الإثنين 27 يناير ,2025 الساعة: 09:20 مساءً
انها أرض خصبة بالإنسان والزيتون والصمود.
مئات الآلاف يتزاحمون بكل شوق سيول هادرة وامواج متلاطمة بكل إرادة للعودة إلى شمال القطاع وكأنهم ذاهبون إلى عرس وليس إلى بيوت مهدمة وركام تحته احبابهم
بينما يتسائل قادة إسرائيل أين ذهب النصر المطلق أمام هذا المشهد
لقد فشلو في الانتصار على الروح والإرادة الفلسطينية
يقول الوزير الصهيوني (ابن غفير) هذه المشاهد لاعلاقة لها بالنصر المطلق بل هي استسلام تام،
يقول أحد العائدين عائدون ولن ننزح لقد أخطأنا عندما خرجنا ولن نخرج من غزة
إحدى السيدات تقول باريحية عجيبة لاتخلو من حزن مخبأ تحت نشوة النصر فقدت زوجي وابنائي وابي وأنا اعود لوحدي لكننا سعداء بالعودة.
وعجوز غزاوية تصرخ ( ياجبل مايهزك ريح) والبيوت نبنيها والشهداء الله يرحمهم.
أي قوة في الأرض يمكنها هزيمة هؤلاء أو
تهجيرهم يالتعاسة (ابن غفير ونتنياهو)، وهم يروجون لمشروع التهجير الطوعي؟!
الجموع البشرية تتدفق مثل السيل دون تأخير حتى قبل مايفتح الحاحز يعكس أمرا واحدا أن الشعب الفلسطيني يتحرك بقلب رجل واحد ونفسا واحدة
بفرح يقولون بصوت واثق:
سنعود إلى بيوتنا؟
لم يعد هناك من بيوت؟
فقد تحولت لركام
فعن أي بيوت يتحدث هؤلاء؟
حيث يسخر منهم الجاهلون وترتد سخريتهم ذهولا يسر الصديق ويغيظ العدو
لم يعد هناك بيوت ولا أثاث وبعضهم لا أسرة ولا أهل والكثير منهم تحت الركام لكنهم سيعودون إلى بيوتهم المنقوشة في أرواحهم يشمون عرفها يتشمموا ترابها ويستنشقوا الهواء فهم لا يستنشقون سواها
وخمرة التراب تجلب لهم الحظ وتذهب الحزن وتصنع الحياة،
مغروسين بعمق الأرض على مدى الأزمان ثم يأتي من يقول إن بامكانه إغراء هذا الشعب بالهجرة الطوعية عن أرضه؟!
ومازال مفتاح، ييتهم الذي هجروا منه في ٤٨م من القرن الماضي في جيوب الاحفاد.
غزة لم تعد أرضا كباقي الأمكنة إنها أرض ناطقة بالعشق وقوة انسان خلق ليتشبث بالأرض ويصمد
غزة اصبحت وامست رمزا للحياة ومعنى الوطن
وعنوان للتحدي والوجود والكرامة والدين
لايوجد في قاموسهم الاستسلام او رفع الراية البيضاء،
سنة ونص ونتنياهوا وجيشه يضربهم بكل أصناف القنابل أكثر من ماية ألف طن دمروا كل شيء من أجل رفع الراية البيضاء وفي ذات لحظة غرور يقف نتنياهو ليقول لاهل غزة:
تخلو عن حماس إذا أردتم الحياة واخرجوا وارفعوا الراية البيضاء اظن هذا كلامه بالحرف وبالاخير نتنياهو هو من رفع الراية البيضاء باكيا
تزلزل الأرض ولايتزحزح الغزاوي من أرضه والتجربة مازالت قائمة
انها أرض خصبة بالانسان
فهذه الارض تنبت الشهداء والزيتون ومن خمرة التربة يستخرجون المسك والعنبر واشياء لاتوصف وتكاد تكون محصورة فيها حيث لايضرهم احد ولاتثنيهم قوة مخلوق
ان عودة شمال غزة المهيب مقدمة وبروفة للعودة الكبرى وتغير وجه المنطقة
ومازال مفتاح البيت في النقب ويافا. والقدس محفوظا تتداوله الأجيال
وما ضاع وطن ورائه شعب جبار.