الأحد 24 نوفمبر ,2024 الساعة: 10:10 صباحاً
نظرة لواقع الأمور خارج الوطن، تجد هنالك العجب، وبالذات حال ما أراد المرء، أن يجلس في هذا المقهى أو ذاك، أو أن يذهب لتلبية دعوة ما، لتناول الغداء أو الجلوس، أو الإستماع لأمر مهم.
في هذه المناسبات ستجد بأن هنالك العديد من الناس، ومن مناطق مختلفة في اليمن، أو ما يسمى في المصطلح بالفسيفساء، أي من كل الأطياف والمشارب، والتوجهات والأفكار.
وباعتقادي بأن مسألة كهذه، تمثل حالة جيدة، سيما حال ما يكون هنالك أفراداً، من مكونات سياسية عديدة، حيث تؤمل من أولئك الأشخاص، أو الحاضرون، بأن أحداً منهم سوف يبادر، أو يفتح موضوعاً، أو نقاشاً حول ما يجري، أو يعانيه الوطن، خصوصاً وأن اليمن تعيش أوضاعاً سيئة وكارثية، أو أقل ما يمكن التطرق إلى القضايا التي تشهدها المنطقة العربية، في الوقت الحاضر.
وبالذات ما يجري حالياً، من حرب عدوانية إجرامية، في كل من قطاع غزة، ولبنان، من قبل العدو الإسرائيلي الغاشم، هذه الحرب التي لم تعد خافية على أحد، بل أضحت باينة للعيان، بأن حلف الناتو، بكامل أعضائه هو من يدعم الكيان الصهيوني، بكل الإمكانيات اللوجستية، والحربية، والمادية، وغيرها، وهذا فعلاً ما يرى ويلمس، وبصورة مستمرة، من عدوان سافر وهمجي، على غزة، والضفة الغربية، فضلاً عن لبنان، وسوريا، واليمن.
وبالتالي، حال ما يلفت نظرك، أو تتطلع لأوجه أولئك البشر، سرعان ما تدرك، بأن الأمور ستأخذ منحى آخر، وهو فعلاً ما يحدث بعد برهة من الوقت، حيث تلحظ بأن الحاضرون في ذلك المكان، يتحول حديثهم إلى أمور أخرى عادية، أو يتحدثون عن أنفسهم، ولا يمت إلى الواقع بصلة، بينما كان يفترض أن تكون مثل هذه اللقاءات، التي نادراً ما يجتمع فيها الناس، سواءً بمناسبة أو غيره، أن تكون مليئة بالحيوية، والكلام الجاد والمسؤول، سيما وأن الوطن يعيش أوضاعاً متردية للغاية، وحالة من التشظي الغير طبيعي، في الوقت الراهن، نتيجة لما يحاك ضده، من مؤامرات عديدة، أكان على مستوى الداخل أم الخارج.
وبالتالي نجد أن مثل هذه الأمور وما يترتب عليها إنعكاسات سلبية، في حين كان ينبغي ممن يعنيهم أو يهمهم أمر هذا الوطن، أن يكونوا عند مستوى المسؤولية الوطنية والتاريخية، مما يجري في بلدهم، وبنفس الوقت أن يتعاطوا، مع تلك الأوضاع السيئة، بطريقة جادة وفعالة، سيما وهي تهم الجميع، ولكن للأسف بأن أموراً كهذه لا توضع بالأولوية، أو تعطى لها الأهمية، من قبل أولئك البشر، سواءً أكانوا مسؤولين بالدولة، أو غيرهم، أي أستطيع القول: بأن كل واحد منهم يغني على ليلاه، ولا أحد يسأل عن الآخر، بقدر ما ترى هناك مجموعات مع بعضها البعض، أكان ذلك في مقهى، أو مطعم، أو بيت، وهكذا وياليت واحداً منهم، يتحدث عن الوطن، وما يعانيه أولئك الناس، أو المواطنيين بداخله، من أوضاع قاسية ومؤلمة، وإلى حد لا يطاق، وقلما يوجد مثلها في أي بلد في العالم، فيما هنالك من يعيش في حالة بذخ مُتَرّع لا نظير لها خارج الوطن، وكذا الحال نفسه داخل الوطن.
إذاً، ما أود قوله في الأخير: نحن حقاً بحاجة مأسة، إلى ثورة إصلاح جديدة، إن لم تكن ثورتان، أو ثلاث ثورات، حتى تنتهي فيه كل الممارسات السيئة، والسلوكيات الخاطئة، التي أكتنفت المسار، أو الطريق لأحداث ١١ فبراير ٢٠١١ م حتى اللحظة، ودون ذلك ستستمر الأوضاع كما هي، وسوف تزداد أكثر سوءاً، لأن المخرج يريد هكذا، ما دام هناك نسبة كبيرة، من الموظفين يستلمون رواتبهم بالدولار، معظمهم خارج الوطن، والبعض الآخر داخل الوطن.
بينما الموظفون الآخرون، المساكين والغلابى، في ذاك البلد الجريح، يموتون كمداً جراء للإرتفاع الجنوني المخيف لسعر الدولار.. والعملات الأجنبية الأخرى، وهو ما عكس نفسه، على أسعار مختلف المواد برمتها، فضلاً عن إرتفاع إيجارات السكن، وكذا وسائل النقل المواصلات، ناهيك عن الرسوم الدراسية للمدارس، والجامعات، بالإضافة إلى المياه، والكهرباء، فيما الراتب لا يساوي شيئاً، حيث وصل مؤخراً من (٥٠ دولاراً إلى ٣٠ دولاراً ) وأقل من ذلك ، فأين العدالة والمساواة يا من تديرون مسؤولية هذا الوطن..؟
فلتذهبون إلى الجحيم أنتم ، ومن هو وصياً عليكم، من خارج الحدود، حيث والموظفون منذ شهرين وأكثر دون رواتب، في محافظة تعز.. وغيرها حتى الآن.