من هي قوات فاغنر التي أعلنت التمرد المسلح على روسيا وما التطورات؟
السبت 24 يونيو ,2023 الساعة: 06:51 مساءً
وكالات وصحف

أعلن قائد مجموعة "فاغنر" العسكرية، يفغيني بريغوجن، تمرده على الجيش الروسي متهما إياه بقصف مواقع لمجموعته وإيقاع خسائر فادحة، فيما نفت موسكو الاتهامات، واتخذت إجراءات أمنية مشددة في المرافق الحكومية.

 

ودعا يفغيني بريغوجن، في سلسة رسائل صوتية نشرها مكتبه، الشعب الروسي إلى حمل السلاح ضد الجيش، مهاجما وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وقال إنه سيشنق في الميدان الأحمر وسيدفن في الضريح مع لينين، لافتا إلى أنه سيطر على مدينة في الجنوب وتوعد بالوصول إلى موسكو.

 

وقال بريغوجن في المقطع المصور "وصلنا إلى هنا ونريد لقاء رئيس هيئة الأركان العامة وشويغو... إذا لم يأتيا، سنكون هنا.. سنحاصر مدينة روستوف ونتجه إلى موسكو".

 

وخرج الرئيس فلاديمير بوتين صباح السبت، ليصف تصرفات "فاغنر" بأنها "طعنة في الظهر".

 

وقال الرئيس الروسي في كلمة له إن كافة المتورطين في محاولة "التمرد المسلح" سيعاقبون حتما، مؤكدا: "لن نسمح بتقسيم روسيا مرة أخرى وسنحمي شعبنا".

 

وقال في خطاب متلفز: "نواجه خيانة، الطموحات المفرطة والمصالح الشخصية أدت إلى خيانة البلاد والشعب".

 

من جانبه، قال بريغوجن إن بوتين "أخطأ بشدة" باتهامه مجموعة فاغنر بـ"الخيانة".

 

وتابع: "لا أحد من مقاتلي المجموعة يرى نفسه مذنبا أو يرغب في تسليم نفسه بناء على طلب الرئيس الروسي وهيئة الأمن الفيدرالي".

 

لاحقا قال مصدر أمني روسي إن مقاتلي مجموعة فاغنر سيطروا على جميع المنشآت العسكرية في مدينة فورونيغ على بعد 500 كيلومتر إلى الجنوب من موسكو.

 

وحثت وزارة الدفاع الروسية، السبت، جميع مقاتلي فاغنر على "توخي الحذر" والاتصال بسلطات إنفاذ القانون.

 

وقالت في بيان: "لقد أدرك العديد من رفاقكم خطأهم بالفعل من خلال طلب المساعدة للعودة بأمان إلى مكان انتشارهم الدائم، وقد تم تقديم هذه المساعدة لجميع المحاربين والقادة الذين تقدموا بطلبات".

 

وأكد أن سلامة الجميع مضمونة من خلال مطالبة المرتزقة بتوخي الحذر، والاتصال بممثلي وزارة الدفاع الروسية أو سلطات إنفاذ القانون في أقرب وقت ممكن.

 

من هي قوات فاغنر؟

 

مجموعة "فاغنر"، هي قوات روسية منظمة شبه عسكرية، ظهرت في عام 2014، للمشاركة في الحرب في دونباس بأوكرانيا لمساعدة القوات الانفصالية التابعة للجمهوريات الشعبية دونيتسك ولوهانسك المعلن عنها ذاتيا، وهي مملوكة لرجل الأعمال "يفغيني بريغوجين" والذي كان صديقًا مقربًا للرئيس الروسي "فلاديمير بوتين".

 

وجرى في نفس العام تكليفها بأولى مهامها علنا في شبه جزيرة القرم، حيث ساعد مرتزقتها، ممن يرتدون ملابس رسمية، القوات الانفصالية المدعومة من روسيا على السيطرة على القرم حينذاك، ومع اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، جرى حشد أعداد كبيرة منهم في بداية الحرب لتعزيز القوات الروسية المتمركزة على الخطوط الأمامية، ومع استمرار الحرب، تزايد الاعتماد عليها بشكل متزايد في المعارك الحاسمة  خاصة على جبهات باخموت وسوليدار.

 

ومع اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، جرى حشد مرتزقة فاغنر في بداية الحرب لتعزيز القوات الروسية المتمركزة على الخطوط الأمامية، لكن مع استمرار الحرب، تزايد الاعتماد على عناصر فاغنر بشكل متزايد في المعارك الحاسمة  خاصة على جبهات باخموت وسوليدار.

 

كما ظهرت قوات فاغنر في سوريا عام 2015، حيث شاركت في الصراع السوري خلال السنوات الماضية، وتوسعت داخل سوريا حتى الآن، حيث تتواجد ضمن حقول نفط في البادية السورية بالإضافة لتواجدها ضمن المنطقة التي تخضع لتفاهمات تركيا وروسيا والتي تعرف بمنطقة خفض التصعيد، كما يتواجد معهم أكثر من 3000 سوري مجندين تحت إمرتهم داخل وخارج سورية.

 

في عام 2022 الماضي، زادت قوّة "فاغنر" حيثُ نما العدد التقديري للمقاتلين في صفوفِ المجموعة من عدة آلاف من المقاتلين في عام 2018 إلى نحو 50.000 مقاتل بحلول يناير 2023 وذلكَ وفقًا لتقديراتِ المخابرات الغربية.

 

من هو قائد مجموعة "فاغنر"؟

 

عرف بلقب "طباخ بوتين"، وهذا لأنه كان يمتلك مطعمًا وشركة متخصصة في تقديم الطعام، والذي استضافت حرفيًا وجبات عشاء حضرها "بوتين" وغيره من قادة العالم بمن فيهم رئيس الولايات المتحدة حينها، "جورج بوش"، إلا أنه أسس مجموعة "فاغنر" في عام 2014، وهي مجموعة مرتزقة خاصة تعمل بالتخفي، وبالفعل اجتمع معه مجموعة من كباء المسئولين الروس بمقر وزارة الدفاع في صيف عام 2014، وتقدم حينها بطلب منحه قطعة أرض لاستخدامها في تدريب "متطوعين" لا تربطهم صلات رسمية بالجيش الروسي، وإنما يمكن استخدامهم لخوض حروب روسيا.


Create Account



Log In Your Account