الخميس 04 أبريل ,2024 الساعة: 03:15 مساءً
دعت منظمة سام للحقوق والحريات، الخميس، مليشيا الحوثي الانقلابية، إلى إظهار صدق تعاطفها مع الفلسطينيين بوقف الممارسات والانتهاكات الجسيمة بحق اليمنيين.
وقالت المنظمة، إن جماعة الحوثي مطالبة بإظهار صدقها في تعاطفها مع الفلسطينيين من خلال كف يدها عن الممارسات بحق المدنيين اليمنيين، ووقف الانتهاكات الجسيمة التي شملت كل مناحي الحياة في اليمن، مضيفة أن حقوق الإنسان تشكل التزاماً مبدئيا غير قابل للتلاعب به وفق المزاج السياسي.
وأكدت أن جماعة الحوثي تمارس سلوكًا انفصاميًا في تعبيرها عن التعاطف مع القضية الفلسطينية، في مقابل ما تُمارسه بحق اليمنيين من انتهاكات جسيمة تصل الى ارتكاب انتهاكات قد ترقى الى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتتعارض مع تصريحاتهم المتعلقة بمطالبها بفك الحصار غزة، ووقف الانتهاكات بحق الفلسطينيين.
وذكرت المنظمة في بيانها، أن جماعة الحوثي تستغل الخطاب الديني لتحريك عواطف الناس، لإسكات الأصوات المعارضة لها، واستمرار انتهاكاتها الجسيمة خلال الفترة الماضية، كالاعتقالات التعسفية، والتعذيب حتى الموت، والتوسع في ممارستها خلال الفترة الماضية، واستمرار توسعها في تجنيد الأطفال تحت عنوان القتال في غزة، وتشددها في حصار تعز، ورفض التجاوب مع فتح طريق مأرب صنعاء، استمراها في التضييق على بعض المساجد بشأن صلاة التراويح، واستمرار سياسة تفجير المنازل فوق رؤوس ساكنيها، ومنع حرية الرأي السياسي والإعلامي، بعدما استولت بالقوة على حق اليمنيين في حكم ديمقراطي وحرمتهم من حقوقهم السياسية وفي مقدمتها التجمع السلمي واختيار ممثليهم، متخذة نهجاً إقصائياً، ونظام حكم غير دستوري، مستنسخ من نظام الملالي في إيران، في المقابل دعوتها الى فك الحصار عن غزة.
وأشارت المنظمة إلى أن استيلاء الحوثيين على السلطة بالقوة في ٢١ من سبتمبر ٢٠١٤، قد فتح باب ازمة مستمرة منذ عشر سنوات، طالت كل اليمنيين، بعدما كانوا يحضون باستقرار سياسي واقتصادي نسبي.
وقالت المنظمة، إنها وثقت العديد من التقارير المحلية والدولية عشرات الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان في اليمن، ارتكبتها جماعة الحوثيين، خلال الأشهر السابقة، كالقتل خارج القانون بقذائف وصواريخ الحوثي البالستية وطيران التحالف، الاعتقالات التعسفية، والإخفاء القسري، والتعذيب والمحاكمات غير القانونية، وتضييق حرية الرأي، ومصادرة أموال الخصوم، وتفجير منازلهم، والتضييق على حرية التنقل، إضافة إلى تجنيد الأطفال والتضييق على النساء، وقد شجع على استمرارها سيادة مناخ الإفلات من العقاب على ارتكاب مثل هذه الجرائم .
وفي خطاب 25 مارس قال عبدالملك الحوثي زعيم جماعة الحوثي، إن جماعته قتلت ٢٨٢ ألفاً ممن سماهم من المرتزقة، كاشفاً عن جزء من الأزمة الإنسانية والحقوقية التي تعاني منها اليمن في كل مناحي الحياة، والذي وصلت إلى كل بيت يمني.
وتتوزع معاناة الأسر اليمنية جزءا من الحرب التي أشعلت فتيلها جماعة الحوثي، ما بين القتل والاعتقال التعسفي والتعذيب والتفجير، والجوع، حيث تم تهجير قرابة 4.56 مليون نسمة بفعل النزاع ووجود أكثر من 70,000 لاجئ وطالب لجوء استنادًا إلى أرقام مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.
ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 18.2 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة وحماية إنسانية. ويواجه ما لا يقل عن 17.6 مليون شخص حاليًا انعدام الأمن الغذائي والتغذية، في حين أن نصف أطفال اليمن دون خمس سنوات يعانون قصورًا متوسطًا أو شديدًا في النمو بسبب انعدام الأمن الغذائي.
وقالت المنظمة انها تتبعت الانتهاكات التي مورست بحق اليمنيين منذ ٧ أكتوبر من قبل جماعة الحوثي، والتي شملت مناح متعددة، منها وفاة سبعة مختطفين في سجون الحوثيين.
وأكدت "سام" على أن ما رصدته خلال الأشهر القليلة الماضية يثبت بما لا يدع مجالًا للشك تورط جماعة الحوثي بارتكاب جرائم خطيرة وغير مقبولة، إلى جانب كونها تشكل مخالفات واضحة للقواعد والاتفاقيات الدولية التي كفلت حماية الحق في الحياة والسلامة الجسدية والحق في التنقل والعبادة دون أي مانع، كما أنه يعكس على أن جماعة الحوثي مستمرة في نهجها الانتقامي من اليمنيين دون وجه حق أو رادع.
وشددت المنظمة على أن الخطابات والشعارات التي تطلقها جماعة الحوثي، وتروج لها بشكل مستمر حول حماية المدنيين في قطاع غزة من الحرب المستمرة ضدهم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي يجيب أولًا أن يتم إثبات صحتها عبر وقف انتهاكاتها، وكف ايادي قواتها بحق اليمنين، مؤكدة على أن طريق الانتصار للحقوق يجب أن يبدأ عبر اليمن، ومن ثم المطالبة بحماية حقوق الفلسطينيين وفق الطرق القانونية التي كفلها القانون الدولي والمعاهدات المختلفة.