الحوثيون يواصلون ملاحقة مالكي أجهزة "ستارلينك" بصنعاء وسط مخاوف من خسارة الإيرادات
الثلاثاء 10 يونيو ,2025 الساعة: 08:31 مساءً
الحرف28 -متابعة خاصة


شنت ميليشيا الحوثي حملة مداهمات واسعة في العاصمة اليمنية صنعاء، استهدفت خلالها مالكي أجهزة الإنترنت الفضائي "ستارلينك"، في خطوة تعكس قلق الجماعة من فقدان سيطرتها الأمنية على الاتصالات وتراجع عوائدها المالية من هذا القطاع الحيوي.

ووفق مصادر محلية تحدثت لـ"الشرق الأوسط"، نفذت أجهزة تابعة للحوثيين، من بينها "الأمن الوقائي" و"الأمن والمخابرات"، عمليات دهم طالت منازل ومحال إنترنت في عدد من مديريات صنعاء، منها السبعين وصنعاء القديمة ومعين وآزال والتحرير، أسفرت عن اعتقال ما لا يقل عن 54 شخصاً ومصادرة عشرات الأجهزة، بذريعة امتلاك معدات إنترنت "غير مرخصة".

وتزامنت الحملة مع تصاعد الشكاوى من تدهور خدمة الإنترنت والاتصالات في مناطق سيطرة الحوثيين، ما دفع العديد من السكان للبحث عن بدائل أكثر كفاءة بعيداً عن رقابة الجماعة، وعلى رأسها الإنترنت الفضائي من "ستارلينك". وقد سبقت الحملة حملة دعائية وتحريض فكري شملت إقامة ندوة إجبارية في جامعة صنعاء حذرت من "مخاطر الإنترنت الفضائي".

ويخشى الحوثيون، بحسب مختصين في قطاع الاتصالات، من فقدان احتكارهم لمورد مالي واستخباراتي بالغ الأهمية، بعد أن فقدت الشبكات التابعة لهم جاذبيتها بسبب ارتفاع التكلفة وتردي الخدمة، مقابل دخول أجهزة "ستارلينك" بكفاءة أعلى إلى السوق المحلية.

ويأتي هذا التصعيد بعد تهديدات سابقة أطلقتها الجماعة في أبريل الماضي، دعت خلالها المواطنين إلى تسليم أجهزة "ستارلينك" قبل الأول من مايو، وتوعدت المخالفين بالملاحقة والمصادرة والعقوبات المالية.

من جهته، طالب أحد مالكي محلات الإنترنت في صنعاء القديمة، فضّل استخدام اسم مستعار (رمزي)، المنظمات الحقوقية بالتدخل لوقف ما وصفه بـ"حرب معيشية ممنهجة"، مشيراً إلى أن محله تعرض للمداهمة وتم تخييره بين الاعتقال أو دفع غرامة تبلغ 100 ألف ريال (نحو 200 دولار).

وتتحكم ميليشيا الحوثي بقطاع الاتصالات منذ انقلابها في سبتمبر 2014، عبر شركة "يمن نت"، وتستخدمه كمصدر تمويل ووسيلة رقابة صارمة، حيث سبق أن شنت حملات على أكثر من 50 ألف شبكة إنترنت محلية لأغراض أمنية وتمويلية.

ويرى مراقبون أن الحملة الأخيرة تأتي في إطار سعي الحوثيين لتعزيز السيطرة المطلقة على الفضاء المعلوماتي ومنع أي تدفق خارج نطاقهم، في وقت تتصاعد فيه شكاوى السكان من سوء الخدمات واتساع الفجوة بين ما يدفعه المواطن وما يحصل عليه من خدمة فعلية.





Create Account



Log In Your Account