الجمعة 23 أُغسطس ,2024 الساعة: 05:20 مساءً
دائماً ما يتكرر الحديث ، حول أولئك الطلبة ، الذين يتم إبتعاثهم للدراسة خارج الوطن، كون ذلك الإبتعاث ، يتم وفق خطط ممنهجة ومدروسة كما يفترض من قبل الجهات المختصة في هذا الشأن ، ومنها وزارة التعليم العالي.
ودائما ما يتم هذا وفق بروتوكول فني ، وثقافي ، بين اليمن وتلك الدول الأخرى بهدف تأهيل أولئك الطلاب ، كل في مجاله وتخصصه لكي يسهموا بعد إستكمال دراستهم في تلك البلدان في نهضة وتنمية وطنهم ، خاصة وإن الدولة في حالة كهذه ، هي في الأساس تتكفل بتسديد الرسوم الدراسية وغيرها، لتلك البلدان ، ويأتي ذلك وفق التنسيق القائم بين البلدين.
ولكن للأسف، الذي يحدث بأن هنالك عدداً من أولئك الطلبة لا يعودون إلى داخل الوطن ، بقدر ما يذهب عددٌ منهم إلى بلدان أخرى وهذا لم يكن حديث اللحظة ، وإنما هو قائم أو موجود منذ فترات سابقة وكان محدوداً ، وليس بذاك العدد الذي هو حاصل اليوم ، حيث يلحظ وبشكل جلي للجميع ، أكان منها جهات رسمية حكومية أم غيرها بأن هنالك نسبة كبيرة من أولئك الطلاب المبتعثين إلى الخارج ، لا يعودون بعد إستكمال دراساتهم إلى وطنهم ، وبعضهم يعودون مباشرة للتعاقد في دول الخليج ، أو يذهبون إلى بلدان أخرى .
بالوقت الذي هنالك أيضاً بعض الطلبة ، هم في الأساس موظفون مع الدولة ، ويستلمون مرتبات من الجانبين ، بينما هنالك من لا يحصل على وظيفة داخل الوطن ، والسبب في ذلك، هو عدم المتابعة وغياب الرقابة من قبل أولئك العاملين في السفارات اليمنية بالخارج ، في حين أمر كهذا يقع على عاتق تلك الملحقيات الثقافية، بإعتبارها هي المسؤولة عن هذا الجانب، إن لم تكن السفارة هي المسؤولة عن هذا الأمر، ممثلاً بسفيرها ، وطاقمها بشكل عام.
ولكن ما يؤسف له حقاً، بأنه لا توجد هنالك أية متابعة ، في هذا الصدد وبالذات ما يخص أولئك الطلبة الدارسون ، في تلك البلدان الأجنبية ولذلك تظل الأمور هكذا، وبهذه الطريقة الهوشلية ، تسير إلى ما لا نهاية ، فيما لا أحد يسأل عن هؤلاء الدارسون خارج الوطن ، سواءً أثناء دراساتهم في تلك البلدان ، أو حال تخرجهم منها ،
لماذا ..؟
لأن كل من يعمل في هذه السفارة أو تلك ، هو مشغول بنفسه ، وليس له علاقة بأمر كهذا، وهكذا تسير الأمور ، على هذا النحو الملخبط والغير منظم، في سفارات بلادنا بالخارج .
بينما ندرك ، بأن هنالك مواداً ، في الدستور تشير أو تتضمن فيها ، إنه في حال إبتعاث الطلاب إلى الخارج ، ومن ثم عند إستكمال الطالب لدراسته ، في البلد المبتعث إليها فعليه أن يعود مباشرة إلى وطنه ، وإلا فعلى الجهات المختصة القيام بإتخاذ الإجراءات اللازمة في حق ذلك الطالب، وكذا تغريمه بحسب عدد السنوات التي مضى فيها للدراسة في ذاك البلد ، وغيره .
و هنالك إجراءات عديدة في هذا الشأن ، من ضمنها مصادرة الشهادة ، والحبس وغيره ، في حين ندرك ، بأن الطالب في دول العالم الآخر سواءً المتقدم منها ، أم النامي ، الثالث ، حال ما ينهي الطالب دراسته يعود على الفور إلى بلده، كي يقوم بخدمته ويؤدي ما عليه ، من واجب تجاه وطنه ، دون هروب ، أو الذهاب إلى بلدان أخرى ، وهذا ما لا يحدث إلا في اليمن .