الأحد 29 سبتمبر ,2024 الساعة: 04:48 مساءً
مازلنا نعيش أجواء الذكرى ال ٦٢ لثورة سبتمبر المجيدة ، تهل علينا من جديد ، بعد مضي تسع سنوات عجاف من الحرب الدائرة في اليمن ، ودون أن يكون هنالك أي إنفراج ، أو بصيص من الأمل ، الذي يمكن أن يعيد الأمور إلى طبيعته.
ما نلحظه بأن الأوضاع تزداد سوءاً عن ما كانت عليه ، هذه الثورة التي غيرت مجرى تاريخ اليمن ، خلال تلك العقود أو السنوات التي مضت ، أو عاشها الشعب اليمني ، أبان تلك الحقبة الماضية ، من الحكم الإمامي الكهنوتي ، الذي أحكم سيطرته عليه وأستغل ثرواته ومقدراته لصالحه .
لقد هيمن الحكم الإمامي ردحاً من الزمن جاثماً على صدره ، وفارضاً عليه قيوداً وأسواراً من حديد ، كي يظل على حاله المتردي ، دون أن يخرج عن نطاقه ، وهكذا ظلت الأوضاع في الشطر الشمالي ، من اليمن إلى أن أنبلجت ثورته الخالدة ، بقيادة أولئك الضباط الأحرار ، الذين حملوا أرواحهم ، على أكفهم من أجل أن تنتصر الثورة ، ويرفرف علم الجمهورية ، في كل سهل وجبل وواد ، وفعلاً كان لقيام هذه الثورة ، بريقها وعنفوانها المتجذر ، في روح أولئك الشباب ، والرجال ، من كل الفئات الإجتماعية ، الذين وهبوا أرواحهم دفاعاً عن الثورة والجمهورية ، والذين بإرادتهم القوية أستطاعوا أن يحققوا آمال الجماهير اليمنية ، شمالاً وجنوباً.
المعلوم أنه كان لهذه الجماهير المشاركة الكبيرة ، والدور الحاسم ، في نصرة الثورة السبتمبرية الأبية آنذاك .. ومن بعدها الثورة الأكتوبرية ، التي أنطلقت من جبال ردفان الشماء عام ١٩٦٣ م وتحقيق الإستقلال الوطني في ال ٣٠ من نوفمبر عام ١٩٦٧م وخروج آخر جندي بريطاني من عدن .
وعودة إلى بدء ، أقول: إذا كنا اليوم نحتفي بذكرى سبتمبر الثورة والجمهورية ، فعلينا أن نقف وقفة إجلال وإحترام ، لأولئك الشهداء وما قدموه من تضحيات جسام في سبيل إنتصار إرادة شعبنا اليمني ، وإنعتاقه من تلك الأوضاع المتردية ، والمأساوية ، التي كان يعيشها حينذاك .
وبالتالي إذا كنا ، في هذه المناسبة ، نحيي هذه الذكرى العظيمة ، فلنا أن نحتفي بما أنجزته وحققته ، على صعيد الواقع ، في كافة المجالات وبما يلبي ويحقق طموحات المواطن اليمني ، المغلوب على أمره ، في كل منطقة ، وريف ، ومدينة ، لا أن نحتفي بشعارات براقة ، لا تسمن ولا تغني من جوع ، لإن الأوضاع في اليمن ، حقاً وصلت إلى حد لا يطاق ، بدليل أن مرتبات الموظفين وصلت مؤخراً ، ما بين 30 دولاراً و 20 دولاراً ، فماذا يعني هذا ..؟
أقول : بأن أحوال الناس ، ومنهم الموظفون ، سيئة وكارثية ، وأمر كهذا هو ما ينبغي من السلطة الشرعية إعادة النظر ، في مرتبات الموظفين ، داخل الوطن ، ومن ذلك أولئك الغلابى ، والذين أضحوا غير قادرين ، على مجاراة الأسعار ومتطلبات الحياة اليومية .
فهل ننتظر من الأخ/ رئيس المجلس الرئاسي .. الدكتور / رشاد العليمي والدكتور / أحمد عوض بن مبارك ، رئيس الوزراء ، الوقوف أمام موضوع كهذا ، والعمل على سرعة معالجة أوضاع الموظفين ، في محافظة تعز ، وفي مقدمتهم موظفو صحيفة الجمهورية ، الذين أكتووا بنار هذه الحرب واثرت عليهم تأثيراً كبيراً ، ولذلك نحن نأمل مِمن يديرون دفة أمور هذا البلد ، من مساواة الموظفين ، من حيث رواتبهم ، لإن هنالك عدد كبير من المسؤولين يستلمون بالعملة الصعبة وبصورة خيالية.
وفي الأخير ، ماذا أقول عنك يا سبتمبر ..؟
لا جديد ، سوى الأحزان ، ولآلام ، والجوع ، والفقر ، والمرض .