الثلاثاء 28 يناير ,2025 الساعة: 05:23 مساءً

الحرف28 -متابعة خاصة
عُقدت في العاصمة الأردنية عمان، اليوم، ورشة عمل لمناقشة خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمحافظة تعز 2025، بالشراكة بين السلطة المحلية والأمم المتحدة في اليمن، وبرعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد بن مبارك.
شهدت الجلسة الافتتاحية للورشة، التي تستمر يومين، حضور مستشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي لشؤون الإدارة المحلية بدر باسلمة، ووزير الإدارة المحلية حسين الأغبري، ووكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي عمر عبد العزيز، إضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، المنظمات الدولية، المانحين، القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني.
أكد بدر باسلمة، مستشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أن هذه الورشة تمثل خطوة محورية في دعم تعز للانتقال من المساعدات الإنسانية إلى التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أنها تجربة فريدة تحظى باهتمام القيادة السياسية، وعلى رأسها رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، بهدف تعميمها على محافظات أخرى مثل حضرموت وعدن.
وأوضح أن هذه التجربة تتيح تمكين السلطات المحلية من تقديم الخدمات وتعزيز التعافي، مؤكدًا أهمية التعاون بين الحكومة، المجتمع الدولي، القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني لضمان نجاحها.
من جانبه، أشاد وزير الإدارة المحلية حسين الأغبري بإطلاق خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتعز، معتبرًا أنها فرصة فريدة لتقريب الفجوة بين المساعدات الإنسانية والتنمية طويلة الأمد، مشيرًا إلى أن تعز تتمتع بمقومات نجاح تتمثل في رأس مالها الاجتماعي، المشاركة المدنية، والحراك الاقتصادي والسياسي.
كما أكد الأغبري أن التنمية المستدامة ليست مجرد مشاريع اقتصادية، بل هي مسار للسلام والاستقرار، حيث تساهم في مواجهة النزاعات والأزمات الإنسانية وتعزيز مؤسسات الدولة.
محافظ تعز نبيل شمسان استعرض خلال الورشة آثار الحرب على البنية التحتية والخدمات الأساسية، مشيرًا إلى أن تعز عانت من دمار واسع وحصار خانق، لكنها في الوقت ذاته تمتلك إمكانات اقتصادية ومجتمعية تمكنها من النهوض مجددًا.
وأكد أن المحافظة، بالشراكة مع الحكومة والمجتمع الدولي، تسعى إلى تحقيق تنمية مستدامة قائمة على الحوكمة، الأمن، وتقديم الخدمات الأساسية، لافتًا إلى أن نجاح هذه التجربة سيجعل تعز نموذجًا للمحافظات الأخرى.
كما تطرّق إلى الدور البارز للشباب والمرأة في قيادة جهود التنمية، مشيدًا بمساهمتهم في المناصب الإدارية والمجتمع المدني، ودور القطاع الخاص في دعم المشاريع التنموية.
وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي عمر عبد العزيز أكد أن اختيار تعز كنموذج للتنمية المستدامة يستند إلى مقوماتها الاقتصادية والتاريخية، مشيرًا إلى أن هذه الورشة تمثل نقطة تحول في مسار التخطيط الاستراتيجي الذي بدأ منذ عام 2021، بالتركيز على الترابط بين العمل الإنساني والتنمية والسلام.
وأضاف أن وزارة التخطيط تعمل كمنصة تنسيقية لتوحيد جهود الشركاء الدوليين والمانحين، مشددًا على أهمية تكرار هذه التجربة في محافظات أخرى لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة.
خلال الورشة، استعرض مدير مكتب التخطيط والتعاون الدولي في تعز نبيل جامل تقريرًا حول ما تم تحقيقه من خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام 2024، إضافة إلى أولويات المشاريع للعام 2025، ومصادر التمويل المحتملة.
كما أكد نائب رئيس الفريق الاقتصادي عثمان الحدي أن تعز، رغم آثار الحرب، تمتلك كوادر مؤهلة وإمكانات اقتصادية تؤهلها لإنجاح هذه التجربة، مشيرًا إلى الحاجة الماسّة لدعم البنية التحتية، التعليم، الصحة، وتمكين الحكم المحلي.
في ختام الورشة، أكدت نائبة الممثل المقيم للأمم المتحدة إيمان الشنقيطي استمرار التعاون مع الحكومة اليمنية لدعم تعز، فيما شدّد رئيس الغرفة التجارية والصناعية شوقي أحمد هائل على استعداد القطاع الخاص للمساهمة في تنفيذ مشاريع التنمية وتحقيق نقلة نوعية في المحافظة.
تمثل هذه الورشة خطوة رئيسية نحو حشد التمويلات لدعم خطة التنمية في تعز، في إطار الجهود المبذولة لإعادة بناء المؤسسات وتحقيق التعافي الاقتصادي، وجعل المحافظة نموذجًا يحتذى به في التحول نحو التنمية المستدامة.