الصحة العالمية تطلق تحذيرات صادمة عن الواقع الصحي الكارثي في اليمن

الجمعة 11 أبريل ,2025 الساعة: 08:45 مساءً

دقّت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر إزاء التدهور الحاد في صحة الأمهات والمواليد في اليمن، ووصفت الوضع بالمفجع، مشددة على ضرورة توسيع التدخلات الإنسانية لإنقاذ الأرواح وحماية الفئات الأكثر ضعفًا.

وأكدت المنظمة أن الصراع المزمن والانهيار المستمر للنظام الصحي تسببا في ارتفاع كبير في معدلات وفيات الأمهات والمواليد، حيث بلغ معدل وفيات الأمهات 183 حالة لكل 100 ألف ولادة حية في عام 2020، في حين بلغ معدل وفيات حديثي الولادة 21.9 لكل ألف.

وأشارت إلى أن المضاعفات التي يمكن الوقاية منها، مثل النزيف وتسمم الحمل، لا تزال من الأسباب الرئيسية للوفاة بين الأمهات، بينما تسهم الولادة المبكرة، والاختناق، والالتهابات في وفاة المواليد الجدد بمعدلات مرتفعة.

وقالت فريما كوليبالي زيربو، القائمة بأعمال ممثلة منظمة الصحة العالمية في اليمن، إن خلف الأرقام قصص معاناة وخسائر فادحة، معتبرة أن الوضع الراهن غير مقبول ويجب تغييره بعمل مشترك وجهد جماعي لضمان بدايات صحية للأمهات والأطفال.

وحذّرت المنظمة من تفاقم سوء التغذية وفقر الدم بين النساء الحوامل بسبب ضعف التمويل، مشيرة إلى أن 20% منهن يعانين من سوء تغذية حاد، ما يؤثر مباشرة على نتائج الولادة.

وبيّنت أن 45% فقط من الولادات تتم تحت إشراف طبي، في حين تُجري القابلات التقليديات نحو 30% من الولادات، خاصة في المناطق الريفية والمحرومة من الخدمات.

وأوضحت المنظمة أن نصف المرافق الصحية فقط تعمل بكامل طاقتها، بينما تعاني الأخرى من نقص حاد في الأدوية، المعدات، والكوادر الصحية، ويُعد النزوح وفقدان الرواتب من العوامل التي أدت إلى نقص حاد في القوى العاملة الصحية.

كما تسببت الحرب والانقسام السياسي في إغلاق الطرق، وفرض قيود على الحركة، وتفاقم الفقر، مما جعل الوصول إلى الخدمات الصحية تحديًا يوميًا، خصوصًا للنساء الحوامل في المناطق النائية والمخيمات.

ورغم التحديات، تواصل منظمة الصحة العالمية تقديم الدعم الأساسي والتدخلات المنقذة للحياة بالتعاون مع شركائها، من خلال توفير الأدوية والمعدات، وتدريب القابلات، وتحسين جودة خدمات التوليد.

ودعت المنظمة إلى زيادة التمويل والتزام كافة الأطراف لدعم قطاع الصحة، مؤكدة أن مستقبل اليمن يعتمد بشكل كبير على صحة ورفاهية أمهاته وأطفاله.