الأحد 25 مايو ,2025 الساعة: 07:44 مساءً
في ظل تصاعد الإصابات بالحميات الفيروسية والكوليرا، قالت وزارة الصحة انها أقرت - في اجتماع موسع بعدن - سلسلة إجراءات عاجلة لتعزيز قدرات مراكز الاستقبال ومعالجة الأوبئة في عدد من المحافظات.
الاجتماع الذي ضم مسؤولي الصحة بعدن، لحج، تعز، والحديدة، إلى جانب خبراء من منظمة الصحة العالمية، ركز على التوسع الفوري في دعم مراكز المعالجة، من خلال زيادة الكوادر في مستشفى الصداقة، وفتح مركز جديد في المعلا، ونقل مركز الحميات في لحج إلى مستشفى ابن خلدون لرفع كفاءته.
كما تقرر توحيد عملية توزيع الأدوية عبر البرنامج الوطني للإمداد الدوائي، بعد رصد تشتيت في قنوات الدعم خلال الأسابيع الماضية، ما أثر على استجابة بعض المرافق الصحية.
تشهد عدن وعدد من المحافظات الساحلية والجنوبية - إلى جانب مناطق سيطرة مليشيا الحوثي التي تفرض تعتيما على البيانات الصحية- موجةت تفشي جديدة للحميات، بينها حمى الضنك والملاريا، وسط بيئة خصبة لتوالد البعوض، ومحدودية في شبكات الصرف الصحي، وارتفاع درجات الحرارة.
ووفقًا لتقارير ميدانية، فإن مستشفيات عديدة تستقبل يومياً عشرات الحالات المصابة بالإسهالات المائية الحادة، مع تسجيل حالات مؤكدة بالكوليرا.
ولتفادي التضارب الإعلامي حول طبيعة الإصابات وطرق الوقاية، أعلنت الوزارة عن تعيين ناطق إعلامي رسمي من المركز الوطني للتثقيف الصحي، يكون المصدر الوحيد للمعلومات، مع تفعيل نافذة رقمية موحدة لجمع وتحليل البيانات الوبائية.
الجهود تتكثف في وقت تواجه فيه الوزارة نقصاً كبيراً في الموارد والكوادر، بينما يعتمد آلاف المواطنين على المرافق الحكومية كمصدر وحيد للعلاج المجاني، وسط دعوات من مسؤولي الصحة للسلطات المحلية بالمشاركة في حملات النظافة والرش وتوفير المياه النظيفة، لقطع دورة انتقال العدوى.
وفي تقرير بشأن التحديث الوبائي العالمي، أصدرته يوم الخميس الماضي، قالت منظمة الصحة العالمية (WHO) إنه تم الإبلاغ عن 12,942 حالة إصابة جديدة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد (AWD) في اليمن، و10 وفيات مرتبطة بالوباء، خلال الفترة بين 1 يناير/كانون الثاني و27 أبريل/نيسان 2025.
وأضاف التقرير أن عدد الحالات والوفيات المُبلّغ عنها في البلاد خلال أبريل/نيسان الماضي وحده، وصل إلى 1,352 حالة، بينها وفاة واحدة، وبزيادة قدرها 6% عن الشهر السابق له (مارس/أذار) الذي سجّل 1,278 حالة إصابة جديدة، دون تسجيل أي وفيات.
وبحسب البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإن اليمن تُعد خامس أكبر دولة في تفشي وباء الكوليرا على مستوى العالم، بعد كل من جنوب السودان (38,719 حالة)، وأفغانستان (31,813 حالة)، والكونغو الديمقراطية (21,527 حالة)، وأنغولا (15,844).
وأشار التقرير إلى أن اليمن سجّلت ثاني أعلى معدل في حالات الإصابة بالكوليرا في إقليم شرق المتوسط، بعد أفغانستان (31,813 حالة)، تليهما السودان (9,758)، وباكستان (6,424)، والصومال (3,035)، فيما بلغ إجمالي الحالات في الإقليم خلال الأربعة الأشهر الأولى من العام الجاري 63,972 حالة.