الأربعاء 18 يناير ,2023 الساعة: 06:41 مساءً
كنا نأمل بأن يكون هنالك دوراً لمؤسسات الدولة ، التنفيذية ، والتشريعية ، والقضائية، وبقية المؤسسات، سيما وإن البلاد تمر بمرحلة عصيبة ومعقدة للغاية ، لا يمكن الخروج منها إطلاقاً ، إلا في حال ما أستشعر الناس دورهم ، وعملوا بإخلاص من أجل هذا الوطن ، الذى أضحى يتهاوى بين أنياب أولئك الوحوش ، الذين ليس لديهم لا دين ولا ملة ، إلا إشباع رغباتهم الأنانية القذرة ، بينما المواطن يعيش في حالة من البؤس والفقر الشديدين .
و كان يتوجب على المؤسسات القائمة في البلد ، أن يكون لها دورها المتميز والفاعل ، في إرساء وتثبيت دعائم الدولة ، وأجهزتها المختلفة على مستوى الوطن ، حتى يسود الأمن والإستقرار ، في كل ربوع ومناطق الجمهورية .
نحتاج ذلك بشدة على مستوى تلك المحافظات ، التي تبسط الدولة نفوذها عليها ، لأجل أن يعيش الناس بأمن وأمان ، ودون أن يطرأ على حياتهم أية منغصات ، وبالذات ما يعيشه الوطن في الوقت الراهن ، من أوضاع متردية ومأساوية، نتيجة لتلك السياسات الهوشلية وغير السوية ، والمغايرة لحقائق الأوضاع على مستوى الواقع .
وكان ينبغي أن تكون هنالك رؤى ثاقبة ومستنيرة، بغرض معالجة وضع الحلول الناجعة ، من ما يعانيه المواطنين ، من أحوال غاية في الصعوبة ، لا يمكن التنبؤ بمآلاتها إلى أين ستنتهي الأمور ، خاصة مثل أوضاع كهذه ، التي نعيشها في الوقت الحاضر ، ما دام هناك من لا تروق لهم أنفسهم ، بإصلاح أحوال هذا البلد ، وتخرج مما تعانيه من مآسي وآلام غائرة في جسمها المكدود ، والتي لا تزال شاهدة عليها كل ذرة رمل أو تراب فيها .
هناك من يعمل على بقاء أوضاع كهذه ، مضطربة وغير مستقرة ، لكي يبقى هو ونفر من الأشخاص على سدة الحكم ، وليذهب الآخرون إلى الجحيم ، وهذا ما هو حاصل اليوم ، حيث لا أحد يسأل عن هذا الوطن ؟
وكيف هي أحوال المواطنون وما الذي يحدث فيه،
من إستقطاع لجزره ، ومياهه ، وأراضيه ، ومنافذه البرية ، والبحرية ، وحقوله النفطية ، والغازية ، وإلخ ...
أما الجهات أو المؤسسات المختصة بالدولة ، فلا يهمها من ذلك شيئاً ، سوى إنها تبصم وتوقع لأولئك ( ) الذين لا يريدون أن تستقر الأوضاع داخل اليمن ، لإن هذا يخيفهم ويقلقهم ، ولذلك فهم يعملون بشتى السبل والإمكانات على زعزعته ، وتمزيق أوصاله ، حتى لا يعود ثانية إلى الحياة ، لماذا ..؟
لإن اليمن ، بلد ذات عمق تاريخي وحضاري كبيرين ، بينما أولئك ليس لهم ذكر في التاريخ ، ولم يكن لهم أي وجود في هذه البقعة ، وهذا هو الإشكال ..!
إنهم يسعون إلى جعل اليمن عبارة عن بلد تعبث بها العصابات والمليشيات المسلحة، ويستحوذ على ثرواته سواءً النفطية ، الغازية ، المعدنية ، ومن ذلك الذهب ، اليورانيوم، الرخام ، فضلاً عن موارده الأخرى ، بما فيها الثروة السمكية ، وكذا الزراعية وغيرها .
وفي الجانب الآخر يغط، من يفترض أنهم مسؤولو الدولة كلهم بما فيهم مسؤولي السلطات والمؤسسات ، التنفيذية ، والتشريعية ، والقضائية ، وغيرها ، في نوم عميق ولا يحركون ساكناً.
المتآمرون على البلاد يعملون على تمزيق هذا الوطن ، وإستفحال الأوضاع فيه إلى ما لا نهاية ، كي تبقى الأمور على ما هي عليه دون أي معالجة لها ، ليتم الإنقضاض والسيطرة عليه آنئذ ، من قبل أولئك الأوباش ، ومصاصو دماء الشعوب ، فيما مسؤولينا لا يهمهم من الأمر شيئاً سوى جمع المال ، والإستثمار خارج البلاد و الوطن يمزق ، وينهب ، ويسرق ، ويعبث بثرواته ، ويتضوؤ المواطن جوعاً ، ويفترش الحصير ، وينام على الرصيف ، ويصحو على أنين المساكين ، والثكالى والأيتام ، ويسمع بين الحين والآخر ، عن جزيرة أخذت ، وأرض أستقطعت ، وحقل تم بيعه ، وآخر وقع عليه ، وقاعدة عسكرية أنشئت هنا ، وأخرى أنشئت هناك .
ألا لا نامت أعين الجبناء .