"الطبيعة" خصم جديد لليمنيين ... تغيرات المناخ تغير نمط الحياة وعواقبها قد تتجاوز الحروب..تفاصيل
الإثنين 23 يونيو ,2025 الساعة: 09:41 صباحاً

في بلدٍ أنهكته الحروب والفقر، باتت الطبيعة نفسها خصماً جديداً لليمنيين؛ إذ تغيّرت حياتهم تحت ضغط تغيرات مناخية قاسية، قلبت مواسم الزراعة، وحرمت الملايين من مصادر رزقهم. 

في وقت يضرب الجفاف مختلف مناطق اليمن هذا الصيف نتيجة تراجع كميات هطول الامطار، كان العام الماضي كارثة بالنسبة لليمنيين بسبب الفيضانات. فحسب بيانات أممية، تضرر أكثر من 1.3 مليون يمني من الفيضانات وحدها خلال العام الماضي – بزيادة 61% عن العام السابق – ما يضع تغير المناخ كتهديد مباشر لحياة السكان، لا يقلّ خطورة عن النزاعات المسلحة. 

تقرير حديث صادر عن منظمة الهجرة الدولية أكد أن الطقس المتطرف غيّر سلوك المجتمعات في اليمن، وفرض عليهم أنماط حياة جديدة غير مألوفة، بينما باتت السيول تعزل قرى كاملة عن الأسواق والطرقات، وتدمر المحاصيل في لمح البصر. 

في الجانب الرسمي، لم تُخفِ الحكومة اليمنية استياءها من سوء وقلة تدخلات الامم المتحدة، فخلال لقاء جمع وزير المياه والبيئة توفيق الشرجبي بمسؤولة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وُجهت انتقادات علنية لتأخير تنفيذ مشاريع حيوية كـ"البلاغ الوطني" و"استراتيجية التنمية منخفضة الانبعاثات"، رغم مرور شهور على اعتمادها وتوفير التمويل. 

وأكد الوزير ضرورة البدء الفوري في تنفيذ "الخطة الوطنية للتكيف"، محذراً من أن البيروقراطية الأممية تُهدّد بفقدان فرص ثمينة لبناء قدرات اليمن في مواجهة الكوارث الطبيعية. 

الشارع اليمني، من جهته، لا يملك ترف الانتظار. فالمزارعون يبحثون عن حلول سريعة، والمجتمعات المعزولة تصارع الطقس، والبلاد كلها تقف على حافة أزمة مناخية صامتة، قد تكون عواقبها أفدح من كل الحروب.



Create Account



Log In Your Account