الخميس 11 أبريل ,2024 الساعة: 10:40 مساءً

الحرف28 -متابعة خاصة
حذّر المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس غروندبرغ، من إطالة أمد ما سمّاها "التعقيدات الحالية"، امام الحل السياسي للازمة في اليمن، في إشارة إلى التوتر في الشرق الأوسط.
وقال غروندبرغ في مقابلة مع تلفزيون الصين نُشرت الخميس إنه "كلما طالت مدة التعقيدات الحالية زاد خطر أن يصبح حل الأوضاع أكثر صعوبة".
وشدد على ضرورة أن يظل المجتمع الدولي منخرطاً قدر الإمكان بالضغط على الأطراف اليمنية، والتأكيد على أهمية استمرارية الوساطة.
ودعا الأطراف لعدم استغلال الأوضاع الحالية كفرصة للتخلي على الالتزامات التي تم التعهد بها. وذكر أنه يتعامل مع الوضع الحالي في اليمن وارتباطاته بالوضع الإقليمي غير المستقر في الشرق الأوسط "بمزيج من القلق والعزيمة".
وقال "إنه يتعامل مع الوضع الحالي بمزيج من القلق والعزيمة. والقلق بالتأكيد مرتبط بعدم الاستقرار الأوسع الذي شهدناها في الشرق الأوسط حتى الآن. وتأثير ذلك على مجال الوساطة، وإمكانية تحقيق انفراجة في اليمن. لكن الحقيقة لا تزال قائمة، وذلك بفضل حقيقة أن مسارنا عندما يتعلق الأمر بالهدف طويل المدى من أجل اليمن لايزال قائماً".
وأضاف، أنه "سيظل على اتصال وثيق جدًا بالأطراف اليمنية. وسأكون أيضًا على اتصال بالمجتمع الدولي بشكل أوسع".
وأكد أهمية وقف التصعيد في الشرق الأوسط كحاجة لوقف التصعيد على نطاق أوسع. ودعا إلى "ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، ويجب أن يحدث ذلك في أسرع وقت ممكن، وبالمثل هناك حاجة أيضًا إلى تجنب أي تأثير غير مباشر للوضع في غزة على الشرق الأوسط بشكل أوسع".
وكشف المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، عن ثلاثة مسارات حاسمة، لتحقيق التقدم في جهود حل الأزمة اليمنية، تتضمن تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتجنب الأطراف استغلال الظروف الراهنة للتصعيد.
وأضاف أنه "بفضل الدعم الملحوظ من عُمان والسعودية وافقت الأطراف اليمنية على مجموعة من الالتزامات في نهاية 2023".
ولفت إلى أن تلك الالتزامات "من شأنها أن تشكل أساساً لخريطة طريق الأمم المتحدة، التي سيؤدي تنفيذها إلى وقف حقيقي لإطلاق النار وبدء عملية سياسية".
ويتمثل المسار الأول في ضرورة وجود استقرار على نطاق أوسع في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن ذلك "سيسمح للأطراف وللمجتمع الدولي بإعادة التركيز وإعادة الانخراط في التسوية طويلة المدى للنزاع في اليمن".
وأما المسار الثاني، وفقاً للمبعوث الأممي، فيتضمن إدراك الأطراف اليمنية أن هذا ليس هو الوقت المناسب لاستغلال الوضع الحالي من أجل تصعيد الأعمال العدائية.
وأشار إلى أن المسار الثالث يتمثل في "الإبقاء على قنوات الاتصال التي كانت مفتوحة على نطاق واسع قدر الإمكان لضمان القدرة على تحقيق تلك الالتزامات".
وسبق أن أعلنت الحكومة اليمنية، في 18 مارس الماضي، على لسان رئيسها أحمد بن مبارك، توقف خريطة الطريق الأممية لوقف إطلاق النار مع الحوثيين؛ بسبب تصعيد الجماعة في البحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية.
وشهدت الأسابيع الماضية حراكاً دبلوماسياً مكثفاً للمبعوثين الأممي والأمريكي إلى المنطقة، لبحث إمكانية استئناف المفاوضات اليمنية، وبما يضمن الوصول إلى حل نهائي للأزمة المستمرة منذ قرابة 9 سنوات.
وبدأ الصراع واسع النطاق في اليمن في مارس 2015، عقب انقلاب مليشيا الحوثي على السلطة الشرعية. وخلال هذه الفترة، وبوساطة الأمم المتحدة، توصلت الأطراف المتحاربة إلى عدة اتفاقيات لوقف إطلاق النار.
وفي ديسمبر الماضي 2024، أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أنه بعد الاتصال بجميع الأطراف، سيتم صياغة خارطة طريق تغطي التزامات جميع الأطراف تحت رعاية الأمم المتحدة. ويشمل ذلك تحقيق وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، ودفع رواتب القطاع العام، واستعادة صادرات النفط، ومواصلة تخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة في اليمن.
في السابق، وفقًا لمسؤولين حكوميين يمنيين، كان من المتوقع أن يتم التوقيع على خارطة الطريق هذه في المملكة العربية السعودية في يناير الماضي، ولكن بسبب التوتر الناجم عن الصراع في غزة، لم يتم توقيعها في ذلك الوقت.