الأحد 24 سبتمبر ,2023 الساعة: 09:24 صباحاً
الحرف28 - متابعة خاصة
قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، إن عدداً من الدول الإقليمية ومنها عُمان تلعب دوراً مهماً في حل النزاع في اليمن.
وأكد ليندركينغ، في حوار مع صحيفة اندبندنت البريطانية، أن الدول الاقليمية التي تعمل على إنهاء حرب اليمن "لديها فهم للحاجة إلى التسوية"، مشيراً إلى أن "مسقط عملت بجد لسد الخلافات بين السعودية والحوثيين، وقد شارك المسؤولون العُمانيون في رحلات أجراها مسؤولون سعوديون إلى صنعاء، إضافة إلى الزيارة الأخيرة إلى الرياض".
لكن المبعوث الامريكي أكد إلى الحاجة إلى تعاون دول إقليمية أخرى "مثل الإمارات والسعودية للعمل معاً، وهذا جزء مهم جداً من دبلوماسيتنا في الوقت الحالي".
وذكر ليندركينغ، أن واشنطن تبذل جهودا لتقريب وجهات النظر السعودية والإماراتية في شأن اليمن، قال إن بلاده "تركز على ضمان أن الأطراف الإقليمية تتحرك بصوت واحد في تفاعلها مع الأطراف اليمنية المختلفة ودعم حلول موحدة لتحديات اليمن، ولذلك فإن أي خلاف بين دول الخليج في هذه اللحظة المهمة لتحقيق السلام في اليمن يعتبر إشكالاً".
وتحدث المبعوث الامريكي عن الخطوة المقبلة في طريق احلال السلام في اليمن، بعد المفاوضات السعودية الحوثية، موضحا ان الخطوة المقبلة هي حوار يمني يمني لإنهاء الصراع.
وأشار ليندركينغ الى أهمية استمرار المحادثات بين السعودية والحوثيين والتي جعلت عام 2023 مهماً لليمن.
وقال إن القضايا التي نوقشت في السعودية مع الوفد الحوثي معقدة وقد أثرت في الحرب وأعاقت تسوية الصراع، إلا أن عقد المحادثات إيجابي، وإن استغرق الاتفاق على كل المسائل بعض الوقت، مشيراً إلى أن دفع الرواتب من القضايا الأساس التي تناولتها المحادثات على الأرجح.
وما اختلف اليوم بحسب المبعوث الأميركي هو أن الهدنة قبل عام كانت سارية، وعلى رغم انقضائها في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 إلا أن القتال لم يتجدد، إذ يعيش اليمن اليوم "فترة خفض تصعيد، فالهجمات العابرة للحدود توقفت منذ 18 شهراً، وأطلق سراح 900 سجين في أبريل (نيسان) 2023 من السعودية والحكومة اليمنية وجماعة الحوثي".
وكشف مبعوث بايدن عن تطلعه إلى الانتقال إلى عملية سلام برعاية الأمم المتحدة إذا ما أفضت المحادثات الأخيرة في السعودية إلى نتائج إيجابية، وقال إن العملية الأممية يجب أن "تتكون من مكونين رئيسين، وقف دائم لإطلاق النار، وحوار يمني – يمني، فعلى اليمنيين في نهاية المطاف أن يتخذوا القرار بأنفسهم حيال مستقبل بلادهم وكيفية توزيع الموارد والحكم، ومن الأفضل الإسراع في الانتقال إلى هذا الحوار"، متابعاً "تملك الأمم المتحدة لجاناً سياسية واقتصادية وعسكرية لتيسير المحادثات اليمنية – اليمنية، وسبق أن اجتمعت اللجنة العسكرية مرات عدة لجمع الأطراف المتحاربة".
وعما إذا كانت الحكومة اليمنية والحوثيون مستعدون لحوار يمني - يمني، قال ليندركينغ إنه "حث الطرفين على الاستعداد لهذا اليوم، وتجهيز مواقف واضحة وفرق للمفاوضة عندما تحين اللحظة".
ومن القضايا الخلافية بين الحكومة الشرعية والحوثيين إدارة البنك المركزي، فاليوم هناك بنك في صنعاء وآخر في عدن، وتتهم الحكومة الجماعة بنهب الاحتياط النقدي للبلاد، وفي خضم هذا الانقسام تداولت مواقع التواصل الاجتماعي تكهنات حول نقل البنك الدولي المركزي إلى دولة محايدة.
وفيما تجنب ليندركينغ تأكيد أو نفي إمكان نقل البنك المركزي اليمني إلى سلطنة عمان، إلا أنه قال إن تحسين اقتصاد اليمن يتطلب تواصلاً بين البنكين المركزيين في عدن وصنعاء، مشدداً على ضرورة تقريب وجهات النظر حيال التحديات الاقتصادية العاجلة التي تواجه اليمن، مثل دفع رواتب الموظفين المدنيين وإعادة تشغيل موارد الطاقة والنشاط التجاري.
وتمثل آلية صرف الرواتب مشكلة أخرى تعوق التفاهم بين الأطراف اليمنية، إذ يطالب الحوثيون أن تمر الأموال التي تصرفها الحكومة الشرعية للمدنيين من خلالهم، ويصل عدد اليمنيين الذين يعتمدون على الرواتب الحكومية إلى 1.2 مليون شخص وفق إحصاءات رسمية تعود لعام 2017.
وأكد المبعوث الأميركي بأن السعودية أبدت التزاماً بالمساعدة في صرف الرواتب، وأن محادثاته مع الحكومة اليمنية أظهرت حرصها على ذلك أيضاً، لافتاً إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عقد هذا الأسبوع اجتماعاً مثمراً مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بحضور نائبه عيدروس الزبيدي في "استعراض قوي للوحدة خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك".