول ، سواءً على مستوى منطقة الجزيرة ، أم الأقليم ، أم العالم الآخر ، كما أن اليمن تحتوي مساحة واسعة ، من التربة الزراعية ، أكان على مستوى المحافظات الشمالية الغربية ، أم الجنوبية الشرقية ، في الوقت الذي ، تزخر بأنواع عديدة ، من المحاصيل الزراعية ، التي تعود على البلد بموارد مالية كبيرة ، ومن ذلك ، الخضروات ، الفواكة ، التمور ، التنباك ، والقطن ، بالإضافة إلى الملح .. إلخ . 


غير ذلك تعد اليمن مصدرا مهما  للثروة الحيوانية ، في مختلف مناطقها ، علاوة إلى ما تتميز به من مواقع أثرية وتاريخية قديمة ، قلما يوجد مثلها بالمنطقة. 


تعود مثل هذه المواقع الأثرية،  لتلك الحقب التاريخية القديمة ، للممالك اليمنية ، التي حكمت اليمن ، منذ ما قبل الميلاد ، وأشهرها ، سبأ كطور أول ، ومعين ، وسبأ كطور ثان ، وحضرموت ، وقتبان ، وأوسان ، وحميَرّ ، فيما كان سقوط آخر مملكة يمنية ، في عام ٥٢٥ م . 


وبالرغم من ما تتميز به اليمن ، من مقومات ، وعوامل عديدة ، إلا إنها لم تتمكن من إستغلال أو التعاطي مع هذه المقومات بالصورة المطلوبة حتى الآن ، نتيجة لتلك الأطماع ، وكذا التدخلات الخارجية ، في شؤونها الداخلية ، بدليل ما يشاهد ويحدث اليوم ، أمام مسمع ومرأى من العالم كله ، حيث أضحت اليمن ، في الوقت الراهن ، تعاني العديد من المشكلات ، أبرزها الحرب الجارية فيها منذ ثمان سنوات ، والتي أثرت وبشكل كبير على كل مناحي الحياة . 


وظلت اليمن  محلك سر ، وهذا ليس مقتصراً على هذه الفترة ، وإنما يشمل أيضاً تلك الفترة الماضية ، وبالتالي أمر كهذا ، هو ما أتاح أو سنح لأولئك الآخرين ، بأن يتدخلون في شؤون اليمن ، ويعملون بشتى الوسائل على نهب ثرواته النفطية ، والغازية ، حيث يتم شحن كميات كبيرة ، من النفط والغاز ، من قبل الشركات العاملة باليمن ، ومن ذلك محطة بلحاف الغازية ، الواقعة في محافظة شبوة ، والتي تعمل فيها شركة توتال الفرنسية ، ناهيك عن حقول النفط في محافظة حضرموت ، والتي تعمل فيها شركات كندية ، ودانماركية ، وغيرها ، حيث من المعلوم بأن هذه الشركات تقوم من تلقاء نفسها ، بالتصرف المباشر في شحن كميات من النفط والغاز ، ومن ثم يكون وجهتها الخليج ، أوروبا ، ودون أن تكون هنالك رقابة عليها ، أو تدخل من قبل العاملين اليمنيين في هذه الشركات.


وتؤكد المصادر ، بأن عائدات هذه الشحنات تذهب مباشرة إلى البنك الأهلي السعودي ، بينما اليمنيون يعانون الفقر ، والجوع ، والمرض ، فهل هناك من صحوة ضمير ، إزاء ما يحدث لحقول النفط والغاز ، من نهب وسرقة لهذين المصدرين ، فيما رئاسة المجلس الرئاسي ،  والحكومة ، ومجلسي النواب والشورى ، لا يحركون ساكنا. 


ناهيك عن الموارد الأخرى ، التي تُسرق وتنهب هي أيضاً نهاراً جهاراً ، ودون أن تطلق صرخة واحدة ، في وجه أولئك الذين يعبثون بثروات اليمن ، بحجة إن اليمن تحت وصاية الآخرين ،  فأي وصاية هذه ، التي تمنع شعباً من إستغلال ثرواته لنفسه ، ليعيش حراً، دون مد يده للآخرين؟.


Create Account



Log In Your Account