دول الخليج.. تتبنى إعادة إعمار لوس أنجلوس
الإثنين 20 يناير ,2025 الساعة: 04:29 مساءً

شهدت الولايات المتحدة، قبل أيام مضت أحداث حرائق كبيرة، في ولاية لوس أنجلوس الأمريكية، حيث ألتهمت تلك الحرائق مساحات واسعة، من الغابات، والذي أمتدت نيرانها بعدئذ لتلتهم العديد من المنازل والبيوت الخاصة بالمواطنين في تلك المناطق، فيما لم تستطع السلطات الفيدرالية الأمريكية، من إيقاف تلك الحرائق، إلا بعد جهد كبير، وبعد أن كانت ألسنة اللهب قد وصلت إلى كافة أرجاء منطقة لوس أنجلوس وقراها الأخرى، حيث كانت قد تسببت تلك الحرائق إلى حرق عدد من البيوت ومنازل المواطنيين الساكنيين هناك، ناهيك عن إلتهام مساحات واسعة من الغابات، التي كانت تغطي أو تسمى بالحزام الأخضر، للمنطقة بشكل عام.

ومن المعلوم.. إنه أثر هذه الأضرار، التي حلت بمنطقة لوس أنجلوس الأمريكية، كانت العديد من دول العالم، قد أعلنت عن استعدادها بتقديم الدعم اللازم للحكومة الأمريكية، أكان من حيث المشاركة في إطفاء هذه الحرائق، أو مساعدتها من الناحية المأدية، وبالذات في ما يتعلق بإعادة إعمار منطقة لوس أنجلوس، ومناطقها الأخرى.

وعلى ضوء ذلك.. فقد كانت هنالك تصريحات من عديد من الدول الأوروبية، وكذا العربية الخليجية، حيث كان الحدث الأبرز في هذا، هو ما صرحت به بعض الوكالات العربية، في دول الخليج، بأن دولها أي دول البترودولار، سوف تتبنى من إعادة إعمار منطقة لوس أنجلوس، كاملاً وبالتكلفة التي أعلنت عنها الحكومة الفيدرالية الأمريكية، والتي تقدر بنحو ٨٦ مليار دولار.

ياللعجب، والله إنه لشيء ولا في الخيال، فيما الشعوب العربية جائعة ومهانة، ومنتهكة لحقوقها الإنسانية، ولا تجد من يأخذ بيدها ويساعدها على الإستمرار أو البقاء على الحياة، وهذا ما هو حاصل فعلاً، في أكثر من منطقة عربية اليوم، بقدر أن شعوب هذه الأمة المغلوب على أمرها، تعيش حتى اللحظة تحت نيران الحروب، إبتداءً من اليمن، وسوريا، ومروراً بغزة، ولبنان، ووصولاً بليبيا، وإنتهاءً بالسودان.

إذاً، أود القول هنا، إنه كان يستوجب، من تلك الدول التي تزعم أو تتبنى مثل هذه المواقف الإنسانية، أن تبادر أولاً إلى مساعدة أهلها، أو أبناء جلدتها بدل ما تذهب بعيداً لمساعدة الآخرين، وإن كان الأمر أيصاً يتعلق بجانب إنساني، فلا يمانع أو ضير في ذلك، بل أعتقد بأن موقفاً كهذا، يمثل جانب إنساني، ولا بد أن يسود مثل هذا العمل، بين شعوب ودول العالم، ولكن المؤسف له، بأن هنالك أمة أو شعوباً تتضور جوعاً، بقدر ما تعيش في حالة  من البؤس، والفاقة، والجوع المدقع، والتشظي لأوضاعها الداخلية، ومنها اليمن، الدولة المجاورة لدول البترودولار.

وبالتالي كان الأجدى بتلك الدول الخليجية، أن تسارع إلى مساعدتها، والعمل على حل مشكلاتها الداخلية، ومن ذلك السياسية، الإقتصادية، والتي تسببت إلى تضرر نسبة كبيرة من شعوبها، والتي لم يعد لها قدرة على مجاراة تلك الإرتفاعات الجنونية، في أسعار المواد الغذائية أو الكمالية، وغيرها.

ولذلك كان ينبغي من تلك الدول، التي صرحت بإنها سوف تتبنى بإعادة إعمار لوس أنجلوس، أن تضع نصب عينها، ماذا يحدث بالمنطقة العربية، من كوارث إنسانية مروعة ، يندي لها الجبين، بدليل ما هو شاهد على ذلك، ما يحدث حتى الساعة، من قتل ممنهج ومتعمد، وتدمير لكافة البنى التحتية، في فلسطين، ولبنان، واليمن، والسودان، وسوريا.

وبالتالي أود القول، في الأخير، نحن عرب لا نحسن التعامل مع أنفسنا، بقدر ما نحسن التعامل مع الآخرين، وإن قتلونا  وشردونا، وطردونا من أرضنا، وخير دليل على ذلك، ما حدث ويحدث الآن، على مستوى المنطقة العربية، من أوضاع متردية للغاية، ويعود ذلك جراء تلك الحروب القذرة، التي تشنها دوائر الإستعمار الإمبريالي، الصهيوني، ضد شعوبنا العربية، وأنظمتها السياسية، في حين لا يزال هذا المسلسل جارياً حتى اللحظة، رغم الإتفاق الأخير الذي أبرم بوقف إطلاق النار  في غزة، والذي سيبدأ تنفيذه إبتداءً من يوم غدٍ الأحد ٢٠٢٥/١/١٩ م، إلا أن العدو الإسرائيلي المجرم، لم يلتزم بذلك الإتفاق ولا يزال يمارس أعماله الإجرامية، أمام الوسطاء والعالم أجمع، وغير آبه أو مكترث بما يقوم به من خروقات عديدة، وهذا ما هو ماثل للعيان، في لبنان، وسوريا، وفلسطين حالياً.


Create Account



Log In Your Account