الخميس 15 مايو ,2025 الساعة: 08:12 صباحاً

متابعات
كشفت وكالة رويترز طبيعة الاتفاق بين واشنطن ومليشيا الحوثي، مشيرة إلى أن الجماعة بدأت قبل الاتفاق بالتواصل مع حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط للبحث عن مخرج.
ونقلت الوكالة عن أربعة مسؤولين أمريكيين أنه قبل أيام من اتفاق وقف إطلاق النار المفاجئ بين الولايات المتحدة والحوثيين، بدأت المخابرات الأمريكية في رصد مؤشرات على أن الجماعة الحوثية تبحث عن مخرج بعد القصف الأمريكي الذي استمر لسبعة أسابيع.
وقال اثنان من المسؤولين إن قادة الحوثيين بدأوا التواصل مع حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في وقت ما خلال عطلة نهاية الأسبوع الأولى من شهر مايو 2025.
وتحدث أحد المصادر بشرط عدم الكشف عن هويته لسرده مناقشات داخلية بشأن المعلومات المخابراتية التي لم تنشر من قبل “بدأنا نتلقى معلومات مخابراتية تفيد بأن الحوثيين لم يعد بإمكانهم التحمل أكثر من ذلك”.
وتوضح مقابلات مع مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين ومصادر دبلوماسية وخبراء آخرين كيف أن حملة كانت القيادة المركزية للجيش الأمريكي تتصور في السابق أنها قد تمتد لمعظم أوقات العام الجاري توقفت فجأة في السادس من مايو 2025 بعد 52 يومًا، مما سمح للرئيس دونالد ترامب بإعلان الانتصار قبل توجهه إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع.
وأفاد مصدران بأن إيران لعبت دورًا مهمًا في تشجيع الحوثيين المتحالفين معها على التفاوض، وذلك في الوقت الذي تمضي فيه طهران في محادثاتها الخاصة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي الرامية إلى إنهاء العقوبات الأمريكية التي تضعفها والحيلولة دون تنفيذ ضربة عسكرية من الولايات المتحدة أو إسرائيل.
لكن الإعلان الفعلي لاتفاق وقف إطلاق النار أبرز مدى سرعة إدارة ترامب في التحرك بناء على المعلومات المخابراتية الأولية للتوصل إلى ما كان يبدو في مارس 2025 أمرًا غير وارد على المدى القصير بالنسبة لكثير من الخبراء، وهو إعلان الحوثيين توقفهم عن ضرب السفن الأمريكية، وفقًا للوكالة.
وقال مسؤول إسرائيلي ومصدر مطلع إن نهج ترامب غير التقليدي كان من شأنه تجاوز إسرائيل الحليف الوثيق للولايات المتحدة التي لا يشملها الاتفاق والتي لم يتم حتى إبلاغها مسبقًا.
ولم يكن الحوثيون وحدهم الذين يشعرون بالضغط. فحملة القصف كانت مكلفة أيضًا للولايات المتحدة التي استهلكت ذخائر وخسرت طائرتين وعددًا من الطائرات المسيرة.
وقال أحد المسؤولين إن وزير الدفاع الأمريكي، بعد أن تلقى المعلومات بشأن الحوثيين في أوائل مايو 2025، بادر بعقد سلسلة من الاجتماعات في البيت الأبيض صباح الإثنين، وخلص إلى وجود فرصة سانحة مع المقاتلين المتحالفين مع إيران.
وذكر مسؤولان أمريكيان لرويترز إن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، الذي كان يقود بالفعل المفاوضات الأمريكية بشأن البرنامج النووي الإيراني، كان يعمل من خلال وسطاء عمانيين وأجرى محادثات غير مباشرة مع كبير مفاوضي الحوثيين والمتحدث باسمهم محمد عبد السلام.
وقال أحد المسؤولين إن عبد السلام كان بدوره على اتصال بزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي. وقال أحد المسؤولين إنه تم التوصل إلى اتفاق إطاري في وقت لاحق من يوم الإثنين.
وبحلول يوم الثلاثاء السادس من مايو 2025، كان ترامب مستعدًا لإعلان الاتفاق، معلنًا استسلام الحوثيين. وقال لصحفيين “قالوا من فضلكم توقفوا عن قصفنا مجددًا ولن نهاجم سفنكم”.
وعند سؤاله عما توصلت إليه رويترز، قال عبد السلام إن الجماعة كانت تتواصل عبر سلطنة عمان فقط، ووافقت على وقف إطلاق النار لأن رد الحوثيين على الولايات المتحدة كان موقفًا دفاعيًا. وأضاف “إذا أوقفوا عدوانهم سنوقف ردنا”، رافضًا الإدلاء بمزيد من التصريحات.