الباحث الوصابي يطالع "الرحلة اليمنية" للزعيم عبدالعزيز الثعالبي في مهرجان الشعراء الشبان بتونس
السبت 26 أُغسطس ,2023 الساعة: 06:40 مساءً
تونس- عبدالعزيز المجيدي

يقلب الباحث مجيب الرحمن الوصابي أوراق كتاب "الرحلة اليمنية" للزعيم التونسي عبدالعزيز الثعالبي في قراءة معمقة يقدمها في فعاليات مهرجان الشعراء الشبان بتونس الذي تنطلق أعماله مساء الإثنين المقبل في مدينة قلبيبة التونسية على ضفاف البحر المتوسط.

 ويشارك في المهرجان ال٣٧ للشعراء الشبان الذي تنظمه جمعية منارات الأدب بالتعاون مع وزارة الثقافة في المندوبية الجهوية بمدينة قليبية، للمرة الأولى الشاعر اليمني إبراهيم القحوي، بالإضافة إلى الباحث والناقد مجيب الرحمن الوصابي، في التظاهرة الثقافية التي تحتضنها الجمهورية التونسية كمهرجان وطني سنوي منذ 36 عاما.

واختار الباحث الوصابي " الخطاب المضمر في رحلة عبدالعزيز الثعالبي إلى اليمن" عنوانًا لمداخلته التي من المقرر أن تكون ضمن فعاليات اليوم الثاني للمهرجان ويشاركه باحثون واساتذة من تونس في التعليق على الرحلة.

 و الشيخ عبدالعزيز الثعالبي، شخصية تونسية بارزة كان لها حضورا ووزنا عربيا عابرا للحدود ،وكان قد زار اليمن في أغسطس عام 1924 ، ووثّق رحلته بعدد من المراسلات التي جمعت في كتاب سمّاها " الرحلة اليمنية".

وتكشف مراسلات الثعالبي الموثقة في الكتاب أنه صاحب أول مقترح لتوحيد شطري اليمن في شكل فيدرالي بعد رحيل العثمانيين عن البلاد، وكان وسيطا بين الإمام يحي حميد الدين، والسلطان العبدلي في لحج، وحظيت مقترحاته بالموافقة، رغم احتراز السلطان، والمخاوف من جشع الإمام وسعيه إلى الهيمنة على تلك المناطق التي كان يرزح معظمها تحت سيطرة المستعمر البريطاني.

و عبد العزيز بن إبراهيم الثعالبي هو مناضل وسياسيٌّ وزعيم ومصلح وخطيب و"رحالة" يعدّ في نظر الباحثين من رواد النّهضة في العالم العربي ويضعونه في نفس المكانة مع الإمام محمد عبده وجمال الدين الأفغاني ومحمد رشيد رضا وعبدالرحمن الكواكبي والأمير شكيب أرسلان.

 ولد الثعالبي في مدينة تونس في عام 1874 ، وبها نشأ وتثقّف في كنَف جدِّه عبدالرحمن الثعالبي القاضي المجاهد الذي هاجر من الجزائر إلى تونس ترفعًا واعتزازًا أنْ يخدم لدى الفرنسيين، فورث أخلاقه العالية ومبادئه السامية ، وحفظ القرآن في حومة الأندلس.

 في مرحلة الطفولة درس الثعالبي العقائد والآداب ودخل مدرسة باب سويقة الابتدائية في تونس ، ثم التحق بجامع الزيتونة فقضى فيه سبع سنوات وتخرّج فيه عام 1896 حاملاً شهادة التطويع، وأخذ يتردَّد على المدرسة الخلدونية  متبعًا الدِّراسات العليا، وكانت وفاته في أكتوبر 1944 في تونس ودفن بها.

 و یعدُّ الثعالبي من أكبر زعماء الإصلاح والسياسة في تونس والعالم العربي والإسلامي فقد اجتمعت في شخصيته الخطابة والنقد و الاجتهاد ورغم تكوينه التقليدي إلا أنه كان منفتحاً على الحداثة متصلاً بأعلام الفكر في العالم العربي الإسلامي.

كما أتاح له رصیده الفكري ونضاله السياسي أن یتبوَّأ مكانةً مرموقةً في تونس والأقطار التي أقام بها.

وجمع الشيخ الثعالبي بین التفقُّه في الدِّین والإصلاح الاجتماعي والاقتصادي قبل أن یكون زعيمًا سياسيًا، فنجده یقدّم حلولاً في مجالات متعدّدة للخروج ّ من الأزمات والتصدّي للطروحات الاستعماریة في تونس وفي أقطار العالم العربي والإسلامي.

وساهم تكوینُ الثعالبي الثقافي والفكري في غزارة إنتاجه العلمي المتنوّع والذي شمل المجال الفكري والتاریخي والدیني وحتى الأدبي ، فترك آثاراً متنوعة وشاملة عالج من خلالها مواضیع دینیة كـ "روح التحرُّر في القرآن " ،وتاریخیة مثل كتاب "مقالات في التاریخ القدیم" ، وسیاسیة مثل كتاب "تونس الشهيدة ، هذا إضافة إلى بعض المؤلَّفات التي تم جمعها وتحقيقها من طرف باحثین.

وقال الباحث الوصابي للحرف 28، إنه يسعى مع بعض المؤسسات الأكاديمية في تونس واليمن إلى عقد ندوة دولية عن الثعالبي ورحلته إلى اليمن بمناسبة مرور مئة عام على الرحلة.


Create Account



Log In Your Account