الإثنين 30 يونيو ,2025 الساعة: 08:42 صباحاً
أقدمت مليشيا الحوثي على اختطاف عدد من الفتيات في العاصمة صنعاء، بعد مساعدتهن لمواطنة يمنية أمريكية تُدعى زينب الماوري على الهروب من احتجاز وتعذيب تعرضت له على يد أحد أقاربها، القيادي الحوثي مراد الماوري.
وفي مقطع مصوّر بثته عبر "فيسبوك"، كشفت زينب الماوري عن احتجازها قسراً لمدة ستة أشهر في مصحة نفسية، وسحب جواز سفرها الأمريكي، ثم تعرضها للتعنيف والتحرش خلال احتجازها في منزل قريبها، قبل أن تتمكن من الفرار بمساعدة صديقاتها، اللواتي جرى اعتقالهن لاحقاً من قبل أجهزة الحوثيين.
وأكد المحامي اليمني وضاح قطيش أن الفتيات اختُطفن مساء الجمعة 27 يونيو من منازلهن دون أوامر قانونية، ونُقلن إلى مركز احتجاز يفتقر للكوادر النسائية والمرافق الملائمة، حيث خضعن لتحقيق استمر حتى الفجر، في انتهاك واضح للقوانين والإجراءات القضائية.
وأوضح قطيش أن التحقيق تم بحضور خصوم الفتيات وتحت تهديد المحامين، بينما تجاهلت النيابة وثائق رسمية تُثبت مغادرة زينب البلاد بجواز طارئ صادر من السفارة الأمريكية في جيبوتي بتاريخ 24 يونيو 2025، وأصدر ممثل النيابة قراراً بإيداع الفتيات السجن المركزي في صنعاء.
وتساءل المحامي عبدالمجيد صبره عن قانونية احتجاز النساء دون أوامر قهرية، وغياب الشرطة النسائية أثناء المداهمة، مشيراً إلى أن المختطفات بدت عليهن آثار الإعياء والتعب نتيجة التحقيق الليلي والاحتجاز غير الإنساني.
وتسلّط الحادثة الضوء مجدداً على تصاعد استهداف النساء في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث تحوّل الاعتقال الكيدي إلى أداة انتقام وقمع. وكانت منظمة "رايتس رادار" قد وثّقت منذ 2019 عشرات الحالات المماثلة لاختطاف النساء في صنعاء.
ودعا محامون وحقوقيون إلى الإفراج الفوري عن الفتيات، وفتح تحقيق دولي مستقل في القضية، مؤكدين أن ما جرى يمثل انتهاكاً صارخاً للكرامة الإنسانية واستخداماً ممنهجاً للعدالة كأداة قمع بيد المليشيا.