الأحد 16 يوليو ,2023 الساعة: 05:09 مساءً
الحرف28 - متابعة خاصة
وصلت سفينة عملاقة تابعة للأمم المتحدة الأحد إلى قبالة سواحل اليمن تمهيدًا لبدء عملية سحب حمولة ناقلة النفط "صافر" المهجورة بهدف تجنّب تسرّب نفطي كارثي في البحر الأحمر، كما ذكر مسؤولون في المنظمة الدولية.
وقال مسؤولون مطلعون على العملية، بحسب وكالة فرانس برس، إنّه يُتوقع أن تبدأ عملية ضخّ 1,14 مليون برميل من النفط من صافر إلى نوتيكا بعد أيام على وصول نوتيكا.
وتتجه الأنظار إلى عملية الضخّ المنتظرة منذ وقت طويل. وتقول الأمم المتحدة إن "صافر" تحتوي على أربعة أضعاف كمية النفط التي كانت تحملها الناقلة "إكسون فالديز" التي تسبّبت في 1989 بواحدة من أكبر الكوارث البيئية في تاريخ الولايات المتحدة.
على الرغم من فحوص السلامة الصارمة، ما زالت هناك مخاوف من حدوث تسرب أو انفجار. وقال محمد مضوي مدير مشروع برنامج الامم المتحدة الانمائي للسفينة صافر إن "الخطر كبير. الخطر كبير جدا". وأضاف "لكننا نأمل مع استكمال المشروع ان يتم تجنب ذلك".
ولم تخضع السفينة لأي صيانة منذ 2015 بسبب الحرب في اليمن، ما أدّى الى تآكل هيكلها وتردّي حالتها. ولطالما حذّرت الأمم المتحدة من أنها قد "تنفجر في أي لحظة".
ويمكن أن تؤدي بقعة نفطية كبيرة إلى كارثة بيئية وتدمير مجتمعات الصيد اليمنية وإغلاق موانئ شريان الحياة ومحطات تحلية المياه.
وحذرت الأمم المتحدة من أن تسربا محتملا - يمكن أن يكلف أكثر من عشرين مليار دولار لتنظيفه - قد يصل إلى السعودية وإريتريا وجيبوتي والصومال.
وسيطر الحوثيون المدعومون من إيران على العاصمة صنعاء في 2014 ويقاتلون تحالفا تقوده السعودية منذ آذار/مارس 2015 في صراع أودى بحياة ملايين الآلاف وترك معظم اليمنيين يعتمدون على المساعدات.
تشكل درجات الحرارة الحارقة في الصيف والأنابيب المتقادمة والألغام البحرية التي قد تكون منتشرة في المياه المحيطة، تهديدات للعملية التي بدأ الإعداد لها منذ أواخر أيار/مايو من قبل خبراء من شركة "سميت سالفيدج".
وقال منسّق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن ديفيد غريسلي أمام مجلس الأمن الدولي الاثنين إن الفريق رتّب نقل المضخّات والخراطيم وضخّ الغاز الخامل في الخزانات لتقليل خطر حدوث انفجار.
وأضاف قال نيك كوين كبير مستشاري المشروع إن العمل في ذروة الصيف عندما تبلغ درجات الحرارة على سطح السفينة أكثر من خمسين درجة مئوية يمثل خطرًا إضافيًا.
وتابع أن "الجو يصبح حارا جدا وبسرعة كبيرة" مشيرًا إلى أن هذا يزيد من احتمالات "الانزلاق والرحلات والسقوط" على سطح السفينة للعاملين الذين يرتدون معدات وقاية شخصية ثقيلة.
وترسو ناقلة النفط التي صُنعت قبل 47 عاماً ومحملة بأكثر من مليون برميل من النفط الخام، قبالة الساحل اليمني منذ ثمانينات القرن الماضي عندما تم تحويلها إلى وحدة عائمة للتخزين والتفريغ.
وأبحرت السفينة نوتيكا من جيبوتي السبت. وترسو "صافر" على بعد نحو خمسين كيلومترا عن ميناء الحديدة - في موقع غني بالحياة البرية التي يمكن أن يدمرها أي تسرب.