عن مونديال قطر  2022م
الإثنين 19 ديسمبر ,2022 الساعة: 08:13 مساءً

انتهى كأس العالم. استلمت الأرجنتين الكأس وانتهت معه هتافات الجماهير بين فرح وحزن وضحك وبكاء  لكن بروح رياضية وبدون (حكولة). 

وبقت نقطة نجاح باهرة سجلتها قطر في استضافة وتنظيم المونديال لتثبت ان المبادرة في تبني المشاريع الكبيرة وانجاحها هو أصل الإبداع والارادة المقتدرة. 

نجحت قطر فعلا في إحضار العالم للمنطقة العربية بسلاسة وادارة لقوة ناعم  وهذا محسوب للعرب عموما. 

اخذ العالم في هذه الوقت الملتهب فترة استراحة من الهموم والحروب والاحقاد والاحزان والمأسي وتوجهوا جميعا إلى الدوحة العربية بدون تكشير انياب ولا اظافر ولامخالب وبروح رياضية هي اخر ماتبقى للانسانية من قواعد جامعة وصدق بشري. 

تربع فريق المغرب العربي إلى الصدارة الذهبية لأول مرة بجهوده وجدارته ليعطي دلالة بامكانية العرب أن يتصدروا الإنسانية في الفنون المختلفة لو أرادوا وخططوا بعيدا  عن الثارات وثقافة ( أنف الناقة وذنبها). 

وفي بداية البطولة انتصر الفريق السعودي على أعرق فريق كروي هو( الارجنتين) الذي اخذ الكأس بالنهاية ليعطي اشارة واضحة ان لاشيء مستحيل وأن العرب ممكن ان يخرجوا من المربع المتعثر  إلى صدارة العالم  ايضا لكن بإدارة وجهد ومثابرة إبداعية وتصحيح تاريخي للمسار و(الطبع الخيبة). 

ظهرت الشعوب العربية ممتنة، فرحة بفوز السعودية على الارجنتين وتقدم المغرب، وفخورة بنجاح مونديال قطر 2022م في بلاد عربية تلاشت فيها الفرحة منذ وقت بعيد. 

أظهر المونديال ان العقل والعاطفة العربية متعطشة لأي فعل عربي كبير  ولأي مواقف موحدة وتريد العودة إلى روح الأسرة الواحدة السعيدة  المتصدرة لحركة الإنسانية الخلاقة. 

لم تنجح قطر في الترتيب الفني والإداري فحسب  بل نجحت على المستوى الرسالة الثقافية والقيمية والهوية العربية والإسلامية. وهذا استثمار رائع يحول البذخ  المادي إلى رسائل روحية وثقافية وانسانية. 

ويحسب لقطر انها أوقفت عجلت الانحدار الأخلاقي(المثليين) وحاصرته ووجهت الاضواء على البشاعة الإنسانية  في وقت أرادت بعض القوى العالمية تسويق السقوط كقيمة انسانية تفرض على الشعوب وارادوا ان يكون المونديال الكروي في أرض العرب مناسبة نشر واعلان وتطبيع لفعل شائن  يرفضه الذوق والفطرة السليمة عند البشرية كافة. 

كانت المباراة الختامية بين الأرجنتين وفرنسا  هي الملخص الجامع  لحكاية غريبة اسمها لعبة كرة القدم بقواعدها واثارتها وسحرها ولغزها المحير. 

في البداية، سجل الأرجنتين بسهولة نصرا مريحا على فرنسا، هدفين مقابل لاشيء ، وظهر الفريق الفرنسي مشلولا دون حول ولاقوة. 
في اللحظات الأخيرة من الشوط الثاني تغيرت المعادلة تماما لصالح فرنسا حيث فرضت التعادل وبدأ فريق الأرجنتين يختنق تماما. 

لعب الفريقين شوطين اضافيين في قمة المتعة والإبهار لينتهي الأمر إلى ضربات الترجيح لتفوز الأرجنتين بضربات الحظ وهو فوز مستحق ولو فازت بضربات الحظ  فرنسا لكانت مستحقة ايضا بما قدمته من قتال كروي وعزيمة على انتزع الكأس بعد يأس حول اللقاء إلى لقاء تاريخي فريد  وهذه هي قواعد كرة القدم. 



Create Account



Log In Your Account