الأحد 09 مارس ,2025 الساعة: 01:57 مساءً
إقامة مشروع كسارة للأحجار، سيترتب عليه إضرار كبيرة، بينما المجلس المحلي بالمديرية لم يقم بدوره ، ومكتب الموارد بالمحافظة مُغيب عن نشاطه.
تعتبر عزلة بني عمر، إحدى العزل التي تندرج في نطاق مديرية الشمايتين حجرية بمحافظة تعز ، بقدر ما تقع في الجهة الجنوبية الغربية للمحافظة ، وتحوي مساحة كبيرة عن بقية العزل الأخرى ، فقد قدر لها بأن تكون عرضة للإشكالات من قبل الآخرين ، الذين يسعون وبشتى السبل الممكنة، للإعتداء على مصادرها المائية ، التي تأتي من عدة أودية.
تأخذ هذه المياه جريانها ، في وسط تلك الوديان من ثم تمر عبر وادي البركاني ، وكذا وادي الصافية ، ومروراً بباب اللازق ، ومنه إلى عدة قرى محاذية للوادي ، ووصولاً إلى غيل بني عمر ، والذي تمر به أودية عديدة ، من مناطق مختلفة ، ولكن كما تناهى إلى مسامعنا أكثر من مرة ، فإن المياه في هذا الوادي لم تعد كما كانت عليه سابقاً ، حيث أنخفضت ، أو قلت إلى حد كبير ، ولم تعد تفي بإحتياج الأراضي الزراعية، في تلك المناطق ، التي تقع ضمن غيل وادي بني عمر ، ويعود ذلك لعوامل كثيرة ، أهمها : الحفريات العشوائية الجائرة للمياه ، وبالذات المناطق العليا للمديرية ، ومنها مناطق دبع ، وغيرها.
أمر كهذا، أثر بصورة كبيرة ، على مناسيب المياه الجوفية، والسطحية ، بقدر ما أدى ذلك ، إلى إنخفاض منسوب المياه وبشكل كبير ، في حين أن مشكلة كهذه ، لازالت مستمرة حتى الآن ، رغم شكاوى أهالي تلك المناطق ، ومنهم أهالي منطقة بني عمر ، الذين أضحت أراضيهم معرضة للجفاف ، جراء تلك الحفريات المستمرة ، على طول ذلك الوادي ، وحتى وادي غيل بني عمر .
ولكن نحن نتساءل هنا ، ماذا عن دور المجلس المحلي..؟
كما هو واضح ، من خلال الشكاوى المرفوعة ، إلى المجلس المحلي بالمديرية ، من إنه لم يقم بأي دور يذكر حتى الآن ، رغم أن المشكلة قديمة حديثة ، ولكن هي في الحال نفسه أضحت تتسع وتزداد أكثر تعقيداً .
المجلس جزء من المشكلة.. لماذا؟
كما أشرنا ، فيما سبق ، بأن المجلس المحلي، يعتبر جزءاً من المشكلة ، التي يعاني منها أهالي المنطقة ، فضلاً عن ان مكتب الموارد المائية بالمحافظة ، هو الآخر مُغيِبّ عن نشاطه تجاه ما يحدث في تلك المناطق ، من إشكالات عديدة ، جراء تلك الحفريات المستمرة للمياه ، فيما تؤكد لنا ، المعلومات الواردة من خلال شكاوى أهالي تلك المناطق ، بأن مكتب الموارد المائية والري بالمحافظة ، له علاقة بعملية الحفر الجارية ، وبالتنسيق وإشراف المجلس المحلي بالمديرية ، وذلك مقابل مبالغ مالية كبيرة.
علينا أن ندرك أن تلك الحفريات العشوائية ، هي دائماً ما تكون مخالفة ، لقانون المياه ، والذي يتضمن عدم الحفر العميق للآبار الجوفية. ينبغي في حالة حفر كهذه أن تكون عن طريق مكتب الموارد المائية بالمحافظة ، وكذا بإشراف المجلس المحلي بالمديرية ، لكن للأسف هذه الحفريات تكون بعيدة عن الأنظار ، فيما الجهات المعنية لا تعطي بالاً لما يحدث في تلك المناطق النائية ، ولذلك تظل أموراً كهذه جارية ، مع علم مكتب الموارد المائية بالمحافظة ، وكذا المجلس المحلي بالمديرية ، ولكن مع هذا لا يقومان بأي دور يذكر ، تجاه تلك الحفريات العشوائية ، وبالتالي أضحت معظم مناطق المديرية تعاني من شحة المياه ، وبصورة كبيرة جراء عدم إلتزام المتنفذين لتعليمات الجهات المعنية .
بقدر أن تلك الحفريات الخاصة بالمياه يكون الهدف منها هو سقي أشجار القات ، والتي تؤدي في الأخير إلى القضاء على المحاصيل الزراعية ، وكذا أشجار الفواكة المختلفة ، في هذه الحفريات تقوم بتخريب التربة الزراعية ، وتدمير الحياة الطبيعية للإنسان والحيوان .
ماذا عن مناطق الحفر؟
تشير المعلومات التي لدينا ، بأن عمليات الحفر تتركز في قرية الحنث دبة ، وقرية المصنمة ، وكذا جراحف ، والتي تشرف على باب اللازق مباشرة ، وهو المكان الذي يبدأ فيه غيل بني عمر ، حيث تأثرت هذه المناطق جراء تلك الحفريات المتواصلة ، إن لم تكن أدت إلى إنخفاض كبير ، في مناسيب المياه الجوفية والسطحية ، والتي تصل إلى غيل بني عمر ، عن طريق باب اللازق مروراً بغيل بني علي ظريفة ، وحتى غيل الحاضنة ، الذي يتوسط قرى البوكرة ، والمشاولة ، بمديرية الوازعية.
أضرار كبيرة
وعلى ضوء ما تقدم، أود القول أن مشكلة جديدة برزت ، أو طرأت على السطح ، وهي أن أحد الأشخاص المتنفذين أقدم على إنشاء أو إقامة مشروع كسارة للأحجار ، في قرية العُوَّار بني عمر ، في حين أن مشروعاً كهذا سيترتب عليه أضرار كبيرة على المنطقة ، سيما من ناحية صحية ، وبيئية ، وكذلك تلوث للمياه ، ناهيك عن ما سينتج عنه من تصحر للأراضي الزراعية ، وبالتالي على أهالي المنطقة من الوقوف معاّ ، ومواجهة مثل هذه المشاريع ، التي ستؤثر على حياة الناس وأوضاعها المعيشية ، وغيره .
القحفة الحمراء
وبالإشارة إلى ما تقدم ، أود أن أشير ، إلى أن بعض الجماعات الدينية ، حاولت منذ عامين ، أن تنشئ أو تقيم لها مراكز دينية ، في منطقة القحفة الحمراء ، والمعروفة بدرجة العادي سابقاً ، الطريق القديم .. حيث أن ذلك المكان يقع بعيداً عن الأنظار ، ولكن رغم ذلك هنالك سعي حثيث ، ومحاولات عديدة بغرض إقامة مثل هذه المراكز الدينية ، إنما حتى الآن هنالك سكون .
ولكن الخشية في هذا، ان تنفيذ مراكز كهذه ، ستؤدي حتماً إلى خلق صراعات دينية ، وايديولوجية ، بداخل المنطقة، وهذا ما سيترتب عليه مساوئ سلبية كبيرة على العزلة بشكل خاص ، والمديرية بشكل عام .