علماء آثار اليمن يطلقون نداء استغاثة لإنقاذ آثار البلاد "من العبث والنهب والتدمير"
الأربعاء 20 سبتمبر ,2023 الساعة: 09:24 مساءً
الحرف28 - عمان- خاص

وجه علماء آثار اليمن نداء استغاثة لإنقاذ الآثار اليمنية من العبث والنهب والتدمير الذي تتعرض له في الأزمة الحالية وما يترتب على ذلك الدمار من طمس الهوية اليمنية ومحو المعالم الإنسانية لليمني القديم.

جاء ذلك خلال انعقاد فعاليات مؤتمر الدارسات السبئية الذي عقد في الأردن (البحر الميت) خلال الأيام من 17-19 سبتمبر 2023م، والذي حضره ما يقارب من 50 باحثا وعالم آثار وممثلي منظمات الآثار والتراث في العالم.

وأطلق الدكتور محمد علي الحاج أستاذ الآثار والنقوش اليمنية القديمة المشارك بقسم الآثار جامعة صنعاء وقسم الآثار جامعة حائل نداء استغاثة لإنقاذ الآثار والنقوش اليمنية القديمة في محافظتي مأرب والجوف.

ودعا الدكتور الحاج في ورقته العلمية التي ألقاها أمام الحاضرين، والتي حملت عنوان: (واقع التراث الثقافي الأثري في محافظتي مأرب والجوف، لإنقاذ آثار اليمن ونقوش المسندية في مراكزه الحضارية) إلى إنقاذ التراث الثقافي الأثري اليمني في محافظتي مأرب والجوف وما تتعرض له من أعمال نهب وتدمير وطمس وتشويه.

واستعرض أمام الجميع ما تعرض له كل من معبد أوام مؤخرًا (محرم بلقيس) في واحة مارب من أعمال نهب وتدمير.

كما تحدث عن ما تعرض له معبد أوعال صرواح من أعمال عبث وتدمير وتشويه، وكذلك ما تعرضت له المدن السبئية والمعينية في منطقة مجزر ووادي الجوف من نهب وتدمير وطمس وسرقة آثارها ونقوشها المسندية وتهريبها إلى خارج اليمن.

وأشار إلى أن آثار ونقوش محافظتي مأرب والجوف بكل مكوناتها المعمارية والنقشية والفنية هي عمود التاريخ اليمني القديم، وبنيته الأساسية، ومخزون إرثه الوطني، وفيه اجتمعت جميع مراحل التاريخ اليمني وآثاره منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصور التاريخية. 

وحذر الحاج، من أنه مالم يتم اتخاذ  إجراءات عاجلة بالحماية والصون لهذه المدن الأثرية، فإن ذلك الإرث الثقافي في طريقه للفناء.

وقال  إن الوقت قد حان أن تستحث الحكومة اليمنية الخطى نحو نهضة صحيحة وأن تستشعر بكل مكوناتها أن التراث الثقافي الأثري اليمني من معالم ومواقع وقطع أثرية ليست مجرد حجارة أو شيء من الماضي أو سلع تجارية تقضى بها مآرب فحسب كما يراها البعض.

وأكد أن هذا التراث الثقافي هو وعي وإدراك للإنسان اليمني وتشكيل لثقافته الوطنية وإثرائها، وممثل لعظمته وعراقته ونسب وهوية له، وتعزيز للانتماء إلى الأرض.

ونوه إلى أن التصدي لقضية التهام التراث الثقافي الأثري اليمني وضياعه بات أمراً في غاية الأهمية إذا "أردنا أن نحافظ على ذاكرتنا وأمجادنا ووعينا بذاتنا، وأن نواصل مسيرتنا الثقافية والحضارية بجدارة واستحقاق.

وقال إن الأمم لا تستطيع أن تنهض نهضة صحيحة إلا إذا فهمت ماضيها أحسن الفهم، واتخذت منه قنطرة إلى المستقبل".

ووجه الحاج في المحفل العلمي نداءً عاجلا للحكومة اليمنية بجميع أطرافها والمجتمع والسلطة المحلية في مأرب والجوف بالتحرك السريع نحو حماية الإرث الثقافي اليمني في المحافظتين واتخاذ الحلول والتدابير الناجعة لصونه، وتبني استراتيجيات حماية وإدارة كاملة للحفاظ على المعالم والمواقع الأثرية وتوحيد الجهود الإدارية والتنظيمية لتطبيقها في أسرع وقت ممكن.

كما دعا، المنظمات الدولية المعنية بحماية الممتلكات الثقافية، وفي مقدمتها منظمة اليونسكو أن تلتزم بدورها وواجبها وتوصياتها كما ينبغي في حماية وصون التراث الثقافي الأثري اليمني، بوصفه جزءًا من التراث الثقافي الإنساني المهدد بالخطر والفناء، وأقلَّ ذلك منع بيعه وتهريبه للخارج.


Create Account



Log In Your Account