الثلاثاء 06 ديسمبر ,2022 الساعة: 11:43 مساءً
ذا كنا بالأمس القريب ، قد أحتفلنا بذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين ، في عيديهما ال ٦٠ وال ٥٩ ، فإننا نحتفي اليوم ، بذكرى الإستقلال الوطني ، ال ٥٥ ، ال ٣٠ من نوفمبر ٦٧م ، هذه الذكرى التي مرت عبر محطات ومنعطفات تاريخية عديدة لم تكن بالأمر السهل ، كما قد يتصور البعض من أولئك، الذين لم يعايشوا تلك الفترة النضالية ، من تاريخ شعبنا اليمني ، الذي هب من كل حدب وصوب لخوض غمار الكفاح المسلح ضد الإستعمار البريطاني الذي جثم على أرضه لحوالي ١٢٨ عاماً ، حيث عمل أبان تلك الفترة ، من إحتلاله لهذا الجزء من الوطن اليمني المحتل ، على إستخدام أساليب الهيمنة والإستبداد والإستعباد لأبنائه.
كما عمل على استغلال ونهب الموارد ، وثرواته الطبيعية ، بقدر ما نكل بالعديد منهم وهجر وطارد إلى شمال الوطن ، ولم يقتصر الأمر على هذا ، بل عمل على إنشاء عدة كانتونات أو ما يطلق عليها آنذاك بالمحميات الشرقية ، والغربية ، بقدر ما قام بالتعاطي مع ذلك المفهوم الإستعماري الخبيث ، والذي يطلق عليه بعملية فرق تسد بين أبناء المناطق الجنوبية حينذاك ، لكي يسهل له من السيطرة ووضع قبضته عليهم ، ولكن تلك الأساليب لم تنطلي على شعبنا بل كان له أن يشمر عن ساعده ، ويخوض غمار حرب ضروس مع قوة الإستعمار البريطاني وجحافله ، وزبانيته ، وأعوانه ، من سلاطين ، وأمراء ومستوزرين ، ليكلل بذلك إنتصاره العظيم ، بعد أربع سنوات ، من النضال والكفاح الكبيرين ، والذي كان لذلك الحدث صداه الكبير وسط الجماهير اليمنية ، التي لعبت دوراً متميزاً ، في مساندة ودعم أولئك المناضلين ، الذين حملوا حياتهم على أكفهم ، كي ينتصروا لشعبهم ويحققوا له أهدافه النبيلة في الحرية والإستقلال الوطنيين وهو ما توج آنئذ بالإستقلال الوطني ، في ال ٣٠ من نوفمبر ٦٧ م ذلك اليوم المجيد الذي هللت لأجله الجماهير اليمنية ، في كل مناطق اليمن ، بإعتباره مثل الإنطلاقة الثورية التحررية ، والصرخة القوية في وجه قوى الإستعمار بالمنطقة العربية ، التي كانت ترزح يومئذ العديد من بلدانه ، تحت الإستعمار الأجنبي ، ومن ذلك جنوب اليمن المحتل .
لقد كان للإستقلال الوطني أثره البالغ والكبير ، في شحذ همم الجماهير اليمنية ، في حماية ذلك المنجز التاريخي ، والذي كان له صداه ُ المجلجل والهادر ، على مستوى المنطقة العربية ، حيث مثل حينئذ رداً قوياً على نكسة حزيران ٦٧ م
كما شكل أيضاً إنعطافة جديدة في مسار التحول الوطني ، على مستوى اليمن ، وكذا المنطقة بشكل عام .
وعلى هذا ، أود القول : بأن هذه الذكرى ، لم تعد كما كان عليه الحال سابقاً ، بل لقد تغيرت الأحوال والأمور ، إلى حد لا يطاق ، حيث أضحت ذكريات كهذه عبارة عن مناسبة سنوية وليس هنالك من جديد ، وأنتهى الأمر ، إنما هل نتعظ ونأخذ العبر من هذه الذكرى وما قدمه أولئك المناضلون من أجل الإستقلال الوطني في ال ٣٠ من نوفمبر ٦٧م
بقيادة الجبهة القومية آنذاك ، الحزب الإشتراكي اليمني حالياً ، مع بقية فصائل العمل الوطني في الجنوب في الوقت الذي نعيش في ظل أوضاع قاسية ومزرية ، جراء تلك الحرب العبثية القذرة ، التي قدر علينا أن نتجرع أوجاعها ، كمواطنين مساكين غلابى لا حول لنا ولا قوة بينما هناك من يعيش على أشلاء الآخرين .