ذاكرة الناس وشجونهم
الإثنين 06 مارس ,2023 الساعة: 10:19 مساءً

الشعبانية عندنا هي  ليلة 15من شعبان، ليلة فرح واحتفاء شعبي بأبعادها الروحية وطقوسها الشعبية، يوم لمة الأسرة في عشاء واحد وبهجة واحدة، وكان البعض يعدها عيدا من الأعياد؛ يسافر فيها الغائبون ،هكذا وجدوها كمحطة شعبية ينتظر قدومها كضيف عزيز  منتظر بعد غياب.
هي عادة جرت وانتهت  وبقي لها حنين وشجون،  بعبق الأمسيات الجميلة وذكريات الوجوه العزيزة الغاربة الأعمار وبدهشة الطفولة وبهجة لعبة  المساء الليلية:
يامساء يامساء الخير يامساء
يامساء وأسعد الله  المساء
يا مساء، ليلة الشعبانية
يامساء، من يعودوا ثانية
يامساء، جئت امسيء عندكم
يامساء، يامساء الخير يامساء

فيها يتجمع شباب وأطفال القرية يلفوا جماعات، جماعاتعلى البيوت، و القرى بهذه الأهزوجة يستقبلهم الناس بفتح بيوتهم حتى آخر الليل والاستماع اليهم بالترحاب والعطايا من حبوب الذرة بالغالب.

ليلة لها ألعاب وأهازيج وطقوس شعبية كانت تمثل إحدى محطات لمة الأسرة وبهجة القرية،
نجدها اليوم وقد انقرضت والإنقراض سيد الأزمان وسنة الايام.
  ولكل زمان شمس وريح وعادات وأفراح وناس وأشواق ، وأيام وليالي  تمضي على رؤوس الصغير والكبير فيتنهي جيل  في  مطحنة الايام، ليأتي آخر  يأخذ دوره في الدوران والدخول في مطحنة الزمن جيلا بعدجيل وأمة إثر أمة  حتى الدورة الأخيرة، التي ينفخ فيها  في الصور، إيذانا  بالدورة الكبرى والزلزلة العظمى  التي تطحن فيها الأحياء والكواكب والمجرات كحبات السمسم أو   كالعهن المنفوش،
ساعتها إياك ان  تتوقف عن الكلمة الطيبة و زراعة المعروف وفعل الخير فهو روحك الباقية
وتلك هي الملاجئ الآمنة ياصاحبي،  لا تدعها في كل أحوالك، ما دمت على قيد الحياة، إغرس السنابل على كل حال فالخير والمعروف بذرة البقاء السعيد وهو مقصود لذاته وحصنا آمنا لمصارع السوء وفوهات المخاوف.
ووجه الله دائم حي لايموت، ولله في خلقه شؤون.

احمد عثمان

 


Create Account



Log In Your Account