الخميس 18 مايو ,2023 الساعة: 07:34 مساءً
الحرف28 - متابعة خاصة
كشفت دراسة اعدتها شركة متخصصة في الأمن السيبراني قيام مجموعة قراصنة، يرجح ارتباطهم بمليشيا الحوثي، بعمل قرصنة وتجسس على عدد من المنظمات الدولية والسياسيين والإعلاميين في اليمن، وشبه الجزيرة العربية.
وذكرت الدراسة التي نشرها موقع "ريكورديد فيوتشر"، قيام هذه المجموعة باختراق هواتف القائمين على عدد من المنظمات، منها مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية، ومشروع مسام لنزع الألغام.
وأضاف التقرير أن عمليات التجسس الحوثية شملت منظمات دولية عاملات في اليمن كصندوق الطوارئ الأممي، وجمعية الهلال الأحمر، وعدد من السياسيين والإعلاميين اليمنيين والسعوديين.
يرى مراقبون أن الاختراقات هذه هي نتيجة طبيعية لترك منظومة الاتصالات بيد مليشيا الحوثي منذ ثماني سنوات، دون تحرك جدي لاستعادتها من الانقلابيين، وتجريدهم من إحدى أهم أدوات المعركة.
تطبيق عبارة عن فيروس
يقول مهندس أمن المعلومات والمدافع عن الحقوق الرقمية، فهمي الباحث: "إن التقرير بشأن القرصنة نُشر من شركة ريكورديد فيوتشر، وكانت قد نشرت تقريرا مشابها عن وضع الانترنت في اليمن، واستخدامه في العام 2018م".
وأضاف: "التقرير يقول إنه بدأ بعملية تتبع موضوع القرصنة، منذ 14 أبريل من العام الماضي، وهو اليوم الذي تلقيت فيه شخصيا طلب مساعدة من أحد الصحفيين، الذي كان يتواجد في السعودية للمشاركة في المفاوضات الحكومية حينها، وأبلغني حينها بأنه تلقى رسالة معينة من شخصية تنتحل بأنها تعمل في صندوق الإعمار السعودي المتعلق باليمن، وبعث له تطبيق أندرويد على الواتساب ليقوم بتحميله".
وأوضح: "الصحفي قام بتحميل التطبيق بعد أن أرسل لي نسخة منه، وقمنا بتحليله بمساعدة مهندسين مختصين آخرين، ومنظمات دولية تعمل في الحقوق الرقمية، واكتشفنا أن التطبيق عبارة عن فيروس مبني على برمجية خبيثة سابقة تعرف بـ سباي نوت، وعند تحميل التطبيق يكون لديه قدرة على الوصول لكل شيء في الهاتف، بما في ذلك سجل المكالمات، والتنصت، والجي بي إس، والرسائل والصور وغيرها".
وتابع: "الشركة منذ ذلك الحين بدأت بتتبع التطبيقات المتشابهة، التي انتشرت أيضا في فترات مختلفة، ونشرنا تحذيرات للصحفيين والمهتمين عبر السوشال ميديا، بأن ذات البرمجيات والجهة ذاتها هي من تقف خلف هذه البرمجيات".
أهمية الحرب الإلكترونية
ولفت: "للأسف الشديد، الحكومة الشرعية لا تدرك أهمية الحرب الإلكترونية، فيما مليشيا الحوثي تدركها جيدا، وهي لا تقل أهمية عن الحرب في الجبهات، ومن يمتلك المعلومة اليوم هو من سيكون المسيطر والقادر على التخطيط والتنفيذ، والوصول إلى الأهداف بدقة متناهية، وبسرعة أكبر، وخسائر أقل"، وفقا لموقع قناة بلقيس.
ويرى الباحث أنه "كان على الحكومة أن تبني نفسها، وتعتمد على نفسها، فنحن لدينا في اليمن كوادر، ربما تفوق دول الخليج".
وبيّن: "مليشيا الحوثي تدرك أهمية الحرب الإلكترونية جيدا، واستعانت بخبرات أجنبية بالتأكيد، وهناك من يرشدها، ولديها إستراتيجية للأمن السيبراني على مستوى المناطق التي تسيطر عليها، ولديها فِرق خاصة بالأمن الإلكتروني، والجريمة الإلكترونية".
تطور خطير
من جهته يقول الخبير في تقنية المعلومات، وعضو هيئة التدريس بجامعة سبأ، رأيد الثابتي: "هذا التقرير يعتبر تطورا خطيرا في مسألة التنصت على الخصوم، لأنها انتقلت من التنصت من المعارضين والخصوم في الداخل إلى التنصت على الخصوم في أي مكان بالعالم".
وأضاف: "ما تحتاجه مليشيا الحوثي هو رقم الواتساب الخاص بالضحية، ومن خلال زراعة مثل هكذا تطبيق تستطيع أن تتحكم بكافة خدمات الجوال، ومن المعروف أن الحكومة الشرعية، منذ تلك الفترة، ما زالت غالبية التعاملات، سواء كانت عسكرية أو أمنية أو مدنية، تتم عبر الواتساب".
ولفت: "هناك تطور خطير، وللأسف لا يوجد أدنى تحرك من قِبل الحكومة الشرعية لمواجهة الحرب التي تسمى بالحرب السيبرانية".
تحالف إلكتروني
وتابع: "بعد مشاهدتي هذا التقرير، كنت أفكر لماذا لا يكون هناك تحالف إلكتروني على غرار التحالف العسكري لمواجهة هذه المليشيات، خصوصا في هذا الملف".
وأضاف : "نحن صرخنا منذ اليوم الأول في مسألة نزع الاتصالات وتقنية المعلومات من المليشيات، لأن هذه الخطوة اعتمدت بالأساس على منصة PCT، التي تزوّد البلد بكافة خدمات الاتصالات والإنترنت، وإذا لم تكن المليشيا مسيطرة على هذه الخدمة، وعلى القطاع الأساسي في البلد، لما استطاعت أن تنفذ مثل هذه الخطوة الخطيرة".