تقرير يسلط الضوء على طريق الهجرة من القرن الأفريقي إلى اليمن..(أرقام مرعبة)
الثلاثاء 14 يناير ,2025 الساعة: 03:43 مساءً

رغم استمرار الحرب وتدهور الأوضاع الاقتصادية في اليمن، يظل البلد نقطة عبور رئيسة لموجات الهجرة القادمة من القرن الأفريقي، حيث تشير بيانات دولية إلى عبور نحو مليون مهاجر خلال العقد الأخير، وسط مخاطر جسيمة تتعرض لها هذه الفئة على طول الطريق الشرقي. 

ووفقاً لتقرير صادر عن شبكة "إم إم سي" الدولية المتخصصة في الهجرة، يعد الطريق الشرقي من أكثر طرق الهجرة خطورة، إذ يواجه المهاجرون فيه مواقف تهدد حياتهم، بالإضافة إلى تعرضهم للعنف والاستغلال من قبل شبكات التهريب التي تنشط بشكل واسع في هذه المنطقة، وخصوصاً في معبر البحر الأحمر. 

وأفادت الشبكة أن متوسط عدد المهاجرين الذين يعبرون إلى اليمن سنوياً يبلغ 100 ألف شخص، وهو ما يحقق عائدات تصل إلى 30 مليون دولار سنوياً لشبكات التهريب التي تنطلق من جيبوتي. فيما وثقت المنظمة الدولية للهجرة وفاة أكثر من 1300 مهاجر على هذا الطريق خلال العقد الماضي، مع تسجيل 400 حالة وفاة في عام 2024، ليصبح العام الأكثر دموية على الإطلاق. 

توضح الدراسة أن الطريق الشرقي يخضع لسيطرة كاملة من شبكات التهريب، والتي تستغل تدهور الوضع الأمني في اليمن والفراغ الناتج عن الصراع المستمر، مما أتاح لهذه الشبكات توسيع نفوذها وتعزيز عمليات التهريب والاتجار بالبشر. 

وأشارت إلى أن التحديات الأمنية وغياب البيانات الكمية الموثوقة حالا دون توثيق حجم الأنشطة الاستغلالية التي تمارسها هذه الشبكات بشكل دقيق. ومع ذلك، ركزت الدراسة على جمع معلومات حول دور المهربين وخدماتهم وطرق الدفع التي يتبعها المهاجرون، حيث كشفت أن غالبية المهاجرين استعانوا بمهرب واحد في جزء من رحلتهم لعبور البحر الأحمر، بتكلفة تصل إلى 300 دولار للشخص الواحد. 

خلصت الدراسة إلى أن المهاجرين غالباً ما يبدأون الاتصال بالمهربين بأنفسهم، حيث أفاد 85% من المستجيبين بأنهم هم من بادروا بالتواصل مع المهربين، فيما أشار 60% إلى أنهم دفعوا كامل المبلغ قبل بدء الرحلة، مما يزيد من هشاشتهم ويجعلهم عرضة للاستغلال. 

وبالرغم من أن معظم المهاجرين أكدوا أن المهربين ساعدوهم في تحقيق هدفهم، فإنهم أعربوا عن تعرضهم للتضليل بشكل متعمد طوال الرحلة، وهو ما يعكس الديناميكيات الاستغلالية الفريدة للطريق الشرقي مقارنة بطرق الهجرة الأخرى. 

مسار الهجرة عبر اليمن
يمتد الطريق الشرقي للهجرة من منطقة القرن الأفريقي عبر إثيوبيا وصولاً إلى الساحل الجيبوتي أو الصومالي كنقاط انطلاق نحو اليمن. وغالباً ما يصل المهاجرون إلى محافظة لحج عند عبورهم من جيبوتي، وإلى محافظة شبوة إذا كانوا قادمين من الصومال. 

وتشير الدراسة إلى أن هذا الطريق له جذور تاريخية تعود إلى الروابط الدينية والتجارية بين مجتمعات القرن الأفريقي وشبه الجزيرة العربية، مما أسهم في استمراريته رغم المخاطر المتزايدة التي يواجهها المهاجرون حالياً.



Create Account



Log In Your Account