السبت 27 يوليو ,2024 الساعة: 07:17 مساءً
ارتكب جيش الاحتلال اليوم السبت مجزرة جديدة باستهداف مدرستين تؤويان نازحين غرب دير البلح وسط قطاع غزة. كما كثف غاراته وقصفه على أنحاء القطاع وقلص للمرة الثانية خلال أسبوع المنطقة التي زعم أنها "إنسانية" في خان يونس.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 30 شخصا، بينهم أطفال ونساء، استشهدوا وأصيب 100 آخرون -بينهم حالات خطيرة- في استهداف مدرستي خديجة وأحمد الكرد اللتين تؤويان نازحين، فضلا عن مستشفى ميداني غربي دير البلح.
وقصفت قوات الاحتلال مدرسة أحمد الكرد المجاورة لمدرسة خديجة في دير البلح، قائلا إن الغارات الإسرائيلية تجددت غربي مدينة دير البلح، وفقا لمراسل الجزيرة.
وقال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى خليل الدقران للجزيرة إن أغلب المصابين الذين وصلوا إلى المستشفى بعد استهداف مستشفى ميداني داخل مدرسة خديجة في دير البلح من الأطفال.
وأضاف الدقران أن معظم المصابين يعانون من حروق شديدة في أجسادهم تدل على استخدام الاحتلال صواريخ وقذائف محرمة دوليا، مشيرا إلى أن عددا من الجرحى فارقوا الحياة في ظل اكتظاظ المستشفى وافتقاره إلى الأدوية والمستلزمات الطبية.
مناشدات
بدورها، ناشدت وزارة الصحة في غزة المؤسسات الدولية والجهات المعنية ضرورة التدخل السريع لحماية ما تبقى من مؤسسات صحية.
وأعلنت الوزارة في بيان خروج عدد من مراكز الرعاية الأولية الصحية من الخدمة، بالإضافة إلى نقاط طبية ميدانية عدة.
وذكرت أنه لم يعد بالإمكان تشغيل المستشفى الأوروبي رغم الحاجة الماسة لذلك.
وأوضحت أن زيادة أعداد النازحين دون ماء وفي أماكن جريان مياه الصرف الصحي تجعل الأوضاع مواتية لانتشار فيروس شلل الأطفال وغيره من الأمراض بين جموع النازحين.
في المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو استهدف مجمع قيادة وسيطرة تابعا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تم إخفاؤه داخل مجمع مدرسة خديجة في وسط قطاع غزة.
وأضاف أنه تم القضاء على عدد ممن سماهم "مخربي حماس" اختبؤوا وعملوا من داخل المجمع، على حد قوله.
وأضاف أن ما سماها "منطقة المجمع الإرهابي" استُخدمت مخبأ لعناصر حماس، كما أن الحركة طورت وخزنت وسائل قتالية في المجمع.
وأفادت مصادر طبية للجزيرة بأن 46 فلسطينيا استشهدوا إثر تواصل القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة وسط وجنوبي قطاع غزة منذ صباح اليوم.
وقال مراسل الجزيرة إن شخصين استشهدا -أحدهما طفل- إثر قصف إسرائيلي استهدف دراجة نارية في بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس جنوبي القطاع.
وأفاد المراسل أيضا بانتشال جثامين 5 شهداء إثر قصف استهدف أمس الجمعة منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
كما أفاد مراسل الجزيرة بأن طواقم الإسعاف انتشلت جثامين 5 شهداء إثر غارة استهدفت منزلا لعائلة المصري في منطقة مصبّح شمال مدينة رفح، كما أصيب عدد آخر في الهجوم.
وقالت مصادر طبية إن جثامين 14 شهيدا وصلت إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس منذ صباح اليوم السبت.
وأفاد المراسل باستشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة عبسان شرقي مدينة خان يونس.
كما استشهد شخص واحد وأصيب آخرون إثر قصف بمسيّرة على مقبرة وسط خان يونس.
وقال مراسل الجزيرة إن جثامين 5 شهداء وصلت إلى مجمع ناصر الطبي انتشلوا من بلدة القرارة شمالي خان يونس.
تشييع جثامين
وأصيب عدد من الشبان برصاص قناص على دوار بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس، كما شهدت مناطق متفرقة وسط وجنوب وشرقي خان يونس غارات جوية وقصفا مدفعيا استهدف منازل ومنشآت تجارية، مما أدى إلى تدميرها.
وفي السياق ذاته، قال مراسل الجزيرة إن طفلا توفي في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح نتيجة الجفاف وسوء التغذية.
كما أفاد المراسل باستشهاد 5 أشخاص -بينهم 3 أطفال- إثر قصف استهدف منزلا في بلدة الزوايدة وسط غزة.
وقد شيع أهالي البلدة جثامين من استشهدوا في استهداف الجيش الإسرائيلي، وتم نقل جثامين الشهداء من مستشفى شهداء الأقصى، حيث أدى المشيعون صلاة الجنازة عليهم.
أوامر إخلاء
من جهته، أكد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي مواصلة الجيش الضغط العسكري من أجل استعادة المحتجزين في غزة.
وقال هاليفي في ختام جولة لتقييم الوضع بمنطقة خان يونس إن الجيش الإسرائيلي يصر على العمل حتى تفكيك آخر كتيبة لحركة حماس.
وقال بيان للجيش الإسرائيلي اليوم السبت إنه طلب من الفلسطينيين إخلاء الأحياء الجنوبية في منطقة خان يونس مؤقتا حتى يتمكن من "العمل بقوة" هناك، وطلب منهم الانتقال إلى منطقة إنسانية في المواصي.
وقال جيش الاحتلال أمس الجمعة إن قواته خاضت معارك مع مقاتلين فلسطينيين في مدينة خان يونس ودمرت أنفاقا وبنى تحتية أخرى، في مسعى لقمع وحدات مسلحة صغيرة تواصل قصف القوات بقذائف الهاون.
وفي بيان له زعم المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي أنه "في ضوء عمليات إطلاق قذائف صاروخية من أحياء بالجزء الغربي للمنطقة الإنسانية في خان يونس أصبح البقاء في تلك المنطقة خطيرا".
والاثنين الماضي، قلص الجيش الإسرائيلي المنطقة التي زعم أنها إنسانية بإصدار أوامر إخلاء تطالب سكان الأحياء الشرقية لخان يونس بالإخلاء الفوري سبقها بهجوم جوي ومدفعي وتوغل بري مفاجئ، مما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين.
لا إنسانية
وخلال الأشهر الماضية، طالب الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين بمغادرة أماكن إقامتهم والتوجه إلى هذه الأحياء جنوبي القطاع بزعم أنها إنسانية وآمنة.
وفجر اليوم السبت، أطلقت آليات إسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة صوب خيام النازحين في المناطق الجنوبية من مدينة خان يونس.
وتفتقر المنطقة التي يزعم جيش الاحتلال أنها إنسانية ويجبر الفلسطينيين على التوجه إليها لأدنى مقومات الحياة الإنسانية، فضلا عن اكتظاظها بالنازحين.
ومع صدور أوامر الإخلاء، شهدت مناطق غرب وجنوب خان يونس حركة نزوح كبيرة من قبل المواطنين إلى المناطق الغربية لوسط قطاع غزة.
وفي يوليو/تموز الجاري ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرتين في أحياء مدينة خان يونس التي زعم أنها آمنة.
ووفق آخر إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي، فإن عدد النازحين في قطاع غزة بلغ نحو مليوني فلسطيني، بينهم 1.7 مليون يعيشون في منطقة المواصي غرب جنوب القطاع بظروف معيشية مروعة، وفق بيان سابق لمنظمة المساعدة الإنسانية الدولية (أوكسفام).
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أميركي خلفت أكثر من 129 ألفا بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المتردي في غزة.
المصدر : الجزيرة + وكالات